جرى في مقرّ المعهد الثقافي الإيطالي (IIC) في الحمرا – بيروت، تقديم الطبعة العربية من رواية “Un Amore – حُب” للكاتب الإيطالي دينو بوتزاتي، التي ترجمها رامي طويل ونشرتها دار الساقي في شهر أيلول من هذا العام
وذكر المعهد في بيان، أن ترجمة هذا الكتاب أضحت ممكنة بفضل الهبة التي تخصصها وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية سنوياً لترجمة الروايات الإيطالية إلى لغات أجنبية أخرى ونشرها.
وقال: “في العام 1963، وبعد أكثر من عشرين عامًا على نشر رائعتهIl Deserto dei Tartari” – صحراء التتار”، نُشِر آخر عمل للكاتب الإيطالي دينو بوتزاتي”Un Amore”، ويروي كيف اقتحم الشغف حياة مهندس معماري من مدينة ميلانو في الخمسينات من عمره وقَلَب حياته رأساً على عقب.
وبعيدا من أجواء السريالية والميتافيزيقيا التي طبعت “The Tartar Steppe” و”The Seven Messengers”، يغوص دينو بوتزاتي في الواقع الصاخب لمدينة ميلانو المعاصرة. ورغم التغيير المفاجئ في البيئة والنمط المعتمد، بقيت الثوابت الأساسية لأسلوب بوتزاتي كما هي من حيث الرؤية الاستبطانية للحياة والشك المنهجي والمؤثر والتشكيك في الذات”.
وأوضح البيان أن “دينو بوتزاتي: صحافي إيطالي بارز وكاتب مسرحي وكاتب قصة قصيرة وروائي معروف دوليًا بأعماله ومسرحياته. تُرجمت أعماله الأدبية المعروفة بالسريالية الكافكاوية والرمزية والعبثية إلى 30 لغة في جميع أنحاء العالم. لا شك في أن القراء العرب سيستمتعون بهذه الرحلة الشيٌّقة عبر الحب والعاطفة والرغبة”.
ولفت الى أن “دار الساقي هو من أهمّ دور النشر ومعروفة باختياراتها الدقيقة والمميزة للترجمات. بالنسبة إلى دار الساقي، تُظهر رواية حب – Un Amore لبوتزاتي، مهارة أدبية استثنائية وتتميّز بأسلوب سردي تقليدي غير عادي.
نشرت دار الساقي العديد من الترجمات لأعمال أدبية إيطالية معروفة عالميا، منها: – Impossibile” المستحيل ” للكاتب إري دي لوكا، و”قطار الأطفال “Il Treno dei Bambini – لفيولا أردونيه و- Per Isabel ” إيزابيل” و – Il filo dell’orizzonte سراب – ” لأنطونيو تابوكي و ” – Mal Di Pietre حب في سردينيا ” لميلينا آغوس”.
وذكر أن “رامي الطويل هو روائي ووسيناريست ملمّ بترجمة الروايات الأدبية من الإيطالية إلى العربية بالتعاون مع دار الساقي، وآخرها رواية “المستحيل” للكاتب إري دي لوكا التي نشرتها دار الساقي العام الماضي”.
وعقدت طاولت مستديرة أشار فيها الطويل في مداخلة أن “ترجمة الكتاب استغرقت نحو سنتين، فلغة بوتزاتي لا تشبه اي كاتب ايطالي أخر وهو شبك بين المعنى والأسلوب وهذا يظهر في اختلاف المقاطع السردية، كما استفاد من خبرته في المسرح وفي الرسم وكتب بأسلوب أدبي ساحر”.
وأوضح أن “الرواية تحتوي على تفاصيل حياتية بمنظور قراءة قصة حب تشكل العمل الأساسي لمجموعة حكايا نرى من خلالها الفقر والاضطهاد، أثار الحروب، العلاقات الإنسانية في المجتمعات الاقتصادية والتحول الذي حصل في ميلانو القديمة وصولا الى ميلانو الصناعية”.
المعلم
أما رئيسة تحرير دار الساقي رانيا المعلم فقالت: “النقاش تمحور لدى اختيار هذه الرواية على هل نحن قادرون على إصدار هذه الرواية في العالم العربي حيث هناك رقابة على مواضيع السياسة والدين والجنس ولكن شعرنا بأنها تستحق المغامرة”.
أضافت: “لم نعدل في الرواية والترجمة كانت أمينة للنص. نحن دخلنا في مجال ترجمة الكتب من الإيطالية إلى العربية بمساعدة المركز الثقافي الإيطالي لأن الكلفة جد مرتفعة. ونحن سنستمر في العمل لأن الأدب الإيطالي عالم بحد ذاته”.
زيكا
اما مديرة المركز الثقافي الإيطالي مونيكا زيكا فقالت: “إن وزارة الخارجية الإيطالية تخصص هبة لترجمة الروايات الايطالية، وسيكون هناك ترجمة لمعلمات العديد من الكتاب الايطاليين المعاصرين”.
ورأت ان “القراءة مهمة لأنها طريقة للتعرف على الآخرين عن قرب وللإطلاع على عاداتهم وتقاليدهم ووسيلة لعبور الحدود والتقرب من الآخرين”.