الحبر يتّصل بعينيكِ
ولذلك أتبع النهر لكي أصل إليكِ…
عندما غمر النهر بيتي
فررت من النافذة لأقع في النهر…
صرخت من يأسي
لم يلتفت إليّ أحد…
كان جميع الناس في السفينة
يلوّحون بأيديهم…
ماذا يريد الناس منّا؟
أنا وأنتِ فقط سنبقى…
وموجة عالية تغمرني لأصل إليك…
يداكِ خلاصي…
عمري هو الجزيرة التي تقرّبني منكِ…
أفرض عينيكِ على القصيدة
أقيس المسافة بين كلمة وكلمة
أتخبّط في السطور
السطور ليست كتابة…
هي العطش الذي أشعر به
الملح على فمي
الملح في رئتي…
أخاف من الخوف
أشهق…
أحاول أن التقط بصيصاً من نجمة فوق رأسي…
تضحك النجمة وتهرب مع عشيق
أبقى في قعر صوتي
أترنّح من الشقاء
يعصرني النهر في يديه…
أصير واحداً مع النهر…
يصبح النهر واحداً معي
يتخلّى عن الرحيل
يترك الزوارق ويتبعني في غرقي
غرقي في عينيك قصّة
سأكتبها للأجيال…
سأقرأها للنهر…
سأجعلها أيقونة
في معبد روحي.
***
*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.