في يوم 19 آب 2022، دعا منتدى لقاء في لبنان، إلى أمسية أدبية، بعنوان “لقاء أفكار – مسار توأم”، للاحتفال بمكرّمين بجائزة أفكار اغترابية للأدب الراقي، وإصدار مجموعة كتب لأعضاء في منتدى لقاء، من خلال مشروع أفكار اغترابية في أستراليا.
قدمت الأمسية الأستاذة رباب شمس الدين، بلباقة واحتراف، بدءاً بالنشيد الوطني اللبناني.
الشاعر وليد نجم
كلمة “لقاء” ألقاها الشاعر وليد نجم الذي قال:
“في كلّ صيف لنا موعد ولقاء، مع “أفكار إغترابيّة” و”لقاء”.
في كلّ صيف عندنا للكلمة عرس، ويكون للأدب شموخ وارتقاء.
وكما السّنابل الملأى أوان حصادها في شهر آب، كذلك “أفكار إغترابيّة” و”لقاء”، أوان الحصاد عندهما في شهر آب من كلّ سنة.
من هنا من أرض هذا الوطن المعذّب، والمتخبّط بأزماته الّتي تتفاقم يوماً بعد يوم نرفض أن ننصاع وأن نذلّ، ونبقى على موعد مع الثّقافة الواعية والأدب الرّاقي. وخير دليل أمسيتنا الليلة وإصرار “لقاء” و “أفكار إغترابيّة” على الإستمرار ومتابعة النّشاطات الثّقافية.
ومن هناك من تلك البلاد البعيدة البعيدة، من أستراليا، تضيء أفكار صديقنا الشّاعر والأديب الدّكتور جميل الدّويهي سماءها بالإبداع والرّقيّ، لتصبحَ أفكارٌ إغترابيّةٌ منارةً مشعّة للأدب المهجريّ المعاصر، ولتكونَ بمثابة الرّابطة القلميّة، والعصبة الأندلسيّة صلة الوصل بين الشّرق والغرب وحاضنةً لهذا الكمّ الهائل من الأدب الحقّ.
مباركةٌ جائزة أفكار إغترابيّة لمستحقّيها.
مباركة هذه القيمة المعنويّة وساماً أدبيّاً وثقافيّاً، مميّزاً ومتميّزاً على صدر كلّ مَنْ سيستلمها.
مشكورة “أفكار إغترابيّة” على كلّ ما تقوم به من نشاطات في سبيل إعلاء شأن الكلمة ورفع مستوى الأدب والشّعر ،ونشر الثّقافة الهادفة في ربوع الوطن ودنيا الإغتراب.
مشكور الدّكتور جميل الدّويهي على مبادرته الطّيبة.
مشكور “لقاء” على هذه الأمسية، وعلى كلّ أمسياته السّابقة واللاحقة، ونعدكم بالمزيد.
وتهمّني في هذه العجالة معرفةُ أنّ جائزة “أفكار إغترابيّة” الّتي تُمنح من قبل الدّكتور جميل الدّويهي و”أفكار إغترابيّة” يختار بعض مستحقّيها “لقاء” بشخص رئيسه الدّكتور عماد فغالي وبالتّعاون مع اللجنة الإداريّة للقاء.
أبارك ثانية لكلّ من سيستلم الجائزة، وأتمنّى لكم أمسية كما تحبون وترغبون أن تكون”.
د. عماد يونس فغالي
ثمّ تحدّث رئيس ومؤسس منتدى “لقاء” الدكتور عماد يونس فغالي، فاستهلّ بالإشارة إلى مصادفة أن يكون هذا الحفل في اليوم نفسه الذي جرى فيه تكريم لقاء لوفد “أفكار اغترابية” إلى لبنان، في المكتبة الوطنية – بيروت في 19 آب 2019، واقتراح الأستاذ سليمان يوسف ابراهيم أن يكون هذا اليوم عيداً سنويّاً. وألقى الدكتور فغالي كلمة الأديب سليمان يوسف ابراهيم الذي لم يتمكن من الحضور لظروف قاهرة، وفي ما يأتي نص الكلمة:
“إن حفظتَ فكرَ إنسان بين دفّتَي كتاب، تكنْ أحييتَه لدهر بحبٍّ صادقٍ يدوم. فهل أرقى عاطفةً من هذا؟
بين 19 آب 2019، تاريخ وصول وفد أفكار اغترابيّة إلى لبنان، والليلةَ، تاريخ احتفالنا، ثلاثُ سنواتٍ مكتملة، يمكنني إعلان إتمام عقد ارتباط “لقاء” و”أفكار اغترابيّة”. ونحن نحتفي فرحًا بصدور مجموعة كتبٍ لثلاثة أقلام من “لقاء”. كتابان كلٍّ من سليمان يوسف ابراهيم ود. جوزاف ياغي الجميّل، وكتابٌ للدكتور عماد يونس فغالي.
