لقاء دائِم مع… الحُبّ

  فاتن شيمي

            ( لبنان)

 

نحن في صددِ لقاءٍ دائمٍ،

مع الحبِّ،

لا محالة..

قد نقابله في محطةِ الباص..

أثناءَ احتسائنا لشايِ الخامسةِ عصرًا..

عند جلوسِنا نراقبُ الشمسَ،

وهي تحتضنُ صدرَ البحرِ المغلفَ بعطرِ الغِواية..

قد نلتقيه ونحن تقتني رواية،

أو قهوةً مشبعةً بالهال،

فيكون مطيّبًا..

أو نحن نمشي بأرجلٍ ثقيلة،

وشفاهٍ مبتورة،

وجلدٍ مقرّح،

وشعرٍ أشعث

وأحلامٍ مُغتالة،

وأمانٍ مقهورة..

فيأتي

ليلبسَنا الفساتينَ المزركشة،

المبالغَ في استدارتها،

ويجعلناَ نرتدي قفازاتِ الدانتيل،

وننتعل الحذاءَ ذا الكعب العالي،

الذي يثير بنقراته الحجارةَ الصماء..

فنضعُ مساحيقَ السعادة،

بعد أن تصحّرَت مسامُنا،

وتصخّرت..

نعتمر الشّغف،

ونتقلّد رقصةَ السعادة في الخلجات..

 واتساعَ البؤبؤ عند رؤيةِ من نحبّ..

وتغدق علينا العطورَ مغلفة بورقِ هدايا..

والقُبَل على هيئةِ تذكرةِ سفرٍ إلى الجنة،

بلا عودة..

ويتوّجنا الاكتفاء..

فيقول قلبَ رجلٍ واحدٍ،

تسكنه أنثى رقيقة،

يعادل ملامسةَ الكواكبِ والنجوم والسدوم والمجرات..

فدائمًا ما كنتُ على تأهّبٍ تام لمقابلتِه..

وعندما وجدتُه حقًّا،

وهبتُه نبضَ التمنّي،

شغافَ روحي،

وهبتُه خفقاتِ قلبي،

وبتُّ أحيا بنبضِه!!

اترك رد