جميل الدويهي: النصّ التاسع “عارٍ عن الصحّة”

 

 

الحقيقة هي كذب يُصدَّق…

هي انتحال ذكيّ…

شهادة بالزور…

الحقيقة كلام

وكلُّ كلام عارٍ عن الصحَّة

خذوني إلى العصور القديمة…

الإشارة باليدين حديث عذب…

كرهت الصباحات

القهوة

التبصير

الراديو

المذيع

ما وراء الأخبار

ما أمام الأخبار

الكاميرا الخفيّة

الضحك

أسماء البرامج

الهاتف ومَن يهتفون…

كرهت الخطاب

المنابر العتيقة…

تمرَّدت على زياد بن أبيه…

أحبُّ أن أجرِّب الحديث من غير كلام

حديث بالاحتكاك مثلاً…

حديث كهرباء…

يقتل بصمت…

يقتل القاتل والمعزِّين…

يقتل النعش الذي على العربة

والحصان الذي بكى من كلام الرثاء…

خذوني إلى حفيف الأشجار

وسقسقة الينابيع…

الأشجار لا تُرى بالعين المجرَّدة

ولا تُسمع بالأذن….

هناك موسيقى في أعماق الجذور

والينابيع لا تجري إلى البحر

بل إلى نفسها…

كلُّ قطرة تعود إلى الوراء

إلى الأصل…

أتركوني وحيداً في جزيرة الصمت

حيث للسكوت معنى

 وللرهبة ضجيج…

واتركوا الضفادع في البحيرة

في نقيقها البطيء…

 البحيرة خرجت من بطن الجفاف

 والضفادع أبناء العطش.

***

*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.

*مشروع الأديب د. جميل الدزيهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع

اترك رد