جورج خباز ضيف لقاء MEET THE ARTIST في السفارة الأميركية: المسرح أنقذني لأنه يعزز الثقة بالنفس

نظم القسم الثقافي في السفارة الأميركية في بيروت لقاء في مقر السفارة في عوكر، مع الممثل والمؤلف والمخرج  جورج خباز، في إطار برنامج “Meet the Artist” (لقاء مع فنان) هو الأخير لعام 2022، تحدث فيه عن تجربته الفنية الشاملة ونشاطاته في حضور السفيرة دوروثي شيا، الملحقة الثقافية هرميلا يفتر، عدد من الإداريين في السفارة ونحو خمسة وعشرين من الوجوه الفنية المخضرمة والمواهب الشابة والإعلاميين.

يفتر 

بداية كلمة ترحيب من الملحق الثقافي يفتر  وصفت فيه اللقاء مع خباز والذي يندرج ضمن إطار برنامج “Meet the artist” بأنه “طريقة للتواصل بين فنان مخضرم محترف وفنانين صاعدين بهدف تعميق التعارف من خلال طرح الأسئلة للإستفادة من الخبرة والعمل الطويل في الحقول ذات الإهتمام والتخصص المشتركين”.

  شيا

وبعد تعريف بالضيف من قبل المسؤولة عن البرنامج جولي مراد التي أدارت اللقاء، رحبت السفيرة شيا بضيوف الشرف في منزلها داخل حرم السفارة ولا سيما الفنان الشامل جورج خباز وقالت: “إنها المرة السابعة التي نقيم فيها لقاء “Meet the artist” الذي يضم أصغر مجموعة ممكنة من الناس من أجل أن يكون التعارف أعمق واللقاء حميما” ،شاكرة الحضور على تلبية الدعوة ،وقالت متوجهة الى الفنان خباز: “أنت موهبة كبيرة ومدهشة، شكرا لحضورك معنا لمشاركتنا موهبتك وخبرتك ونظرتك للأمور مع  مجموعة من المواهب الصاعدة المتخصصة في المجال نفسه بهدف تحفيزها ومنحها من خلال هذا اللقاء الذي يشكل فرصة إستثنائية، النصح والتشجيع لا سيما للذين يطمحون الى اقتفاء خطواتك كممثل، كاتب، مسرحي، منتج، صانع أفلام وعامل في حقل الدراما بشكل عام”.

خباز

بدوره  شكر خباز للسفيرة شاي دعوتها وللإداريين في السفارة إهتمامهم معبرا عن سعادته باللقاء “في بيت سعادة السفيرة، مجتمعين على حب الفن والثقافة، على معرفة أهمية دور الفن في حياة الإنسان ولا سيما الفن المشهدي التفاعلي الذي يأخذنا في رحلات نغوص فيها في أعماق النفس البشرية، لنتفاعل أولا مع ذاتنا كأفراد، ونتفاعل بحب وانفتاح مع من حولنا، ونتفاعل مع بيئتنا، أو بالأحرى بيئاتنا المتعددة، والتفاعل مع ثقافات وحضارات وشعوب اخرى لتوحيد الهم الإنساني، فرأس الحربة في التحريض على الإنسانية هو الفن، الذي يحرضنا على الجمال والفرح والحرية، وإذا أدركنا معنى هذه العناوين نكون قد لامسنا عمق أنسانيتنا”.

وإذ شدد على “دور الفن الإيجابي في مجال التربية “، دعا خباز الى “تضافر الجهود من أجل فرض الموادالفنية على المناهج التربوية وتحويل المناهج المدرسية الى تفاعلية وإلغاء النمط التلقيني”، وشكر الجهة الداعية على الدعوة داعيا الى “استغلال هذا الجمع المثقف للحث على نشر الفنون في مدارسنا ومجتمعاتنا، متعالين عن الصراعات السياسية والبيئية والمجتمعية، من أجل حفاظنا، كل في مجاله، على الجمال الذي خلقه لنا الله”.

