ميراي شحاده…عاشقة اللغة العربية

 

   غسان عبد الرحمن الحسامي

                                    ( رئيس رابطة الجامعيين في الشمال)

 

حضرة الرئيس عصمت حسان

والسّادة أعضاء الهيئة الإدارية لمنتدى شواطئ الأدب الكرام

حضرة المكرّمة والمحتفى بها رئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي المهندسة والأديبة ميراي شحاده حداد

آنساتي سيداتي سادتي، أيها الحفل الكريم

منذ فجر التاريخ جسّد لبنان حالة إبداع إلهية، فأضحى الإبداع البشري من أرضه نعمة عطاء ملأت الوطن والدنيا روادًا قلّ  نظيرهم، بالرغم من حالات الحروب العبثيّة والانهيارات المتتالية على كافة الصعد، وبطليعتها ما بتنا نشهده من انهيار للأخلاق وبشكل لافت، إلا أن مسيرة النهضة الثقافية  وهي الجامع الأكبر والأهمّ لأبناء الوطن الواحد لا تزال تتألّق بفضل إصرار أهل الفكر وتمسّكهم بقيم مكارم الأخلاق، ومنهم الزميلة المميزة “ميراي” ببلاغتها الرائعة، وعطائها السخي، وحماسها وشغفها بشتى ألوان الفنون وميادين العلوم، فهي بحق سيدة رائعة، ساطعة كبهاء الشمس، ندية كرذاذ المطر، متواضعة بكبرها كالسنبلة، لتؤكد لنا دومًا ولكل من تعامل معها أن مسيرة الإبداع في لبنان لن تتوقف، لتسطّر في سجلّ سيرتها الذهبي عصر نهضة حديث دون كلل ولا ملل.

تختزن بلدة كوسبا الكورانية “مسقط رأس الأستاذة ميراي” في جوف جبلها “دير حماطورة”، ومعناه حامية الجبل أو منبعه، وهو دير خلاب صامد لمئات السنين ، مبني على صخور أزلية، كذلك جعلت من منتداها “منتدى شاعر الكورة الخضراء” أيقونة للثقافة وحاميها، ونبعًا للفكر المنير، راسخًا كالصخر، شامخًا كالأرز، فيّاضًا من نور ومحبّة.

كيف لا والأستاذة ميراي من أهل العنفوان نسبًا، والشعر والأدب مسلكًا، الآتية من أرض الزيتون المقدّس والمشعّ، وهي التي نذرت نفسها لخدمة مجتمعها ووطنها ومدّت يد المساعدة لذوي الفكر الحرّ والبنّاء، وخير دليل ما تغدق علينا من منشورات منتداها بغزارة، والملفت بالأمر أنها لم تتقاعس يومًا عن مسيرة النهضة والبذل والعطاء، بالرغم من أحلك الظروف التي عرفها لبنان على الإطلاق.

عرفتها منذ بضع سنوات  أميرة البيان متميزة، تتألق على العديد من منابر الثقافة في طرابلس، ذات طلاقة في التعبير، انتسبت إلى رابطة الجامعيين في الشمال بعهدي فأثبتت على الدوام أنها زميلة مميزة ذات قيمة إنسانية وفكرية مضافة وسط الزملاء النخب، متمسّكة بالوفاء لأهلها وبالقيم الاجتماعية التي  نشأت عليها… صادقة شفافة… رقيقة المشاعر… لبقة للغاية وذكية، نبيلة… صاحبة إرادة صلبة مثابرة كموج البحر لا تهدأ ولا تستريح… مسيرتها الجرأة والإقدام… والإرادة والتصميم على الارتقاء دومًا نحو الأفضل، تمكّنت من إثبات نفسها وخلق مسارات جديدة تفوح بعبق الثقافة والأدب الرفيع والمواقف الإنسانية المشرّفة،  ملأت بحضورها المتألق صروح لبنان ومنتدياته الثقافية، ونثرت ثمار فكرها المنشور بحبر وتبر في مكتبات لبنان والعالم، فبات منتداها بحجم وطن، تخلد في ذاكرتِه أريجًا بعطر الحضارة والأمجاد.

باسم رابطة الجامعيين في الشمال وباسمي نتقدّم منكم أيتها الزميلة ميراي ومن عائلتك الصغرى والكبرى بأسمى عبارات التهنئة والتبريك بهذا التكريم المستحق، شاكرين لمنتدى شواطئ الأدب بشخص رئيسه الأخ الشاعر المفعم بالمحبّة والقيم الأستاذ عصمت حسان والسادة الأعضاء على لفتتهم الكريمة، بتكريمهم أديبة عشقت اللغة العربية وأبدعت  بحروفها، ميراي شحاده حداد أنت مشعل هدى تفخر بك الإنسانية… لك منا كل المحبة والاحترام والتقدير…

حمى الله لبناننا البديع الذي نتطلّع إلى قيامته على صورتكم المشرّفة.

***

*كلمة الأستاذ  غسان عبد الرحمن الحسامي في تكريم المهندسة والشاعرة  ميراي عبدالله شحاده في منتدى شواطئ الأدب، عيتات، 10 – 10 – 2022

اترك رد