“الجنينة”

 

 

   د.علي حجازي

 

 

 جمال على جمال من بديع الخلق والأكوان

ما لم تبح به الطبيعة من أسرار .

“سبحان الله !”

(مهداة إلى عشّاق الجمال في كلّ مكان وزمان . كباراً وأطفالا )

 

           1

   هزّتِ الوردةُ عطفيها ،ارتعشت قليلاً ، فتساقط الندى وفاح العبير .

أسرع عصفور صغير ، يمتصُّ الحبيبات ، ويرفع رأسه.

سأل حفيدي:

‐أيشكرُ العصفور الوردةَ يا ترى ؟

-بل يشكرها ، ويشكر ربَّ السماوات العلى، الذي خلق فسوّى الندى  الذي ارتشفته الوردة عطرا .

رفع حفيدي كفّيه الصغيرتين إلى السماء وقال: سبحان الله !

          II

   لمّا هزّتِ الوردةُ عطفيها، وارتعشت قليلاً انبعث العطر وبسرّه باح .

حوَّمت فراشةٌ رشيقةٌ ، خفيفةُ الظلِّ ، وشرعت تمتصُّ الرحيق تارةً ، وتنتشي بالعبير أخرى ، قبل أن تطيرَ رافعةً رأسها إلى العلاء .

رفعت حفيدتي كفّيها الصغيرتين وقالت : سبحان الله !

       III

   أبصرتِ النحلةُ المنتظرةُ دورَها الفراشةَ مغادرةً وجناتِ الوردة باسمةً منتشيةً، مكتفيةً بقليل من الرحيق، فدنت، وقبل أن  تحطَّ على ثغر الوردة الباسم الممتلئ حبوراً بما يقدِّم لمخلوقات الله ، دارت دوراتٍ عديدةً .

كان رفيف الأجنحة يحيّيها قبل أن ينال عطاءَها المجّانيَّ ، وبعد التحيّة شرعت وهي تعبُّ الرحيق بامتلاءٍ جماليٍّ ولا أبهى !

تنبّهتِ الوردة فهمست في أذن النحلة:

“جميلةٌ أنت أيّتها النحلةُ لانّك تحوّلين الرحيقَ عسلاً مصفّى!”

اعتلى النحلةَ العاملةَخجلٌ فأجابت بخشوع ، وبصوت مسموع:

-بل أنتِ الأجمل لأنّكِ تُحولين  السَّماد إلى رحيق .

رفع حفيداي أكفّهما إلى السماء وشرعا يردِّدان معي :

-ولنا نحن  من جمال الورد ، وبهاء الزهر عبير فوّاح ، وغذاء بصريّ مباح ، وجمال لا تحوطه الأبصار ، ولا يقوى على خلقه إنسان مهما علا وارتقى في الإبداع …سبحانَ الله!

 

        VI

قبل مغادرة النحلة بتلات الوردة اللطيفة واتاها سؤال محيّر . تغضّن وجهها ، بدت ساهمةً .

لم يخفَ على الوردة ما بدّل سرور النحلة التي كانت قبل لحظات مغمورةً بفرح كبير ، فبادرتها سائلةً :

-ما الذي يشغلُ بال عزيزتي.الآن؟

-ما يشغلني هو سؤال لم أجد  له إجابةً بعد .

-تفضّلي ، سلي ما ترغبين فيه .