كلّ هذا الحصاد مواسمُ فكرٍ ووشائح إبداع، ما كان ليحيا إلاّ بإرادةٍ مُحبّة وسهرٍ دؤوب من الدكتور الدويهيّ، ما جعلنا نشهد على فضل هذا الرجل، بانتقال أدبنا من المحليّة إلى العالميّة، بعد أن انتشرت كلمتُنا في أستراليا والعالم، حيث بات لنا قرّاء. ولم يكتفِ، فصدر من مكتبة أفكار اغترابيّة العامرة أدبًا، إبداعًا بإنسانيّة لافتة، تصلح عنوانًا بارزًا لمنشورات المشروع التي قاربت المئة وثلاثة نتاجات، نثرًا وشعرًا وقصّةً ودراسةً، كتابي الثالث حول كتاب د. جميل الدويهي “في معبد الروح” بعنوان “أرجوحة النور”، فضلاً عن مشاركات أهل “لقاء” على صفحات مجلّة “أفكار اغترابيّة” الإلكترونيّة، التي نتمنّى إعادة صدورها.
أغتنمها فرصةً سانحة في هذه العجالة، لأتمنّى باسم “لقاء” بالشكر على سهركم د. جميل الدويهي و”أفكار اغترابيّة”، خاصّا منها الصديقتين مريم رعيدي الدويهي وكلود ناصيف حرب، لعملكم على صدور فكرنا مطبوعًا في مغتربكم، تعميمًا الثقافة المستحقّة الاهتمام، ليعمّ تلاقح الفكر الإنسانيّ ببذور حضارةٍ، من واجب كلّ مثقّف أن يجهد لتثمير نشاطه وإغناء محفظته الإبداعّة في خزائن البقاء كتبًا، فائدةً للإنسانيّة.
ولكم منّي جميعًا أسمى آيات الشكر، والسلام.”
د. جميل الدويهي
أما كلمة مؤسس مشروع أفكار اغترابية الاديب د. جميل الدويهي، فقال فيها:
“كلُّ الأزمنةِ تنتهي، ما عدا زمانَ اللقاء، ولكلّ شيء حدودٌ مرسومة، إلا حدودُ المحبّةِ التي جمعتنا ولا نتفرّق، ففي اجتماعِنا حكمةٌ إلهيّة، وأنوارٌ من الكواكب. ولو كنّا بعيدينَ عنكم، فعَرَبةُ الشوقِ تحملُنا إليكم، ومراكبُ الشغفِ تُلقي بنا على شاطئِ بيروتَ الحزينة. وأنتم تعيشون في قلوبنا وأفكارِنا الاغترابية. ويشهدُ الله أنّنا نكتبُ لكم، ولعذابِ شعبِكم، ودموعِ أطفالِكم، ومعاناةِ الآباءِ والأمّهات.
نتجوّل في طرقات سيدني البعيدة، تحت رذاذِ المطر وغيوم ٍرماديّة، فنراكم في كلّ وجه يبتسم، وقلبٍ يخفِق. وهذا الجسرُ العنيدُ الذي يرتفعُ شاهقاً، ورماديّاً، أصغرُ بكثير من جسرِ العبور الذي يأخذُنا إليكم، وأفئدتِنا التي تطيرُ كنغمةِ فيروزَ إلى معبدِ اللقاء، وحدائقِ عشتروت.
