جميل الدويهي: النصّ السابع “أسماء مستعارة”

 

لا تضعوا صورتي مع صورة أحد…

الصوَر أكثر من الناس

أعلى من ناطحة…

الصوَر تستفزُّني…

لا تقولوا إنّ َلي اسماً

فالأسماء مستعارة

وأنا ضيَّعت هويَّتي في بحيرة…

العرب أخذوني من اسمي…

أشعلوا نار قهوتهم…

قالوا شعراً

وأنا جالستُ عنترة

ولبَطني حصان.

أهلي تركوني على الشاطئ

وحيداً

فجاءت موجة وابتلعتْني بالرغوة…

بعد مدَّة استيقظت من رغوتي

والزمان حملني على ظهره

مثل كيس من الشمندر

وتركني في الحقل وحيداً…

نقرتْني العصافير

وعاثت فيَّ فساداً.

والمكان عيَّرَني

بأنَّني لا أحمل اسماً

فبيتي عارٌ

ومدينتي النسيان…

أفرحُ بأسماء ليست لي…

أعلِّقها على الجدار

وأتسلَّق عليها كسنجاب…

أعضُّها

ثمَّ أعود إلى مقعدي

مسرعاً

متآمراً على ذاتي…

أتشاجر مع الغياب

فيضربني بمكنسة

ويسمعون صُراخي من واغا واغا.

***

*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.

(*) مشروع الأديب د. جميل الدزيهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع

اترك رد