“سين وجيم”

بعد ذلك رد خباز على أسئلة الحضور في فقرة “سين وجيم” والتي جمعها قسم الشؤون الديبلوماسية من المواهب المشاركة في اللقاء بالإضافة الى أسئلة من نخبة الوجوه في حقلي التمثيل والمسرح، ولا سيما سؤال السفيرة شيا عن تحول لبنان الى استديو تنفذ فيه أعمال فنية على المستوى الإقليمي والذي انعكس إيجابا في ظل تردي عائدات الإنتاجات والأعمال الفنية التي تكاد تكون شبه معدمة، وقال: ” للأسف أعادت الأزمة الإقتصادية لبنان الى أن يكون استوديو للمستثمرين في الصناعة السينمائية، ولكننا سنحاول الإستفادة من ذلك على مستوى تبادل الخبرات مع الوافدين من الغرب أو الشرق للعمل في لبنان، وأنا سعيد بهذا الوضع رغم أنه ناجم عن الأزمة لأن لبنان بات أرخص من سواه وسيؤمن ذلك فرص عمل للكثيرين، فضلا عن أن لبنان يتمتع بالموقع المناسب وبالإمكانيات البشرية وسيشكل ذلك فرصة لتعزيز خبراتنا جراء تبادلها مع حضارات أخرى”.

وكشف أن التسمية المفضلة لديه هي “رجل المسرح، لأنه يتطلب قوة مواجهة للتحديات ولا سيما المسرح الموسمي اليومي، الذي مارسته مدة 17 سنة، كمنتج ومخرج وكاتب وممثل، حامل البطيخات السبع مع فريق عمل رائع من دون شك”.

وفي معرض رده عن سؤال عن تأثره بالمسرحيين العالميين أو المحليين وصف الفنان عمر ميقاتي “بالفنان الكبير”، مشيرا الى “تعاون عمره ثماني سنوات في العمل المسرحي كونه نجل الفنان نزار ميقاتي مؤسس المسرح الوطني، مسرح شوشو”، وأشار الى أنه “تعلم منه الكثير فنيا وأخلاقيا، كاشفا عن تأثره بالأخوين رحباني ، زياد الرحباني، شوشو، بعض أعمال نبيه أبو الحسن، يعقوب الشدراوي، ريمون جبارة، أنطوان ولطيفة ملتقى، جلال خوري، دريد لحام وغيرهم”.

وعن أصعب تجربة مرتبطة بالمسرح واجهها قال: “تقديم مسرحي الخاص، الذي يتطلب منتجا يؤمن بك، مسرحا يتبناك، جمهورا يقبلك، وأهم من كل ذلك الإيمان بالنفس ، ومدى جهوزيتك معنويا للرفض والقبول، وكل ذلك يشكل صعوبات نفسية من الصعب تخطيها إن لم تتوفر الإمكانية المادية الخاصة للإنتاج”، مشيرا الى اقتراضه عام 2004 مبلغ 35 ألف دولار من أحد المصارف”، متوقعا في ذلك الوقت إحتمالا من إثنين ردا على مديره: “إما المواجهة في المحاكم أو إعادة المبلغ المقترض”.وأشار خباز الى أن @شخصية “عبدو” التي كتبها ومثلها على شاشة أل. بي. سي  كانت ورقة رابحة جيرها لاستثماره في مجال المسرح”.

وعن دور المسرح في المناطق المهمشة في لبنان اعتبر أنه “لن يكون مجديا إن لم يتم إدراجه في المنهج التربوي، لأنه يتطلب أرضية جاهزة من الناس، من البيئة الحاضنة كي ينجح، مثنيا على خطوة إنشاء المسرح الوطني في كل من صور وطرابلس”، داعيا الى “دخول المسرحيين الى المدارس لتعريف الطلاب من الطبقات المهمشة الى المسرح ودوره في التعبير فيصبح حاجة يطلبونها”.

وقال: “نحن كمسرحيين نوظف مشاكلنا في أعمالنا الفنية”، كاشفا أنه قدم أفضل عروضه المسرحية يوم توفيت جدته”، مشيرا الى أن “المسرح هو إبن اللحظة ولا يعاد، تماما كمغيب الشمس الذي نراه بطريقة مختلفة كل يوم”. وقال: “الفن أنقذني لأنه يعزز الثقة بالنفس، وينعكس على حياتنا في المجالات العائلية والإجتماعية والعاطفية”.

وأشار الى أن “استئنافه النشاط المسرحي مستبعد حاليا بسبب ارتفاع الكلفة على المشاهد اللبناني”، معتبرا أنه “استعاض عن ذلك في التأليف في مجال التلفزيون والسينما وذلك حتى تتحسن الظروف الإقتصادية وتصبح اكثر ملاءمة للعودة الى لإنتاج المسرحي”، مثنيا على تجربة مسرح مونو الأخيرة.

وتوجه بناء على مداخلة إحدى المشاركات الى “جورج خباز الصغير بقوله: “أنت أهم من أي عمل، ورفاقك المحيطون بك هم أفضل من أي عمل، الناس هم أجمل من أي شيء آخر؛ وحسن إنكليزيتك من أجل أي لقاء محتمل في السفارة الأميركية”.

وشدد على “ضرورة وجود التنوع في المسرح من حيث المضمون والمستوى”، مشيرا الى “تقبله أن يكون لديه جمهور واسع وأن لا تحبذ شريحة واسعة من المجتمع مسرحه”، آملا في “حدوث نهضة على مستوى المسرح”، ومتوقفا عند “النقص العددي في لبنان من حيث الجمهور  والذي يعيق تغطية كلفة الإنتاج المسرحي وخصوصا الإنتاج السينمائي الذي يتطلب إمكانات مادية هائلة”.

   وكشف أنه “يفضل أن يكتب مسرحية مدتها ساعتين على كتابة خمسين ساعة لمسلسل على التلفزيون”، معتبرا أن “الزمن هو زمن YouTube وأن الوقت الحالي لم يعد ملائما لتجربة تلفزيونية مثل “عبدو وعبدو”.

وعن الأجواء العائلية المشجعة لانخراطه بالفن اعتبر خباز أنه “محظوظ لأنه يتحدر من عائلة فنية تؤمن بحرية الفرد الشخصية وتحترم القرارات والخيارات المهنية وشكلت البيئة الحاضنة لكل أحلامنا”، كاشفا عن عائلة يمارس أفرادها الفن في مجال السمعي- البصري، الموسيقى، التمثيل والرقص”، معتبرا أن “توظيف الموهبة أصعب من إكتشافها”.

وردا على السؤال الختامي للسفيرة شيا عن مدى تفاعله وتأثره بردات فعل الجمهور، وكيفية قراءته لجمهوره أثناء وجوده على المسرح قال: “متعة المسرح تكمن في اكتشافنا كل ليلة جمهورا جديدا، هوية هذا الجمهور وعلام سيتوحد، والتحدي هو في إشعاري له أن الحدث الجاري على المسرح يحدث للمرة الأولى، وإن كان العرض الألف، فهذا التحدي اليومي مصحوبا بمتعة اكتشاف الجمهور، متعة إمتاع الناس، تجعلني أكسر الروتين في العرض اليومي”. أضاف: “مهمة رجل المسرح عزل مشاعر الناس وهواجسها ومحاولة الإضاءة عليها لوضعها كمرإة أمام وجه المتلقي”.

واتسم اللقاء الذي يهدف الى دعم الساحة الفنية والثقافية في لبنان عبر مد الجسور بين الشخصية القدوة والأفراد المميزين الذين يتوقون للاستفادة من خبرات الضيف المكرم وتوجيهاته، ببعده عن السياسة وبطابعه الثقافي البحت،  وهويشكل مناسبة لتعريف السفيرة الأميركية الى نسيج لبنان الثقافي ومواهبه الصاعدة وتعزيز أواصر العلاقة بين الشعبين اللبناني والأميركي.

اترك رد