هذا المتشرّدُ الذي يهيمُ في الأصقاعِ سائلاً عن مكانٍ يؤويه، بعد أن تقطّعتْ به السبُلُ، وضاعت العناوين، هو كاهنُ الحبرِ في مدينةٍ من رياحٍ وضباب، وكلُّ حرفٍ كتَبَه ويكتبُه إنّما هو من جداولِ الحنين إلى وطنِ الحنين. وعندما يُرسلُ إليكم باقةَ وردٍ، أو زقزقةَ عصفورٍ، تعرفونَ أنَّ البريدَ هو روحُه الساهرة… وكلُّ الجوائزِ هي رموزٌ لعبقريّةِ الحُبّ الإنسانيّ الذي هو عنده أغلى من ذهبِ القصورِ وصناديقِ الخيال.
شكراً لأنّكم تكرّمونَ رسالتَنا معاً، وتحتفلونَ معنا بأنّ المغتربَ والمُقيمَ واحدٌ لا يتجزّأ… هكذا أرادنا اللهُ أن نكونَ، وبه نكون… ولقاؤُنا معكم إلى ما بعدَ بعدِ العصُور، لأنّكم أهلُ الفكرِ والضوءِ والفضيلة. وافتخاري بكم عظيمٌ، أوسعُ من الأرضِ والبحر، وأصدقُ من زُرقة السماء”.
د. جوزيف ياغي الجميل
وألقى الدكتور جوزيف ياغي الجميل، كلمة بعنوان “حكايتي مع الجميل” قال فيها:
“عرفته.. ذات عمر. قرأته ذات حكاية. وفاض الكلام المباح.
وفي حديث الروح كانت البداية.
اتصل بي صديقي الأديب سليمان يوسف ابراهيم، ذات مساء كلّله القمر، وطاب فيه السمر، وقال: لديّ قصّة جديرة بالقراءة، للأديب المهجري جميل ميلاد الدويهي، فما رأيك أن يبحر فيها قلمك؟
الإبحار في قراءة قصة أمرٌ مغرِ، فكيف إذا كانت القصّة للأديب الدويهي، وكنت قد تعرّفت إلى كتاباته، من قبل? وكيف إذا كان المُغري بالقراءة صديق العمر؟
أمر آخر حثّني على القراءة، هو عنوان القصة والكتاب: العودة إلى الله، من كتاب: هكذا حدّثتْني الروح. ولحديث الأرواح عندي شؤون وشجون. وكانت كتابة المقالة في الرابع عشر من أيار ٢۰٢۰.
وأبحر السندباد، مدمنًا السفر، في كتابات الدويهي. قراءاتٌ تتالت، في كتابات مكلّلة ببهاء الفلسفة، معتّقةٍ برداء المحبة، مضمّخةٍ بعبير الإبداع.
وبدأت صداقة عميقة الأغوار بيني وبين الجميل الدويهي، بل بيني وبين الأدب المهجري، في نهضته الثانية، حيث تعرّفتُ إلى كتابات الأديبتين مريم رعيدي الدويهي، وكلود ناصيف حرب. وكانت لي في كتاباتهما، أيضاً، مقالات وإبحار.
وتُوِّج اللقاء بمفاجأة غير متوقعة. عرض علي عميد الأدب المهجري أن يجمع مقالاتي، في أدبه، في كتاب. فوافقت ممتنًّا. وتمَّ طبعُ مقالاتي في كتابين اثنين، بعنوان: من الجميّل إلى الجميل.
وحين وصلتني نُسَخُ الكتابين، ودرعُ التكريم الأكاديميّ، وجائزة أفكار اغترابيّة، تذكَّرْتُ قصّة الأعرابي الذي كان يزرع نخلة فقال له الخليفة: كيف تزرع النخلة وأنت شيخ كبير? فأجابه الأعرابي: زرعوا فأكلنا. نزرع فيأكلون. فسُرّ الخليفة، وكافأه بصرّة من الدنانير. فقال له الأعرابي: لقد أعطت النخلة غلّتها في السنة الأولى. فأعجب الخليفة بجوابه، وكافأه مرة ثانية. فقال الرجل: بل أعطت غلتها مرتين في السنة. فمنحه الخليفة مكافأة ثالثة، وانصرف، قبل أن يجهز الأعرابي على ثروته كلها.
