أخاف أن أقول لكنَّني سأقول
وأخاف ألاَّ أقول
لذلك سأقول:
إحملوا هذا السرير
وتعالوا إلى المعموديَّة -الخلاص…
لا أريد رؤوساً تنحني
في معبد الآلهة…
لا أريد شجراً يابساً
تدعس عليه الأيَّام…
لا أريد لشيء أن يبقى في مكانه…
طوبى للأقوياء الذين يُعيدون ترتيب الحقيقة
يتأبَّطون رأس الغول!
الخوف ممنوع…
الجوع ممنوع…
الجبانة مأتم.
أخاف ألاَّ أقول
ولو كنتم ستضربونني بحجر
ورأسي من زجاج.
ستضربونني بكلام الأنبياء الغابرين
بالملوكِ الحاضرين الغائبين
الوارثين الموروثين
القادمين الذاهبين…
على أعتابهم خيول
وفي أيديهم رماح…
وعلى دروبهم طواحين.
أبطالكم صورٌ مرسومة…
زِفْت في الضمائر
تماثيل من نحاس…
أخاف ألاَّ أقول: “اتبعوني”
لأنَّ بيوتكم من هباء
وخبزكم من غبار…
اتبعوني لكي لا تدوس عليكم
عجلات الغضب
وعربات الكآبة…
هناك على المقلب الآخر
ربيع لا ينتهي
بلاد من عاج وحرير…
غبطة مذكورة في سفر المزامير.
***
*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.