“السعودية والنظام الإقليمي الجديد” ندوة في مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية

logo f“السعودية والنظام الإقليمي الجديد”، عنوان الندوة التي نظمها “مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية” شارك فيها النائب نهاد المشنوق المحلل السياسي في صحيفة “النهار” أمين قمورية.

بداية كلمة لمدير المركز السفير عبد الله بو حبيب أشار فيها الى أن “السعودية كانت وما زالت حاضرة بقوة في المشهد الإقليمي والعربي وركيزة أساسية في النظام الإقليمي”. وقال: “السياسة الخارجية السعودية اتسمت عامة بالهدوء والحذر والمحافظة والتمسك بالثوابت العربية في الموقف من الصراع العربي والفلسطيني مع إسرائيل، لكنها بدأت باتخاذ منحى أكثر ديناميكية بعد اجتياح العراق العام 2003 وتمدد النفوذ الإيراني”.

ولفت إلى أن “الولايات المتحدة تسعى إلى طمأنتها خاصة في الزيارة القريبة للرئيس أوباما إلى الرياض، بعد سوء التفاهم الذي برز إثر التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي”.

المشنوق

في مداخلته أكد محمد المشنوق أن “السياسة الإيرانية الإقليمية تجاه المجتمعات العربية تؤدي إلى تعزيز الإنقسام المذهبي نتيجة استناد النظام الإيراني السياسي إلى مرجعية دينية، وهذا ما يشكل بحسب السعودية خطرا على أمنها القومي والداخلي ولا بد لها أن تواجه هذا الدور الإيراني”.

وقال: “النظام الاقليمي العربي تعطل منذ غزو الكويت، ثم مات عند غزو أميركا للعراق وشهدت السنوات السابقة على قيام حركات التغيير العربية بروز دور إسرائيل وإيران وتركيا، وكان على السعودية بمفردها لأن تقرر الانكفاء على نفسها ومجلس التعاون الخليجي، أو أن تعمل على البقاء حاضرة في المشرق العربي. إن السلطات السعودية لم ترحب بالثورات العربية، ليس لأنها بطبيعتها محافظة وتكره التغييرات الجذرية فقط، بل ولخوفها على بقايا الاستقرار ولأن التغيير بدأ في بلدين كانت قياداتهما صديقة للمملكة وهما تونس ومصر، فضلا عن أن الأطراف الأخرى تدخلت بسرعة وهي الولايات المتحدة وتركيا ومن ورائهما قطر من جهة، وايران من الجهة الأخرى”.mashnouk

أضاف: “إن السعودية تواجه تحديات مهولة ولا يستهان بها لكن المملكة استعدت وتستعد لها، في حين تحاول بعض الدول تخبئة رؤوسها نتيجة انشغالها بملفاتها الداخلية. وإن نجاح أو عدم نجاح السعودية في مواجهة هذه التحديات ليست قضية خاصة بل هي القضية العربية الأولى الآن. وأول التحديات هو اضطراب العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية، بسبب الموقف الاميركي من الحرب في سورية، ومن الإسلام السياسي، وأخيراً من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران”.

وتابع: “أما ثاني تلك التحديات فهو الهجوم الإيراني المستمر في المشرق العربي والخليج، وليس على الدول والأنظمة فقط، بل وعلى المجتمعات، ففي كل الأماكن التي تدخلت فيها إيران ما تعرضت الأنظمة العربية للتهديد فقط، بل عملت على تقسيم المجتمعات الى شيعة وسنة. إن إيران تراهن الآن كما فعلت في العقد الماضي، على الاتفاق السابق الذي حققته مع الولايات المتحدة عام 2010 عندما بدأ الجيش الاميركي بالانسحاب من العراق، وهي تراهن على الولايات المتحدة لانقاذ الاتفاقات حول النووي”.

وقال: “التحدي الثالث هو تحديث إعادة بناء النظام العربي، أما التحدي الرابع فهو تحدي الاسلام السياسي وليس الجهادي أو القاعدي، لأنه تحد استراتيجي ويريد تغيير وجهة العالم العربي في اتجاهين: تغيير الهوية والانتماء نحو الدولة الدينية، وأولوية الاسلام السياسي على العروبة السياسية”.

قمورية

 رأى قمورية، في مداخلته،  أن “السعودية تعيش أسوأ مراحلها لخسارتها محيطاً إقليمياً كان قبل سنوات متصالحا معها”، لافتا في المقابل إلى أنه “يبقى للمملكة قدرات لا تملكها أي قوة إقليمية أخرى، إضافة إلى أنه على رغم خلافها الواضح مع واشنطن، إلا أنها تظل الشريك الأقوى لأميركا في المنطقة”.amin

ولفت إلى أنه “من غير المعقول أن تبقى السعودية بمنأى عن تطوير علاقتها بطهران وأن تستمر سياستها الخارجية أداة تعطيل فاعلة للتسويات الكبرى التي يجري الحديث عنها”، داعياً إلى “عملية إصلاح واسعة في الممكلة تطال مؤسستي السياسة الخارجية والأمن القومي”.

ورأى أن “السياسة السعودية في مواجهة إيران قامت على شد العصب السني في وجه العصب الشيعي المدعوم إيرانيا، مما أحدث مفعولا عكسياً وزاد التوترات الطائفية والاتنية عموماً واقلق الأقليات، وجعلها تخاف من المجهول الآتي فجعلها تلتف على بعضها البعض وتتقوقع وتكشر عن أنيابها”، مشيراً إلى “ثغرة في الدور السعودي تتمثل في عدم التأثير بالملف الفلسطيني بقدر ما تفعل إيران، وذلك بعد إقفال الأبواب في وجه “حماس” وعدم إنقاذ فتح والسلطة من عثرتهما”.

وعدد “أخطاء المملكة في البحرين واليمن والعراق، وعدم مرونتها الكافية لسحب الأوراق في هذه البلدان من يد إيران”، معتبراً أن “قطع حبل الصرة السعودية مع بغداد هو الذي مكَن إيران هناك، وخصوصاً أن العشائر الشيعية في جنوب العراق هي من أصول عربية أصيلة وتربطها بعشائر المملكة علاقات ود عمرها مئات السنين”ز

واعتبر أن “الوقت الحالي مناسب لاتفاق ايراني – سعودي على تسوية في سوريا، فالرياض لم تكسب شيئاً في سوريا وترفض القبول بالنتيجة حتى الآن، وخصوصاً بعدما فشلت في جر القوى الغربية إلى الصراع العسكري في سوريا وإيران وحصل التقارب الأميركي – الإيراني”، لافتاً إلى أن “التطورات الأخيرة أفقدت الديبلوماسية السعودية ميزتها الأساسية وهي الهدوء وضبط النفس، ورفعت شعار المقاومة والممانعة لإيران وحلفائها في المنطقة”.

كلام الصور

1- محمد المشنوق

2- أمين قمورية

اترك رد