أنا كنت الأعرابي، وكان الدويهي خليفة الأدب الراقي المبدع الذي كافأني على كتاباتي ثلاث مرات: في طبع الكتابين، وفي منحي جائزة أفكار اغترابية، لعام ٢۰٢١، ودرع الإبداع الأكاديمي، عام ٢۰٢٢.
اتّصل بي الصديق سليمان يوسف ابراهيم، مجدّداً، يعلمني أن صديقنا المشترك الدكتور جميل الدويهي يود أن يمنحني جائزته، وعليّ أن أبلغه موافقتي على نيل الجائزة. فأرسلْتُ إلى الدويهي رسالة أعربت فيها عن شكري وامتناني وقبولي الجائزة. وهكذا كان. وكنت ضمن سلسلة من الذين نالوا جائزة أفكار اغترابيّة، ومن أبرزهم في لبنان، على سبيل المثال لا الحصر، الِأدباء الأصدقاء الأستاذ سليمان يوسف ابراهيم، والدكتور عماد يونس فغالي، والدكتورة يسرى البيطار، والدكتور رياض عثمان، والدكتورة سحر نبيه حيدر، والشاعرين سهيل مطر، ، ورانية مرعي… كوكبة من المبدعين أفتخر أن أكون أحدهم، وقد زادتنا الجائزة مسؤولية في الجهاد الأدبي، وفي النضال في سبيل نهضة لغة الضاد. وقد قلت له آنذاك: “جائزتك والتكريم رسالتان تهيبان بنا أن نحمل دائما قناديلنا الديوجينيّة بحثًا عن إبداع خالد، حدودُه الإنسان، في مدينة القيم والحياة.”
أما درع الإبداع الأكاديمي فقد خصّها الدكتور الدويهي للباحثين الجامعيين، الذين لهم دور مميّز في “إغناء الحضارة الإنسانيّة”. طلبه الوحيد منهم أن يكونوا ” المحبّة التي تسير على الأرض”. وقد كرّمني بأن أكون أول من ينال هذه الدرع. وقد حصل عليها بعدي الدكتور عماد يونس فغالي. فباسمي وباسم سيد لقاء، الدكتور الفغالي، أوجّه كلمة شكر وعرفان، لمن هو أَوْلى بدرع الإبداع، صاحبِ الإلهام والعطاءات التي لا تحدّ، قصدْت به الدويهي نفسَه.
يقول الدكتور الدويهي في درع الإبداع الأكاديميّ: “الدرع ليست قيمة مادّيّة، بل معنويّةٌ، وعربونُ محبّة وتقدير”. وهي تمنح للبارزين في العمل الأكاديميّ الجامعي. ونحن نقول له، بكلّ ثقة وامتنان: صداقتك هي درعنا التي لا تقدّر بثروات الأرض، ومحبّتك هي تكريمُنا وخوذةُ رجاء الخلاص، نستلهم منهما الجرأة لمزيد من العمل والنشاط والكتابة، لعلّنا نردّ لك، بعض عطاءاتك والجميل.
أمّا المفارقة الغريبة فهي أنّ درع الإبداع العلمي والأكاديمي يُمنح لنا، من بلاد الاغتراب، نحن أساتذة الجامعة اللبنانيّة، تقديراً لعطاءاتنا. والجامعة وأساتذتها وأهلها، في بلاد قدموس، تُستباح حقوقهم، ويستجْدون الراتب من الدولة والمصارف. إنها، فعلاً، مأساتنا في الوطن، وهي الغربة الحقيقيّة.
وقد أضاف الدويهي إلى إصدار الكتب التي بلغ عددها العشرات، نشرَ جريدة الكترونية شهرية، شارك في كتابة مقالاتها نخبة من الأدباء والمفكرين، في لبنان وأستراليا والعالم.
ولكنّ الحدث الأبرز كان المشاركةَ في مؤتمر النهضة الاغترابية الثانية الذي أطلقه الدويهي في مطلع العام ٢۰٢٢، عبْر كلمات تجاوزت الثلاثين. وكانت كلمتي بعنوان دور مجلة أفكار اغترابية في النهضة الاغترابية الثانية.
