الساهر في مساء قصيدة

لم يكن هناك درب أمامي

لكي أمضي فيها.

لم تكن هناك نجمة في سمائي

لكي تنير الخافي بين خطواتي…

أتقدم، لا أمشي، بعزمِ ولهوِ المقامر

من دون أن أتحسر، أو أحنّ…

أعاود اللعبة من جديد، سواء أخابت رهاناتي، أو أصابت.

أعاودُها بتلك القوة التي تَسبقني بقدر ما تُغريني، ما دمتُ أسابقُ اللمحَ، والخَطرَ، والالتماعة البعيدة التي في هواء الشغف.

هناك من يَهوون بلوغَ نهايات، ويتحرقون لسماع أجراس، فيما ألتذّ في المراودة، والمشاغلة، والمناورة، والمحاولة،  مثل غرامٍ في وهج توتره.

يَعني هذا عشقي لها…

عشقَ استفاقةِ ما يَكونني معها: كما لم أكن؛ كما لم تَكن.

ما يقع أبعد منا،

في كيانٍ من دون خريطة،

في هوسٍ من دون مقابل،

في ارتجافاتٍ لا تعرف امتداداتها من انكماشاتها،

في نبضِ ما يكون حياةً من دون سابق أو مستقبل.

الساهر في مساءِ قصيدةٍ يُشاغل البرق في احتمالاته،

ويُفاتح الغيم في تقلباته،

من دون رجاء.

لعله يخسر، من دون قنوط.

ويعاود المفاتحة من جديد في استسقاءِ بهجةِ العابرِ في ليل الدهشة.

اترك رد