عبدالله مهدي
(رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ، ونائب رئيس النقابة الفرعية لاتحاد كتاب الشرقية ومدن القناة وسيناء … كاتب مسرحى وقاص، وباحث في الموروث وله اجتهادات نقدية)
ذكر عالم المصريات الأمريكي/ جيمس هنرى برستيد في كتابه “انتصار الحضارة”: (وكان لاختراع الكتابة واختراع استعمال ورق البردى أثر عظيم في رفع مستوى الجنس الإنسانى أكثر من أي شئ ٱخر، لأنه أهم من جميع الحروب التي خاض الناس غمارها وأهم من جميع النظم أو الدساتير التي وضعت منذ خلق الله هذا الكون).
وكانت مصر الدولة الوحيدة في العالم القديم الملمة بتفاصيل زراعة نبات البردى وصناعة الورق منه، واحتكرت مصر تجارته على مستوى العالم، فصدرت لفائف البردى لدنيا كلها، والتي اعتمدت اعتمادا كاملا على الانتاج المصري، وتعد كلمات المؤرخ الرومانى / بلينى خير دليل على سيطرت المصري القديم على سوق الورق في العالم وتحكمه فيه، فأكد على أن أي مشكلة تمس إنتاج البردى في مصر، كانت تؤثر بشكل كبير في الحياة الثقافية والفكرية والتجارية في العالم أجمع .
ومكثت مصر فترة تزيد عن ثلاثة ٱلاف سنة متربعة على عرش انتاج وتصدير الورق في العالم، إلى أن جاء ” تسأي لون ” في عام ١٠٥م، واكتشف صناعة الورق بطريقة هرس ألياف النباتات والتي تميزت عن صناعة ورق البردى برخص تكاليف التصنيع..
هل من الممكن أن نستلهم أمجاد المصري القديم؟! لتكون حافزا لنا لصنع مجد يناظر ما صنع من أمجاد الأسلاف….
للأسف أضحت البلد الذى سيطر على صناعة الورق في العالم — رغم توافر خامات صناعته عندنا — أكثر من ثلاثة ٱلاف عام من البلاد التي تستورد الورق، ويتلذذ تجاره في المكتبات في رفع ثمنه بزريعة…..
حفظ الله مصر والمجد لأبنائها المخلصين الذين سطروا عطاءاتهم بأحرف من نور في سجلات التاريخ الإنساني…