-ما الذي منعك من استخدام أشواكك التي تتحصَّنين بها لردعي وإبعادي مع تلك الفراشة ، وذاك العصفور الطنّان اللذين  اعتادا  تناول شهيّ رحيقك ؛ بينما أراك تُدمينَ كفّ الإنسان أحياناً ؟

-اهتزّت بتلات الوردة استهجاناً لهذا السؤال وأجابت:

-ما الذي منعك من استخدام إبرتك اللاسعة  للحصول على الغذاء؟

عندما شرّفتِ مائدتي الفضلى لديك؟

ثانياً ؛ الإنسان الذي يعدّني ضعيفةً ،ويرغب في قصف عمري من أجل الاستمتاع برائحتي وعبيري هو من يجني على نفسه ،لأنّ الدفاع عن النفس مشروع ، بل هو عمل مقاوم واجب عليّ استخدامه .قالت الوردة ذلك ، وأغمضت عينيها قليلاً ،وراحت تتمتم بصوت مسموع ، وهي تستعيد مشهد ذلك الصراع الدامي الذي أبصرتْ فيه ذلك الدخيل على ترابها قادماً ، فراحت تهمس بصوت خافت ” ما أبشع هذا الغريب الذي يضمر لي شرّاً، لا شكّ في أنّه   جاء يغصبني حقّي في الحياة، ويسلبني سعادتي الغامرة التي أحسّها مع أغصاني الواعدة بولادة أطباق فريدة الجمال ، والتي لم تبلغ الحلم بعد .

مقطّب الجبين كان ، وشهوة الأطماع بادية بوضوح وهي تتقافز متحفّزة في عينيه اللتين تقدحان شرراً، وتنزّان حقداً ولؤماً واستهانة بالحياة ، ولمّا أبصرَتْهُ الريحُ صاحت : غريب في ديارنا ! غريب عن أرضنا ! ثمّ هاجت  وماجت ، وبقوة كبيرة حرّكت أغصاني الكبيرة التي تمايلت مع حركتي التي وجّهتها في كلّ اتجاه ، فأدميتُ يدَه ، فصرخ ، بصوت عال صرخ ، مطلقاً الآخ التي تردّدت في أرجاء الحديقة التي شرع كلّ ما فيها يحتفل بانتصارنا الدامي عليه  . وسرعان ما أبصرته منسحباً من مساحات حبّنا وعشقنا  في هذا الصباح الربيعيّ الأخّاذ.

شرّعتُ يديّ أحتضنُ أغصاني الواعدة فرأيتُ، ويا لغرابة ما رأيت. كان الأملود الصغير يرتجف ، والدموع تسيل على خديه، فعاجلته بسؤال :

-أتبكي أنت الآن يا حبيبي في عزّ اللحظة التي عليك أن تحتفل معي ومع إخوتك بهذا النصر المتحقّق بهيّاً؟

-إنّها دموع الفر الباردة؛ ولكن ؟

-لكن ماذا قل؛ شغلت بالي؟

-أنتِ أدميته وطردته بسرعة .لذا؛ ازداد شوقي وتوقي إلى تعرّف هذه الطريقة في المقاومة؟

-عندما تكبر يا عزيزي؛ وتحمل أطباقاً ، وتقرّر  الدفاع عنها تنبت لك أشواك متأهّبة على الدوام لطرد أيّ غازٍ ، وإراقة دمه. إنّها المقاومة ولا شيء غيرها يا حبيبي”

فتحت الوردة عينيها فوقعتا على النحلة التي عاجلتها :

-جميل ومنطقيٌّ هذا الفكر المتجلّي لديك مقاومةً يا حبيبتي الوردة.

ثانياً؛ أنا لم أسمح لنفسي باستعمال العنف معك، لأنّك تشرِّعين مساحات العطاء رحيقاً وعبيراً مجاناً لمخلوقات الله.

-إذاً؛ أنت لا تستخدمين عنصر القوة التي زوّدَكِ اللهُ بها بغيةَ الحصولِ على القوت؟

-بالطبع لا، فأنا ضيفةٌ مسالمةٌ على أطباق مائدتك الشهيّة المبتغاة على الدوام، وعلى الأزهار البديعة التي رسمت هذه اللوحة الطبيعيّة النادرة، وأزاهير الأشجار المثمرة التي أُبادلها عطاءً بعطاء، فأقوم بتلقيح زهورها ليعقد ثمراً.

