تهجَّرت أكثر من مرَّة…
تهجَّرت من وطن صغير
ومن وطن أكبر
ومن وطن أكبر من الأكبر
ومن وطن أصغر من الأصغر…
تهجَّرت وسفينتي خالية
إلاَّ من الأشباح…
كان معي أطنان من الذهب
عندما تهجَّرت…
هاجمني قراصنة…
سرقوا جلدة رأسي
وأخذوا منِّي ذهب المواعيد…
وغابوا على أعقابهم…
قراصنة من الصومال
عرفتهم من لهجتهم…
كانوا يشتمونني بلغتهم الأصليَّة…
ترجّلت من سفينتي
عند حائط مهجور…
كُتبتْ عليه شعائر العبادة…
نزل عليَّ ملاك بجناحين
فحدَّثني عن جدِّه الملاك
وعن احتمال أن أكون ملاكاً
فرفضت…
لأنّ بلادي تبيع جسدها
وأنا ابن الخطيئة…
وعندما رفرفَ الملاك
عائداً إلى سمائه
كانت لعنتي ترفرف على القمم…
على الشواطئ…
على منارة مهجورة…
وما زلت إلى الآن
أهرب من لعنتي.
***
*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.
*مشروع الأديب د. جميل الدزيهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع