صدر عن معهد الشارقة للتراث كتاب د. نهى هلال فرّان الجديد : «ذاكرة وفن.. الحركة الفنية في الإمارات من التأسيس إلى المعاصرة»،
قدم للكتاب للدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث بكلمة جاء فيها:
كتاب الدكتورة نهى هلال فرّان سِفر جامع، وعمل قيّم وشامل، يتناول بالتفصيل والإسهاب مختلف المراحل والجوانب التي واكبت ورافقت نشأة الحركة الفنية، وأبرز المحددات والمؤثرات التي أسهمت في نهوضها، ابتداءً من بدايات الوعي الفني البصري في الإمارات، وتجليات ذخائر التراث الإماراتي في المشهد الفني التشكيلي، ثم رصد ملامح تطور التجربة الفنية التشكيلية ومعالمها، والجمعية، والجماعات والمراكز والمراسم، والمؤسسات ودورها في إذكاء جذوة الوعي الفني وتطوره، وصولاً إلى الاتجاهات والتيارات الفنية التي أسهمت في بلورة مدارس فنية إماراتية، ظلّت تتنازعها الحداثة، وما بعد الحداثة، وأثرهما وتأثيرهما في الأعمال الفنية، والاتجاهات التشكيلية الإماراتية.
والجميل في هذا العمل، أنه يقدّم توثيقاً شاملاً، واستعراضاً وافياً للحركة الفنية التشكيلية في الإمارات على مدى عقود من الزمان، تشكّلت فيها تجارب، ونضجت وتطورت، وتجاوزت نطاقها المحلي إلى فضاءات أكثر رحابة واتساعاً، حاملة معها الأطر الثقافية والفنية التي شكّلتها، والروافد التي تأثرت بها، والمشارب التي روتها. وقد شملت الدراسة أجيالاً من الفنانين الإماراتيين من الرواد والمؤسّسين، ومن حذا حذوهم إلى المرحلة المعاصرة…لقد استطاعت المؤلفة الدكتورة نهى فران، أن تجمع في هذا العمل بين الذاكرة المرآة العاكسة بما تزخر به وتختزنه من صور وأشكال ورموز، والفن في أدق تعريفاته وغاياته وموضوعاته وروافده، ما يجعل هذا الكتاب ليس توثيقاً للحركة الفنية التشكيلية الإماراتية فحسب، وإنما دراسة قيّمة لطور النشأة، وسياق التطور، تستكشف عالم التجربة ومعالمها، وتقف عند شواهدها ومشاهدها الثقافية، ومشاربها الفنية، يجد فيه القارئ غوصاً عميقاً، وعرضاً دقيقاً، ودراسة أصيلة وجادة للفن في الإمارات، بكل ما تحيل إليه الكلمة من معنى، دراسة تنشد الإحاطة، رغم أنها عصيّة، بكل جوانب الموضوع، وبشمولية واستقصاء عزّ نظيرهما.