أمّا غيرُ المثمرةِ تلك التي أبدعها الله لتضفي على الأجواء عطراً أخّاذاً؛ مثل الياسمينة الجميلة، والزيزفونة البهيّة، وشجرة الورد التي تبدّل ألوان أزهارها كلّ ساعتين تقريباً، فهي تعطي بلا منّة، ولا تنتظر لعبيرها بدلاً.

-ممتاز هذا القول، وبعد، أضيف سؤالاً، تابعت الوردة:

-متى كان المضيف للضيف طارداً ؟ الله سبحانه وتعالى خلقني لأبدع العطر وأنشره بالمجَّان لكلّ راغب فيه. ولأمنح الأجواء بهجة منظري، وللبشر في التداوي به نصيب، ووظيفة لا تقدّر بثمن.

بسطنا أكفّنا وردّدنا: سبحان الله! سبحان الله !

” الجنينة ”

*جمالٌ على جمال في بديع الخلق والأكوان…

*ما لم تبح به الطبيعة من أسرار * سبحان الله !

         V

  بينَ كنت مستغرقاً  ومستمتعاً بهذا الحوار الراقي والشفّاف بين النحلة والوردة التي كانت أشعة الشمس تُحيلُ الندى المستلقي على وجناتها إلى نور ، وأصغي  إلى نداء عينيّ وهما تدعواني ،بإلحاحٍ ، إلى تكحيلهما بريشةٍ من ريشات العصفور الطنّان الجميل ، وهو يطير على مهلٍ منتظراً مغادرةَ النحلةِ ليعانق ثغر الوردة الباسم، ولينال من رضابها ما ينعش قلبه والروح معاً، ويغذّيهما بألوان تينك الفراشتين البديعتي التكوين، واللتين بدتا في تهاديهما زهرتين ترصدان، من علٍ، المكان الذي تحتاج موجوداته التي أبدعها الله سبحانه، من الأزهار والأشجار والمزروعات إلى وقت طويل.

كانتا تحوِّمان ببطء شديد، وكأنّ مرور  الوقت لا يعنيهما كثيراً، فهما تبدوان خارج السباق الذي تمارسه المخلوقات، عادةً، في سعيهم إلى الحصول على ما يسدّ حاجات الأجساد إلى الماء والغذاء، والتأمّل والراحة، فهما  لا تسدّان فضاءً ولا تثقلان أرضاً،  وإلى التّفكر في هذا المشهد النادر…

بينَ كنت كذلك منسجماً مع هذه الطبيعة والمخلوقات التي يحسب كلّ واحد فيها أنّها مسكنه، بل مساحة إقامته وعشقه، هززت رأسي التي انسربت إليه كلمات نادر حفيدي:

-صباح الخير يا جدّي.

-صباح النور يا حبيبي. أين مريم؟ والأحبّة الآخرون؟

ألقى نادر نظرة خاطفة إلى الوراء، فأطلّت مريم، وألقت على سمعي نديّ كلماتها تحيّةَ الصباح، وأضافت:

-لقد سبقني توأم روحي إليك هذه المرّة. فمنذ متى أنت هنا يا جدّي الحبيب؟

-صباحكما نور من الله يا حبيبيّ.

أنا هنا منذ اللحظة التي انبلج فيها الفجر بهيّاً على الكائنات، بل منذ تلك الثانية التي غادر فيها الفجر فاسحاً المجال لأشعّة الشمس التي تمتدّ مثل يديّ أبوين حنونين فتحتضن الأرض، وتغطّيها بشال حريريٍّ أبيض دافئ.

-ماذا تفعل الآن تحت الصنوبرة في هذا الصباح الباكر يا جدّي؟ (سأل نادر)

-أعبّ الجمال لوحات فنيّة حيّة نادرة.

أتنشقُ النور عبيراً. أمتصّ العبير غذاءً. أمارس رياضة روحيّة محبّبة إلى روحي هنا.

