الوردة الصباحيّة تعلّمني…
بأقلام الأرجوان
وإيماء الشغف…
كنت أظنّ أنّ المعلّمة
تجلس عند جدار المدرسة
وفي يديها صنّارتان وخيطان
لصنع كنزة…
تراقبنا عندما نتشيطن
وأنا واحد من الشياطين الصغار…
تضربني على يدي
بمسطرة ليست من كحل
ولا من همس الأشواق
كما أنتِ…
معلّمة الموسيقى تغنّي
فنركض وراءها
جوقة من الناشزين…
البنات إلى اليمين
(كلّ واحدة أجمل من فيروز…)
والصبيان لصوص الشمال…
كورَس حضاريّ
بثيابهم الممزّقة
ونعالهم المفتوحة على الأفق الأغبر
أعشاشٌ للغربان…
يَغُصّ واحد منّا بالنغمة…
نطْرق على ظهره بشدّة
فتطول قامته…
ويصيح بفخر واعتزاز
من تحت قبّعة الصوف:
“بلَدي… يا ذهب السنابل…”
فترتجّ الحيطان…
نخاف على البلد أن ينهار
أو يسرقوا خزينته…
وتتحوّل الأغنية إلى بكاء
على الفقراء والفلاّحين
بينما اللصوص يحملون أكياسهم ويهربون…
في تلك اللحظة الحاسمة دائماً
نخشى أن نجوع
ونحن طعامنا خبز وزيتون
ولباسنا برد كانون…
وردتك الصباحيّة
تختلف عن كلّ هذه الكوميديا البشريّة…
أنيقة… مرتّبة
كصوتك المرمر
لا تتّسع لها مزهريّة…
ولا حديقة…
أزرعها في قلبي
وهو من حجر…
وفي رأسي المتمرّد على الخرافات…
أطبق عليها بأجفان خيبتي
وانتظاري
لأناس لا يجيئون…
_____
*جميل الدويهي : مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي – سيدني 2022