مكرّمًا شيرين أبوعاقلة بتخصيص زاوية لها في المكتبة الوطنية المرتضى: هي زهرةُ فتياتِ زهرةِ المدائن

كرمت وزارة الثقافة الشهيدة شيرين ابو عاقلة، من خلال تخصيص ركن لها داخل  المكتبة الوطنية وضعت فيه صورتها بقرار من وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، ومنح عائلتها درعا عربون تقدير واحترام، تسلمته صديقتها الصحافية شذى حنايشة لتعذر حضور العائلة، وذلك ضمن فعالية “تحية الى شيرين ابو عاقلة” في “مهرجان بيروت للصورة” في نسخته الثانية، في مقر المكتبة الوطنية، فـي حضور رئـیس اتـحاد الـمصوریـن الـعرب أدیـب شـعبان،  وحشـد مـن الشخصيات والفاعليات السياسية والدبيلوماسية والثقافية والاعلامية والمصورين.

وكانت الباحة الخارجية للمكتبة استضافت معرض صور يحكي السيرة الاعلامية للشهيدة أبو عاقلة، إضافة الى عرض فـیلم “الـلقاء الأخـیر” وهو مقابلة خاصة للشهيدة.

المرتضى

وكانت كلمة للوزير المرتضى، اعتبر فيها أن “شيرين أبو عاقلة، زهرةُ فتياتِ زهرةِ المدائن، طلعت من نار جنين إلى نور الجِنان على متن صورةٍ ومدرج شاشة، تاركةً دمها فوق تراب فلسطين، مرسومًا على شكل علامةِ نصرٍ مغروزةٍ في عيون الإرهاب الصهيوني، الذي بدمٍ بارد وقصدٍ مباشر اغتالها، لأنها كانت تقوم بعملها في تغطية اعتداءاته على الآمنين. شيرين أبو عاقلة أراد الجنود الإسرائيليون قتلَها ثانيةً عندما حاولوا منع أهلها من البكاء عليها ومن ترداد الأناشيد والهتافات الوطنية في تأبينها، كذلك عندما حاولوا منع وسائل الإعلام من تغطية مشاهد الحزن في بيتها. لكن دمها انتصر على إرهابهم، وصوتَ رسالتِها ارتفع أعلى من رصاصهم، وتوثَّق بالصوت والصورة أن الجريمة التي نُفِّذَت بحق الكلمة والحرية والقيم، تعكس الصورة الحقيقية لكيانهم المزروع في فلسطين وباءً يفتك بناسِها وتاريخها وحياتِها؛ هم الذين منذ قذفتهم المؤامرات إلى ههنا، لم يفعلوا سوى اغتصاب الأرض وهدم البيوت واقتلاع الأشجار وقتل البشر وتهجيرهم وسَجْنِهم، والعالم منقسمٌ ما بين مؤازرٍ لهم أو ساكت عنهم، أو مضلَّل بدعاياتهم الإعلامية الفاسدة”.

وقال: “كانت الشهيدة شيرين أبو عاقلة شاهدةَ صوت وصورة وكلمة على جرائم الاحتلال المستمرة بحق فلسطين والفلسطينيين، وناقلة للعالم مشاهد اقتحامات الصهاينة للقرى والمخيمات والمقدسات، ولاهجةً بمعاناة الأسرى والمواطنين، فلهذا أرادوا إسكاتَها رميًا بالرصاص الحي المصوب على رأسها، ثم انبروا لاختلاقِ أخبارٍ واهية لتبرير فعلتهم الإجرامية، لكنهم مهما أمعنوا في الكذب والافتراء، فلن يستطيعوا تحوير الحقيقة المثبتة على الشاشات ولا تعطيل الوعي الذي بات مدركًا لجرائمهم”.

