صدور مختارات لنزار قباني في 4 مجلّدات… قصائد منتقاة حول محاور العشق، المرأة، الكلمات، والثورة

 

صدرت حديثًا عن دار هاشيت أنطوان/نوفل مختارات للشاعر الكبير نزار قبّاني في 4 مجلّدات. في كلّ عنوان محور تُبرزه القصائد المنتقاة، ويقدّم له عشّاق نزار من كُتّاب وشعراء من العالم العربي وهم: الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، الشاعرة البحرينية بروين حبيب، المطربة اللبنانية ماجدة الرومي، والشاعر المصري هشام الجخّ.

هذه ليست قصائد جديدة لشاعرٍ راحل. هذه مجموعة منتقاة من شعرٍ لم يندثر برحيل صاحبه. نزار قبّاني ترك خلفه الكثير من القصائد. قصائد شكّلت زادًا ومرجعًا للعرب أجمعين. وقد جاء في تعريف كلّ مجلّد:

«لا شيء إلّا العشق»

غرف العرب من أبيات نزار قبّاني أشعارًا لقصص الحبّ التي خاضوها وفيها وجدوا الصدى لدوار عشقهم والعزاء لأوجاعهم في العشق. تقدّم لهذه المجموعة من القصائد المنتقاة حول محور العشق كاتبة دارت كتبها وتاهت شخصيّاتها في فلكه أيضًا. كاتبة ليست الأكثر قراءةً في العالم العربي فحسب، بل ربطتها بنزار عروةٌ أدبيّة وإنسانيّة طويلةٌ ومتينة حدّ التماهي، هو الذي قال في كتابها «ذاكرة الجسد»: «هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها تكتبني دون أن تدري؟ لقد كانت، مثلي تمامًا، تهجم على الورقة البيضاء بجماليّة لا حدّ لها، وشراسة لا حدّ لها، وجنون لا حدّ له».

«هيَ في قصائده»

غرف العرب من قصائد نزار قبّاني كلمات أغانٍ عشقوا وهاموا على وقعها. كلماتٌ تمتّعت بميزة السهل الممتنع، فكانت بسيطة بما يكفي لتحمل خفّة الحبّ وبهجته، وعميقة بما يكفي لتهدهد أوجاعه. كلمات ناجت المعشوقة وناشدت عطفها ونادت برفعتها كصنوٍ ومحورٍ وملجأ. كلمات نزار كرّست المرأة كإلهامٍ لا يندثر، كجمالٍ لا ينضب، كقيمةٍ لا غنى عنها، وكتجسيدٍ حيٍّ للرقّة والجمال. في هذه المجموعة باقة من قصائد نزار التي تتناول المرأة، قدّمت لها المطربة اللبنانيّة القديرة ماجدة الرومي. وهل أفضل منها خيارًا لتقديم قصائده التي غنّت بعضها، والتي قال عنها: «أحببت أفكارَها وصفاءَ ذهنها قبل أن أحبَّ صوتَها، تُشبهُني في أعماقي كثائر. تشعرُ بالكلمة وتفهمُها على نحوٍ لافت».

«عاشق الكلمات»

غرف العرب كلمات… ليست كالكلمات، من قصائد نزار قبّاني، وفيها وجدوا المعاني اللازمة للتعبير عن أحوالهم في العشق، الثورة، الأسى، والبهجة. كلمات نزار كثيرة وكثيفة ومتنوّعة، عشقها حين كتبها فعشقناها حين سمعنا. تقدّم لهذه المجموعة من قصائد نزار «عاشق الكلمات» الشاعرة البحرينيّة بروين حبيب، المتخصّصة في «كلماته»، هي الحاصلة على ماجستير بدرجة امتياز في الأدب العربي والدراسة الأسلوبيّة في شعر نزار قبّاني من جامعة عين شمس في القاهرة.

«نار الثورة»

من خلال قصائد نزار قبّاني تغنّى العرب بالوطن، فيها ناصروا القضايا، ومنها استمدّوا شعلة التمرّد والجرأة على الهتاف. في هذه المجموعة بعض قصائد نزار الوطنيّة التي لامست قلوب وأرواح جيلٍ بأكمله كان مترعًا بالأحلام الوطنيّة والنهوض بالأوطان، يقدّم لها الشاعر المصري هشام الجخّ الذي عُرف بميوله الإصلاحيّة ودعواته إلى وحدة الصفّ العربي ونبذ التفرقة والعنف.

نزار قبّاني

وُلد «شاعر الحبّ والمرأة» عام 1923 في أسرةٍ دمشقيّةٍ عريقة. درس الحقوق في الجامعة السوريّة، وفور تخرّجه منها عام 1945، انخرط في السلك الدبلوماسي وأمضى فيه قرابة عقدَين، متنقّلًا من عاصمةٍ إلى أخرى ومنفتحًا على ثقافاتٍ مختلفة. بعد نشر ديوانه الأوّل «قالت ليَ السمراء» عام 1944، تنوّعت مؤلّفاته بين شعر ونثر وسياسة. وكان إصدار كلٍّ منها، في كلّ مرّة، أشبه بهبوب عاصفةٍ في العالم العربيّ. لمع عددٌ من قصائده بأصوات نخبةٍ من المطربين، من أمّ كلثوم إلى فيروز فماجدة الرومي فكاظم الساهر. شكّل نزار علامة فارقة في كلّ ما ألّف، وبرغم المآسي الشخصيّة التي ألمّت به، بقيَ يحلم ويحبّ ويثور ويكتب حتى الرمق الأخير. تُوفّيَ في لندن عام 1998، ودُفنَ في مسقط رأسه دمشق.

 

اترك رد