في بلادي يسجنونَ الأبرياءْ
في بلادي يُقتل المقتولُ مرّاتٍ ومرّاتٍ
ويبقى القاتلُ المعروفُ محميّاً بقانون الغباءْ…
منطقيّ عندنا أن يؤخذَ الموتى إلى التحقيقِ
والجاني طليقٌ مثل أطيار السماءْ؟…
في بلادي يَسأل القاضي الذين يطالبون بحقّهم:
عن أيّ شيء تبحثونَ
وليس من حقّ سوى للأشقياءْ؟…
عن أيّ عدل ٍ
والذين تخشّبوا فوق الكراسي
يجمعونَ ويطرحونَ
ويضربونَ رؤوس من طلبوا الحقيقةَ بالحذاءْ؟…
___
في بلادي يأمرون الجندَ أن يتوحّشوا
ويطاردوا المتظاهرينَ كما الظباءْ
والضابط المسؤولُ مسؤولٌ عن التكسير والتخليعِ
لكنْ لا يحرّكُ ساكناً ضدّ اللصوصِ
وضدّ تجّار الدواءْ
والجالسين على صدور الشعبِ
من أيّام نوحٍ… كالوباءْ
والقاطعينَ عن البيوت الكهرباءْ
والسارقينَ المالَ…
والمتآمرينَ مع الغريبِ بلا حَياء!
***
في أيّ عصرٍ نحنُ
يا من تسخرونَ من القبورِ
وترجُمون الأتقياء؟
يا حاقدينَ على الضعيفِ
وقادرينَ على النساء…
بيروتُ ما زالت مهدّمةً
وما زالت على الأرض الدماءْ
والمرفأ المنكوبُ يسألكم:
متى تستجوبونَ المجرمينَ الأقوياءْ؟
عامان قد مرّا
وما تعب البكاءْ…
عامان قد مرّا وأنتم تهربونَ من الحقيقةِ
مثلما يخشى اللصوص من الضياءْ…
لكنّ حكمَ الشعب يأتي بغتةً مثل الهواءْ…
وستمثلونَ أمام محكمة الضميرِ
ستمثلونَ…
ولو تخبّأتم وراء الأنبياءْ.
***
*أفكار اغترابية للأدب الراقي النهضة الاغترابيّة الثانية -تعدّد الأنواع