جميل الدويهي: ولو كنّا (النوع الثاني)

 

ولو كنّا بعيدَينِ

ولو كنّا تفرّقْنا

وصرنا في مكانَينِ…

ولو حاولتُ ان أطوي حكايتنا

وأنساكِ…

تلاحقُني إلى المجهول عيناكِ…

وفي المرآة يضحك لي مُحيُاك…

وأنتِ خطيئتي الكبرى

فكيف أتوب يوماً عن خطاياك؟…

بعيدٌ عنكِ

لكنّي كبحّار

واشرعتي ممزّقةٌ

فلا بيتٌ ولا وطنُ…

ويصحبني بكاء الناي

 والشجَنُ

فأنتِ أذا رحلتِ يخونني الزمنُ…

فجسمي طاعن في موته

وملابسي كفَنُ…

تودّعُنا

ولم يبق سوى الأحزان

في الكتُبِ

وفي الشطآنِ والسحُبِ…

وحين مضيتُ لم أسأل

عن السببِ

ولم أعتب…

فما الجدوى من العتبِ؟…

ولست الآن أملك غير أكياسٍ

من التعب…

فأمسي كان من حجرٍ

 وعمري كلّه… غضبي…

***

*مشروع الأديب د. جميل الدويهي أفكار اغترابيّة للأدب الراقي

النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.

اترك رد