وإذ شدد المرتضى على ان الحق لا يتجنس ولا يتطيف، قال: “لكنَّ أشدَّ الوعي الذي ينبغي للفلسطينيين والعرب التحلي به، يتمثلُ في إسكات الأصوات الشاذة التي راحت تسأل عن دين الشهيدة ومذهبِها. نعم إنها على دين السيد المسيح الذي قارع اليهود كما قاتلهم النبي محمد، وقال فيهم يسوع: أنتم أولاد الأفاعي أنتم بنو قتلة الأنبياء. والحق الفلسطيني ليس له طائفة إلا الحقُّ نفسُه، المسلمون والمسيحيون والعرب وأحرار العالم كله ينبغي أن يكونوا يدًا واحدة في سبيل استرداده من مغتصبيه، لأن الحقَّ لا يتجنَّسُ ولا يتطيَّف، بل هو قيمةٌ عليا فوقَ الحياة وفوق التاريخ”.

وعن المغزى في تخصيص زاوية  للشهيدة أبو عاقلة في المكتبة، علقت فيها صورتها قال المرتضى: “انها رسالة من بيروت إلى القدس، ومن لبنان إلى فلسطين، أن كُنّا معًا وسنبقى معًا. ومثلما انتصرت بيروت وتحرر لبنان، هكذا سيكون مآلُ القدس وفلسطين. وفي غدٍ عندما تُكتَبُ ملحمةُ انتصار الحقّ القلسطيني والعربي، فسوف تكون شيرين أبو عاقلة وإخوتُها وأخواتُها من شهداء الانسانية في سبيل فلسطين، هم الأبجدية الحقيقية لهذه الملحمة”.

ومنح المرتضى درعا تقديرية باسمه الى عائلة ابو عاقلة كتب عليها: “يمنح وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى هذا الدرع الى عائلة المبدعة شيرين نصري أبو عاقلة ايقونة الاعلام  الحر والحق والقيم وشهيدة المواجهة مع العدو الاسرائيلي، عربون احترام وتقدير لا حدود لهما”.

ثم تم ازاحة الستارة عن  صورة الشهيدة في ركن  خاص في المكتبة الوطنية كتب عليها: “تخليدا لذكرى الشهيدة المبدعة شيرين نصري ابو عاقلة، بطلة الاعلام الحر والحق والقيم، وضحية العدو الاسرائيلي، جرى تثبيت هذه اللوحة على هذا الجدار في المكتبة الوطنية – بيروت بقرار من وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى في تاريخ 1 ايلول 2022”.

كما قدم المرتضى للصحافية حنايشة درعا تقديرية لموقفها الشجاع الى جانب الشهيدة ابو عاقلة حين تعرضها للغدر.

ألفا

وكان عريف الافتتاح الإعلامي روني ألفا، اشار في كلمته الى ان “الحقيقةُ بلا صورة تبقى رأيًا. مع الصورة تصبحُ صانعَةً للتاريخ ومحركةً للشعوب وڤيتامينًا للثورة. نعيشُ في عصر فخامة الصورة”، معتبرا ان “شيرين أبو عاقلة في هذا المهرجان تخرج من فم الحوت. تُنبِتُ لها أشجارًا من الصور تقتاتُ منها لتخرجَ كما يونس من بطنِ الحوتِ ناصعةَ المقاوَمَة. وفي لقائها الأخير اختارت شيرين بيت حَنينا ومدرسة الكبوشية والقدس ثلاثية اعتمرَتها خوذَةً ودمًا”.

حيدر

والقى مدیر المھرجان المصور رمزي حیدر كلمة، حیا فیھا المصورین المشاركین من أنحاء العالم، لا سیما مصوري فلسطین الذین یخطفون صورھم من بین الأخطار.

شعبان

بدوره اعتبر شعبان انه “رغم  الظروف الصعبة التي یمر بھا لبنان الشقيق، إلا اننا نجد في الجانب الآخر فریق عمل تطوعي من الشباب المثقف يسعى الى توحيد الجهود  من أجل ان تكون للصور رسالة عظیمة وھدف أسمى من أن لبنان یمرض ولا یموت، لذلك كان مھرجان بیروت للصورة أبلغ رسالة لأجمل حدث ثقافي في المنطقة”.

اترك رد