-أراك لا تفعل شيئاً، سوى الجلوس على هذا البساط، والتّحديق إلى ما هو حولك. (قالت مريم)

-أضيفي. بل إلى ما هو فوقنا وتحتنا وعلى جنوبنا.

ألا ترين ما أراه يا مريم؟

-ما الذي تعنيه بالضبط؟

-النور . إنّه نور الله

“نور السموات والأرض”

-“الله !  وهل هو قريب إلى هذه المسافة القصيرة يا جدي؟

-بل “هو أقرب إلينا من حبل الوريد” سبحان الله !  واستكمالاً لإجابتي عن عملي أخبركما أنّ التأمّل والتفكير وترويض النفس هي من أجلّ الأعمال وأرقاها، لأنَّها تُصفّي النفس من أدران المادّة والغرائز والشهوات.

أسرع نادر ومريم إلى حضن البساط السندسيّ الأخضر، وتبعهما ليا وعلي وسارة  وسيرين التي كانت تحمل  “فراس” الذي لم يبلغ السنتين بعد .

بعد  احتضانهم واحداً واحداً تنهّدتُ، وشرعت أشارك الهواء العليل الذي كان يداعب وجوهم مرحِّباً.

-ما سبب تنهيدك الآن؟ (قالت سارة).

إنّ اجتماعنا الآن هنا سعادةٌ ناقصةٌ، لا تكتمل إلّا عند انضمام أحبتنا أفراد العائلة إلينا. وبانتظار اكتمال حبّات العقد دعونا ننظر إلى المخلوقات التي تجاورنا الآن، وإلى وظائفها.

-بنا رغبة شديدة إلى معرفة الأفكار التي تودّ إيصالها لنا الآن! قال علي الذي رأيتُ بصرَه مشدوداً، قبل قليل، إلى قطرات الندى التي تلثم أكمام الوردة ووجنات بتلاتها.

أشرتُ إلى القطرات وقلتُ:

-تتلألأ قطرات الندى على خدِّ الوردة فتستحيل عطراً وشذاً وغذاءً، وتستقرُّ في حضن الصدفة فتتشكّل لؤلؤةً برَّاقة رائعة الجمال.

تلثمها الفراشة وتطير ممتلئة شوقاً إلى النور.

تسقط في فم الأفعى فتصبح سمّاً زعافاً.

-سألت سيرين:

-كيف يصير ذلك يا جدِّي؟

-الماء هو الماء، أمّا الطبائع فمتعدِّدةٌ.

رفعتُ والأحبة  أكفّنا إلى السماء وردّدنا معاً:

-سبحان الله العليّ القدير!

-ذكرت أنّ الماء يسقط في فم الأفعى  فيستحيل سمّاً زعافاً.

انا أخاف الأفعى ومنظرها وهي تمعن في القتل، والتهام ضحاياها من البشر وغير البشر. قالت سارة.

-هذه وظيفتها من أجل البقاء يا حبيبتي، ثمّ لا تنسي أن سمّ الأفعى قاتل؛ ومنه يستخرج  الترياق الشافي، ويعمل هو وسمُّ العقاربِ على معالجة الأمراض، وهما نادران، وثمنهما غالٍ جدّاً… سبحان الله!

-جدّي، حبّذا لو تشرح لنا المقصود بالمثل الشعبي الذي سمعته من جدّتي مراراً وهو:

“جنب العقرب لا تقرب؛ وجنب الحيّة أفرش ونم” (أفرش ونام)

-مساءً، في السهرة، يكتمل عقد العائلة فأشرح لكم المقصود بهذا المثل.

-حدّثتنا قبل قليل عن نور الله والماء. لذا؛ نشكره على هدايته البشر إلى اكتشاف النور من الماء .

-وأزيدكم، إنّ العلماء اكتشفوا الكهرباء من الماء وغيره، فالكهرباء نور  الماء، والكهرباء نور الحركة، وهي نور الرياح، بل هي نور الشمس …

سبحان الله!

