رحيل إحسان المنذر… مايسترو الزمن الجميل

 

 

 محمد ع.درويش

غيّب الموت الملحن والموزع الموسيقي وقائد الأوركسترا اللبناني الشهير إحسان المنذر عن عمر ناهز الـ 75 عاما، بعد صراع طويل مع المرض. وقد كانت مسيرة المنذر الفنية حافلة بجميع المقاييس حيث رافق نجوماً في بدايتهم وساهم في نجاحهم.

إحسان المنذر اسم كبير في عالم الموسيقى اللبنانية والعربية، وتشمل تجربته الفنية مجاليّ التلحين والتوزيع الموسيقي. كان قائد أوركسترا في عدد من البرامج الفنية، وألف عشرات المقطوعات الموسيقية والموسيقى التصويرية لأفلام سينمائية وبرامج ومسلسلات تلفزيونية. تعامل مع عدد كبير من الفنانين اللبنانيين والعرب.

اعماله : منذ مطلع الثمانينات بدأ الجمهور الواسع يعرفه ملحناً وقائد اوركسترا. بدأت رحلته مع التلحين ( أول عملين له كانا “نبع المحبة” و“ما حدا بيعبّي” لماجدة الرومي. من كلمات مارون كرم)، ومع التوزيع ابتدأ لماجدة الرومي أيضاً مع “خذني حبيبي” و “عم يسألوني عليك الناس” (تلحين نور الملاح)، فكان طليعة التوزيع الأوركسترالي لألحان سواه. ومع بدايات راغب علامة ( بعد نجاحة في استديو الفن 1980) تولى تلحين بعض أغانيه (كتب العتيقة” ، “بكرا بيبرم دولابك” ، “عن جد بقلك عن جد” ، “لو شباكك ع شباكي” ..). وبعدها راحت أعماله اللحنية تنتشر : أسطوانة أطفال في خمس أغتنيات لماجدة الرومي إحداها “طيري يا عصفورة” ، “كلمات” من شعر نزار قباني، و”وقف يا زمن” لجوليا بطرس. واحتلت ألحانه المراتب الأولى طوال التسعينات ( توزعت ألحانه على أصوات مكرسة أخرى: صباح، وليد توفيق، اغنية ((مستعده)) لسميرة سعيد ، ميشلين خليفة..).

سنة 1992 أنشأ الستديو الخاص به وجهزة بتقنيات تقليدية وحديثة وراح يسجل فيه أعماله وأعمال سواه. ووضع موسيقى تصويرية لفيلمين : الإنفجار والمخطوف، وأوبرايت وصية حب مع ديانا حداد ووائل كفوري ووزع موسيقى مسرحية إيليا النبي ومسلسلات تلفزيونية.

هو نائب رئيس جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان.

ونال جوائز عدة، منها، الجائزة الأولى من تونس سنة 1994 في مهرجان “الميكروفون الذهبي” على أغنية “لا أريد اعتذاراً” (بصوت سمية بعلبكي)، والجائزة الثانية سنة 1996 في مهرجان القاهرة على أغنية “نهر الايام” بصوت لور عبس (شعر ايليا أبو شديد).

وحاز عام 2006 على تكريم دار الأوبرا (الإسكندرية) من جمعية فناني الإسكندرية.

برحيل الملحن إحسان المنذر  اليوم هوى بطل عن صهوة جواده. ويخسر لبنان والعالم العربي والفن قامة وطنية وفنية عظيمة.

اعزّي عائلته ومحبيه وكل الفنانين بهذه الخسارة الكبيرة”.

اترك رد