دكتور جميل ميلاد الدويهي، أيها العبقريّ اللبق، كما وصفَتْكَ سيّدة الحنين، الشاعرة كلود ناصيف حرب، كلامُ الشكر وحده لا يكفي. مباركة عطاءاتك، إبداعاتك، صداقتك الغالية. باسمي، وباسم لقاء، وباسم عارفيك وقارئي أدبك، ومَن نالوا جائزتك، ودرع محبتك، وباسم الحوارات الثقافية التي بيننا، اسمح لنا أن نردّ لك بعض التكريم الذي منحتناه، عسى أن يجمع الله شملنا، في وطننا الغالي، وقد خرج من بين رماد الحقد والموت، فتنتهيَ غربتانا، وتعودَ الأرزة الدويهيّة، إلى حضن الوطن”.
د. يسرى بيطار
ثم تكلمت الدكتورة يسرى بيطار فقالت:
“على حدود الجراح، وما تبَقّى من الأرض، والكرامة، يصعد المصطفى على تلةٍ ينظر صوب البحر، لينتظرَ السفينة!
عندما يصبح الوطن محطةً للسياحة، لإنفاقِ العملات الصعبة في المقهى والملهى، عندما تفسُد السياسةُ والأخلاق، ويصبح الاستعراضُ على الشطآنِ وَهْمَ حضارة، عندما تَغلبُ الكذبةُ الحقيقة متسلّحةً بسِعرِ الصّرف، عندما تُقفَلُ الجامعةُ اللبنانية لتُفتَحَ الأسواق، وتقَوَّضُ الإدارةُ العامّةُ لتُرَفَّعَ الشركات، حين ينزل حَمَلةُ الأقلامِ تحت خط الفقر، فاعلموا أن الجريمة تُرتَكَبُ بحقّ التاريخ، بحقّ آلافِ الأعوامِ من الحضارة، وكلِّ ما بناه الكبارُ، وما نبنيهِ وبنَيناه، بحقّ كلِّ كلمةٍ وفكرةٍ وحلمٍ يراود النفوسَ الكبيرة، بحقّ الراياتِ المرفوعةِ بالعِلمِ والثقافة، وما أعلاه لبنانُ في حضاراتِ الغربِ والشرق. ألا لعنة الله والتاريخ، على مثلَّجاتِهم وعصيرِهم، وملاييهِم ومقاهيهِم، ومصارِفهِم ومباغيهم، وفسادِهم وصفقاتِهم، وسرقاتِهم ومؤامراتِهم. ألا لعنة الله على الظالمين !
وها أنتم، أيها الصامدون الراسخون، المؤمنون بالحق والوطن، ها أنتم تمدّون فوق المحيطات جسرًا، مِن زهرٍ وكلمةٍ ولقاء. هي الأفكارُ، لا يوقفها حدٌّ ولا مسافة، هي الأفكارُ كالعشقِ والشغف، تعبث بالمكانِ والزمان، لينتصرَ الحبُّ في العالم، لتنتصرَ الحقيقة.
وهذا ” لقاء “، أيّتها الأفكار الاغترابية، ركنُ انزراعِكِ في أرضِ لبنان، ليتكاثفَ الغيمُ وتنموَ الأشجار، ويتصاعدَ العطرُ الدويهيُّ كما يتصاعدُ البخورُ نحوَ إهدن وقرعُ الأجراس. وها هي الأفكارُ الاغترابية، تحملُ اللقاءَ إلى الآفاق، ليبقى لبنانُ الفكرِ والرسالة فاتحًا ذراعيهِ على اتساع المعمورة ؛ أبناؤُه في البعيد القريب حامِلو رسالةِ الحريةِ والحضارةِ إلى العالم.
مِن هنا مِن بيروت تحية إليكم في سيدني يا شركاءَ الفكرِ والقيَم.
عشتم جميعًا وعاشَ لبنان”.
الفنانة هناء شرانق
وتخلل الحفل عزف على العود. وغناء من الفنانة هناء شرانق.
تقديم الجائزة
وفي الختام شكرت مقدمة الحفل الحضور مرة أخرى، ودعت المكرّمَين بجائزة “الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابية” الدكتور جوزيف ياغي الجميل، والدكتورة يسرى بيطار لاستلام الجائزة.
***
*نشر الخبر على موقع www.jamildoaihi.com.au، قسم “مناسبات