جميل الدويهي: النصّ الخامس والعشرون “كبريت”

 

 

كان يجب أن أنتهي من كتابي

منذ زمن

فقد ضجرتُ من الكتابة…

الركض على السطور مرهق

الحبر مبيد للحشرات

الكلمات مفخَّخة…

أنتم لا تعرفون عنِّي شيئاً

ليست لديّ نظَّارتان مستديرتان

وشعري لا يلامس الغابة…

لا أتبع الخطوط

والقرى المسكونة بالأشباح تضجرني

الفلاَّحون متَّهمون بقتل سقراط…

رفعوا تمثالاً لشاعر البيدر

حنَّطوه لكي يكون

أقوى من غدر الزمان…

أعطوني شيئاً لأنتهي من عذابي

لأرتاح من فداحة المشهد!

مَن منكم إذا طلب أخوه سمكة

أعطاه حجراً؟

مَن منكم أسأله عن نار

فيعطيني رماداً؟

يبدو أنَّكم لم تقرأوا الأسرار…

لم تسمعوا بمعجزة…

الحقيقة أنَّني تعبت…

أريد أن أنتهي من كتابي

قبل أن يغضب منِّي

جميع القدِّيسين والأنبياء…

فرجاء هاتوا علبة كبريت

لأنتهي من كتابي.

***

*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.

*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.

اترك رد