احتفلَت جمعية “النهضة” اللبنانية-الفرنسية في باريس بتكريم الكاتب اللبناني عبدالله نعمان لثلاث مناسبات: عشية ميلاده الخامس والسبعين (وُلِد سنة 1947)، عشية مرور 55 سنة على مسيرته الأَدبية (1968: صدور كتابه الأَول “صمت البحر” مترجَمًا عن فرِكور)، وصدور كتابه الثلاثين “تشقُّقات في تمثال شارل ديغول” (منشورات “أُوريزون”-باريس).
حضر اللقاءَ في قاعة “الدار” (ساحة فيكتور هوغو) جمهورٌ من الأُدباء والشعراء والكتَّاب والأَساتذة الجامعيين والصحافيين وقراء عبدالله نعمان منذ حقبة بعيدة.
افتتح اللقاءَ رئيسُ الجمعية البروفسور ميخائيل نصرالدين فسرَدَ مسيرةَ عبدالله نعمان الأَدبية ذاتَ المؤَلفات الثلاثين بالفرنسية والعربية، وآراء بعض كبار النقاد فيها، ووصَفَهُ بــ”العلماني الراسخ غير السياسي، الجريْء في آرائه والواقعي في نتاج قلمه”، وعدَّد أَبرز محاضرات نعمان ومترجَمَاته ومقدِّماته للكثير من مؤَلفات سواه، ودراساته الأَلسنية واللغوية الصادرة في لبنان والخارج.
ثم تولَّت الحوار مع المحتفى به الأُستاذة في جامعة فرساي السيدة سَمَر مكارم الأَشقر، فساءَلَتْه حول ولادةِ كلٍّ من أَبرز مؤَلفاته وظروف كتابتها، وأَدارت حلقة الأَسئلة التي توالت من جمهور الحاضرين.
الكلمة الختامية كانت للمحتفى به فشكر الحضور، وأَوضح ظروف كتابته مواضيعَ متنوعةً ودقيقة، وأَجاب الجمهور عن أَسئلة تناولت مسيرته الأَدبية، وشخصيته المتواضعة غير اللهيفة إِلى الظهور الإِعلامي، وتعلُّقه بلبنان وسخطه على الحكَّام فيه، وإِطلالاته على المشرق عمومًا كــ”أَرض الآلهة والأَنوار”، ومقاربته التاريخ من زاوية خاصة جعلت كتُبَه فيه مراجع أَساسية في المكتبات والدراسات المتخصصة.
وحيال سؤَال أَخير عن الالتزام أَجاب أنَّ “على المثقف، أَديبًا كان أَو فيلسوفًا، أَلَّا يلتزم سياسيًّا بل اجتماعيًّا في مجتمعه، فلا ينتسب إِلى حزب محدود، ولا ينضوي في إِيديولوجيا ضيِّقة، لتكون له حرية التفكير والتعبير”، واستطرد: “أَمضيتُ عمري كما سأَختُمُه: بين الكتُب وفي خدمة الكلمات”.
وختامًا وقَّع عبدالله نعمان على نسَخٍ من كتابه الأَخير وبعض كتبه السابقة التي بدأَ معظمها ينفد من المكتبات.