على سيرة النور والشمس، أنقل لكم إجابة قرص دوار الشمس لي في ذلك الحوار الذي دار بيننا، بعدما سألته عن سبب عبادته الشمس، والانحناء لها، والتبعيّة، واللحاق بها كيفما دارت وجهها.

-بمَ أجابك القرص يا جدي؟ بي شوقٌ لمعرفة ردّه .قالت ليا.

أكمل القرص استدارته نحو الشمس، إشارةً إلى امتعاضه من إساءة البشر فهمه، ثمّ تنهّد وقال:

بل أنا أسجدُ لنور الله في الشمس، أتبعه، أمرّغ وجهي في وجهه،

فالبشر لا يحسنون تقدير شوقي إليه، وحنيني وتوقي لتقبيل وجناته الدافئة  الحانية وهي تمسّد هذه الحبوب التي تشكّلت دوائر تعجز أنت، وأكبر مصممي اللوحات البديعة عن نظمها.

-وبمَ أجبته بعدما تبيّنت حسن مقصده.

-انحنيت وقبَّلت نور الله في الشمس التي لم تستثنِ قرص نبتةٍ في الأرض ذات وظيفة مهمّة في حياة البشر والمخلوقات الأخرى، فهي تؤمن لهم الزيت والغذاء.

رفعنا أكفّنا وردّدنا معاً: سبحان الله !  سبحان الله !

-كم أكون مبتهجةً عندما أبصر النحلة متنقلةً من زهرة إلى وردة بحثاً عن رحيق تصفّيه في بطنها، وتقدِّمه لها ولنا غذاءً وشفاءً. قالت سيرين.

-للنحلة ثلاث بطون يا حبيبتي، وما تقوم به هو وظيفتها منذ اللحظة التي خلق فيها النحلة الأولى، وأوحى لها بذلك.

-جدّي،  أنت تقول إنّ الله أوحى للنحلة ؟  سأل نادر.

-نعم،  فالله قال في كتابه العزيز:

“وأوحى ربّك إلى النحل أن اتّخذي من الجبال بيوتاً ” صدق الله العظيم.

هي الوظائف إذاً؟ قالت سارة.

-نعم فلكلّ مخلوق على وجه البسيطة وظيفة خُلق لأجل تأديتها بدقَّة.

رفعنا أكفّنا إلى السماء وردّدنا: سبحان الله الذي قدّر فهدى ! سبحان الله !

قبل مغادرتنا الحديقة تاركين العصفور الطنّان الذي دنا من الوردة إثر مغادرة النحلة مودِّعةً واعدةً بلقاء قريب. أبصرنا فراس الذي لم يبلغ السنتين بعد، يلاعب فراشتين جميلتين، ولكم كانت دهشتنا كبيرة لدى إبصارنا فراشة تحطُّ على قميصه .

أحسسنا بفرح كبير ونحن نصفِّق له.

دنوت منه واحتضنته، فتنبّهت إلى السرّ الذي جذب الفراشة إليه.

دنت مني سيرين وقالت:

-لماذا حطّت الفراشة على كتف فراس ولم تحطّ على أحد غيره يا جدّي؟

سأحكي لكم ذلك في وقته يا حبيبتي.

حملت “فراس ” وعدنا نلبِّي دعوة زوجي إلى تناول الفطور.

-انظر جدّي؛ هذا عسل، وذاك لبن وتلك أجبان، وهذا الصعتر، وتلك مربيّات معقودات التين والخوخ والتفاح وغيرها… قالت ليا

-أجل هذا عطاء الأرض والمواشي التي خلقها الله لتمنحنا كلّ هذا الغذاء المفضّل وغيره.

دنت منّي سارة وهمست :

-جدّي أنتظرُ المساءَ بفارغ الصبر لأسمع  ما يعنيه مثل الحيّة والعقرب.

نعم يا حبيبتي، ليس المساء ببعيد…

(يتبع)

قبريخا جبل عامل

اترك رد