رعى”مركز عكار للدراسات والتنمية المستدامة” في إطار الفعاليات التنموية، التي دأبَ على إقامتها، ندوة حول كِتابَي الأديب والشاعر ميلاد نقولا، ديوان “حكايات ضيعة” و”تراثنا”، يعود ريعهما لِ”جمعية الصليب الأحمر اللبناني-فرع عكار”، في قاعة محاضرات المدرسة الوطنية الارثوذكسية-الشيخطابا.
حضر الندوة الأب نايف اسطفان ممثّلا المطران باسيليوس منصور، ورئيس”مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية” الدكتور أدونيس العكره، عضو “المجلس الاسلامي العلوي” أحمد هضّام ، ووفد من “الصليب الأحمر اللبناني-عكار”، ورجال دين وطلبة جامعيون ومهتمون.
مهّدت للندوة وأدارتها عضو الهيئة الإدارية في”مركز عكار” الأديبة أمل صانع.
جديدة
ونوّه الشيخ مالك جديدة، في مداخلته، بالدور الذي يؤديه الأديب والشاعر ميلاد نقولا في استراليا، “كسفير للبنان الفكر والثقافة والأدب والتراث اللبناني الأصيل”. وقال: “إنّ هذا الأديب يمثّل الأصالة اللبنانية، بل لبنان الذي نتطلّع إليه، لا لبنان السياسيين الذين يسعون فسادًا في الأرض، وقد حوّلوا بلدنا إلى جحيم”.
وشدّد على “ما للتراث والعادات والتقاليد المحمودة والقيم، التي تطرّق إليها الكاتب، من دور في تنشىئة الأجيال الطالعة.. وقد شكّلت مؤلفاته مرجعًا لكل من يُريد التعرّف على تراثنا العكاري، والذي هو صورة نموذجية عن الريف اللبناني، ذلك التراث الذي نعتز به ونفتخر”.
عبد الفتاح
وأشاد الدكتور عبد الفتاح بـ”خُلُقية المؤلف ووطنيته، وتعلّقه بمسقط رأسه قرية ضهر الليسينة وببلدة بينو سكنِه، التي شكّلته هويّةً إجتماعية”. وأشار الى أنه يفتخر “بوضع مقدمة لأحد كتبه الاربعة”. وقال: “إنّ الأديب نقولا له فضل كبير في توثيق جانب هام من تراث عكار، لاسيما منطقة الجومة. وهو ما زال يحرص على زيارة لبنان،كل عام، مما يؤشّر على انّ لبنان لا زال ساكنَه، على الرغم من هجرته القسرية، التي تجاوزت خمسين سنة. وقد أشاد بفضله، إذْ أخذنا إلى ذلك الزمن الجميل، الذي بتنا نفتقده اليوم”.
الحلوة
أما الدكتور الحلوة فرأى انه عبر دراسة معمقة لمجموع كُتُب الأديب نقولا “موسوعة، ترصد مرحلة مفصليّة من تاريخ عكار التراث، تمتدُّ من خمسينيات القرن الماضي وستّينيّاته وحتى مطلع السبعينيّات”. وقال إنّه “لم يُجانب الصواب، حين أطلق، عبر تقديمه كتابه الأخير”تراثنا”، لقب “مارون عبّود العكاري”على الأديب ميلاد نقولا”.
وأنهى حلوة مخاطبًا الكاتب:”لقد حملتَنا إلى مسرحكَ النابض بالحياة، وفجّرتَ فينا كوامنَ الحنين إلى ذلك الزمن الهنيّ، إلى زمن لا زال يعتملُ في كلّ خليّة من خلاياك، بعد نيّف وخمسين سنة من هجرتك القسرية المُرّة! كُتبُك، عزيزي ميلاد، رائعةٌ رائعة! تُقرأُ من الجلدة إلى الجلدة..تُقرأُ على مدار الساعة، وفي كل الفصول، وأنت الذي أتيتَ إلينا بعكار، بل بأجمل حكاياتها والفصول!.. كُتبُك شهادةٌ لك إلى يوم الدين! مغفورةٌ خطاياك، إذْ كتبتَ فأبدعتَ، فالكتابةُ طقسٌ من طقوس العبادة والتقرُّب إلى الله!”.
نقولا
ثم شكَرَ الشاعر نقولا القيّمين على إدارة المدرسة، وتوجّه بتحية خالصة إلى المطران باسيليوس منصور، والأستاذ نضال طعمة، و”مركز عكار”، الذي بادر مشكورًا لإحياء هذه الندوة. كما توجّه بالامتنان إلى المحاضرين ومديرة الندوة، و الإعلامي منذر المرعبي لتغطية وقائع هذه الفعالية الثقافية. وقال إنّه “جهد، عبر كتبه الأربعة، كي يُطلع النشء الجديد على سِيَر وعادات الآباء والأجداد، وما تركوه لنا من إرث ومنظومات قِيَم”.
أضاف: “اللي ما عندو قديم ما عندو جديد!”، وكبارُنا هم فخرنا وتراثنا”. وخَتَم بقصيدة بالمحكية.
تخلّل الندوة قراءات شعريّة من قِبل الأديبة الواعدة أعناب النشّار ، إستلّتها من مؤلّفات الأديب نقولا، وكانت قصيدة بالمحكية للحقوقي يعقوب حمزة. وفي نهاية الندوة، كان توقيع لمؤلّفات الأديب الأربعة، وكوكتيل للمناسبة.