إلى الصَديق الأديب الكبير سَليمان يوسف ابراهيم (شعر د. جميل ميلاد الدويهي)

 

 

ينعي مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي، أحد أعمدة الأدب والفكر، الأديب سليمان يوسف ابراهيم، وهو واحد من الأقطاب الكبار الذين كانت لهم اليد الطولى في النهضة الاغترابيّة الثانية في تعدّد أنواعها. وكان السبّاق دائماً إلى مواكبة أعمالنا ومنجزاتنا الحضاريّة بمختلف أشكالها، سواء في الجلسات الحواريّة، أو المقالات النقديّة، أو الكتب التي تقوم على المقارنة والتحليل والدراسة الموضوعيّة الصادقة.

تعازينا إلى أسرة الفقيد، ومنتدى لقاء في لبنان، وأسرة أفكار اغترابيّة، وكلّ المحبّين والأهل جميعاً. خسارتكم هي خسارة لنا، ورحيل الغالي سليمان لا يعوّض. وكان لنا خير الأصدقاء والإخوة الأوفياء. رسول المحبّة وقدّيسها، لروحه السلام.

***

ليش القدَر تـــــــا هَيك يـِشْلَحنا؟

وقَبل الصَّباح الـــهَـــــــمّ صَبَّحنا؟

كان القمَر عــــــنْ بابنا ما يــْروح

صـار القَمر مِليان كلُّو جْــــــروح

ودْمُــــوعــنـــا مِحْيُو مَلامِحنا…

سليْمان كنت الخَيّ، والغالي

ومتل الجبل قامة جبل عالي

والمــَــــوت لمّا تْسلّط علينا

إخدك معو من بين إيدينا

وعَ غْيابَك انكسرو جَـــــوانِـحــنـــا.

بلادي حَزينِه، والحبر زعْـــــــــلان

وصـــار الورق مِصْفَرّ ع الحِيطان

وَيْــــــن اللي كانـت كلْمتو كلْمِه؟

وكانت عَ وجُّـو تشعشِع البَسمِه؟

غاب، وعَ حبْل دْمــــوع مَرْجَحنا.

عالمَـــــــدْرَسِه هَلّق بعْد بَكِّيـر

وبَكّير نحنا هيك فينا يْصير…

يا مَوت لولا شويّ فينا نْضلّ

ببيوتنا، ولأيش بدنا نفلّ؟

ويا ريت ما بتعُود تلمحنا!…

عم يسْألونا: لْوين رايح إنتْ؟

براس السنه يا رَيت معنا كنت…

وتحيّرو لبنان والمهجر

ليش القصايد هيك تتكسّر

والفكر لمّا غاب… جَرّحنا؟…

مِشتاق شُوفَك حَــــــدّ باب البيت

لكنْ مــــا فينا نْعيش بالْياريْت…

والعمْر متل التلج عم بيْدوب

ما في حَـــدا يـِهْـرب مِن المكتوب

ونِحنا مـــــــــــا فينا نْضلّنا نِحنا…

صَــــوتَك مــــــا فيِّي إسمَعُو هلَّق

يـــــا مْسافَر، وبالقلب مِتْعلَّق…

والذكريات بيطلعو من كْتاب

لولا افترقنا وطال فينا غْياب…

بالحبر مكتوبه مطارحنا…

وهلَّق ع جِسْر المَوت عم نبْكي

اسْوَدّ الحَكي، وبالكاد عــَـم نِحْكي

وبْعاد نحنا، وهون عَتم وليل

ومِنقول بدنا نروح فوق الخيل

ومنكون لا جينا ولا رحنا.

أيُّــــوب متلَك مــا حمِـــل أوجاع

وقلبَك مـا عاد مـن العذاب يْساعْ

مـــــــــا في عِبــارَه تختصِرْ قدّيش

عانيت، وتحمّلت مرّ العيش…

لـَو قـَصَّـــرُو الكلْمات، سامِحنا.

لور الحزينة والبنات عْليك

قدّيش بكيو وبوّسو إيدَيـــــك…

والناس قالو: إنتْ باقي هَون

بالفِكر، بالتاريخ، قـَـــــــــدّ الكَون

وتـَـا تْعــُود… كلّ بْوابْنا فْتَـَحْنا.

 

***

*جميل الدويهي: مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي – سيدني

اترك رد