“شامات في التاريخ”

رعى وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال المهندس وليد نصار، ممثلا برئيس مهرجانات بيبلوس الدولية المحامي رفائيل صفير، وحضور راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون  ندوة بعنوان “شامات في التاريخ” اقيمت في باحة كنيسة مار تقلا في البلدة،  دعا اليها المختار ميشال جبران، والمجلس الاختياري في شامات-قضاء جبيل، بالتعاون مع جمعية “المزيد”، تحدث فيها الدكاترة  ندى الحلو، هاني قهوجي، وايلي الياس، والباحث مازن رزق، وادارتها الين نصر،

جبران
بداية النشيد الوطني اللبناني، الى كلمة عريفة الاحتفال فاتن كرم، والقى بعدها صاحب الدعوة كلمة تحدث فيها عن “تاريخ بلدة شامات ورجالتها على مر التاريخ على الصعيد الثقافي والشعر والدين والدنيا والآثار والروحي”، مشيرا الى أن “كل قرى لبنان لها تاريخها وبخاصة مدينة بيبلوس التي هي بوابة التاريخ للعالم اجمع وهي جسر عبور لكل قرى القضاء”.
وتمنى أن تشهد كل قرى لبنان، وبخاصة بلاد جبيل، مثل هذه المحاضرات العلمية، “لكي يعرف ابناؤها تاريخها بخاصة وانها تخلق جوا من الرقي في ظل الاوضاع المأسوية التي نعيشها في هذه الايام ليبقى امل لدى الاجيال الطالعة في البقاء بقراهم ووطنهم والتعرف اكثر الى جذورهم وتاريخهم من اجل نباء المستقبل”.
ضاهر ورزق 
وتحدث كل من روي ضاهر ومازن رزق باسم “جمعية المزيد” عن مشروع ثلثي البلاد، أكدا فيها أن “هدف هذه الجمعية دفع المجتمع اللبناني إلى إعطاء المزيد من نفسه لنفسه وللمجتمع”، مشيرا الى ان “هذه الندوة لن تكون الاخيرة لا في بلدة شامات، ولا في كل البلدات اللبنانية، وإن أهداف هذه الندوة هي ثقافية، وهذا المشروع هو مشروع شبابي يشبه كل شباب لبنان وكبار السن لنلتقي جميعا بتاريخ واحد الذي هو هويتنا”.
وشددا على “أهمية العودة الى الجذور، بخاصة وان هذه البلدة تعود الى العصور الرومانية”. واكدا “أهمية هذا الحدث لما تختزنه هذه البلدة من تاريخ عريق، واهمية الانتقال من المبادرة الفردية إلى المبادرة الجبيلية”.
المحاضرون
وتحدث المحاضرون عن “الاطار الجغرافي والتاريخي لبلدة شامات واساس تسميتها، وما مر على هذه المنطقة من حقبات كان لها الاثر في تطويرها منذ العصور القديمة والوسطى، وعن الحقبة التي تلت انتهاء الفترة الرومانية بتأسيس الامبراطورية البيزنطية سنة 395 ميلادية، وما كان لها من اثر طبع المنطقة ببصمة”.
واشاروا إلى “حقبة الحملات الصليبية على لبنان، وعهد البطريرك الماروني دانيال الشماتي، ومرحلة ترميم الكنيسة مع غزو المماليك للاراضي اللبنانية، والدور الذي لعبه المطران بولس عقل في مساعدة الناس للصمود في اراضيهم”.
وأعلنوا أن تاريخ كنيسة مار تقلا في شامات “مرتبط ربطا وثيقا بتاريخ البلدة”، مشددين على “وجوب الحفاظ على تاريخنا الشاهد الوحيد على المكان الذي عاش فيه اجدادنا واباؤنا احتراما لتضحياتهم”.
وتناول المحاضرون في كلماتهم التاريخ الحديث للقرية، وازدهارها وترميم كنائسها والدور الذي لعبته عائلاتها وسكانها منذ الحرب العالمية الاولى.
وتحدثوا عن اسم الكنيسة التي يعود الى عاملين أساسيين جغرافي أو ديني وموقعها الذي يفصل بين الكنائس الاثرية في قرى بلاد جبيل.
وأشاروا إلى أن المناطق الجبلية في اكثريتها هي مناطق عبادة لذا فمن الطبيعي أن يتحول لبنان مع الايام الى منطقة تنظر اليها كل الحضارات القديمة نظرة الارض المقدسة وأن “كل امبراطور كان يلقب بمجد لبنان اعطي له، بمعنى ان روح الرب وحضوره في هذا الجبل تبارك هذا الامبراطور وهذا له دلالة على عظمة هذا الجبل وكم كان مهما في الحضارات القديمة”.
وكذلك تحدثوا عن “دور بلدة شامات في الفترة الرومانية، وما لها من أثر وتاريخ في تلك الفترة، وموقعها بما تختزنه من مواقع دينية تظهر وجود الرومان على هذا الخط الممتد بين قرى القضاء التي لم تشهد غزوات في عهد الرومان”.
وأكدوا أن “السبب الرئيسي لوجود فترة سلام وهدوء في الفترة الرومانية وبداية الفترة البيزنطية هو الشعب كان مسالما، وكانت تجمعه الروح الانسانية، ما دفع الى عدم القيام بصراعات على السلطة”، واشاروا إلى التحول الذي حصل في الفترة البيزنطية”.
وتحدثوا عن الفن التاريخي لكنيسة شامات، وعائلات هذه البلدة عبر العصور ومشاهيرها، على الصعد الوطنية والثقافية والفنية.
عون
وفي الختام القى المطران عون كلمة مقتضبة، شدد فيها على “أهمية ان نعرف تاريخنا وكم ان تاريخ هذه المنطقة من جبل لبنان عريق منذ الحقبة الهلنيستية مرورا بالرومانية وكل الحقبات”… مؤكدا أن “من لا يعرف تاريخه لا يعرف ما يترتب عليه من مسؤوليات في المستقبل، لكي نستطيع المحافظة على وجودنا وكم هو هذا الوجود قيمة مضافة”.
وأشار إلى أن “حضورنا الثقافي والديني والاجتماعي هو المكون الاساسي للبنان”، موجها الشكر إلى المحاضرين على المعلومات القيمة التي اغنوا فيها الحضور.
وفي الختام تم توزيع الدروع التقديرية وحفل كوكتيل للمناسبة.

اترك رد