من الكتاب الفكريّ العاشر – يصدر قريباً من مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي.
قالت امرأة بسيطة لرجل عالٍم: كان عندي يا سيّدي مئة خروف ورثتها عن والدي الذي كان راعياً. وذات مرّة ضاع منّي خروف واحد، فتركت قطيعي كلّه، وأسرعت لأبحث عنه في البراري والأودية، حتّى عثرت عليه، ففرحت فرحاً كثيراً… ولكن عندما رجعت إلى خرافي، وجدت أنّ الذئاب قد افترستها جميعًا، فأيّهما أعظم، فرحي بالخروف الضالّ، أم حزني وبكائي على خرافي التي التهمتها الحيوانات البرّيّة؟
قال الرجل العالٍم: صدقاً يا امرأة، إنّ حزنك على القطيع قد يكون أكبر بكثير من غبطتك بعودة الخروف. لكن عليك أن تفكّري بالكلام الذي تعلّمته من الكتب، ولا تفهمي الأمور بهذه البساطة. وكان يجب أن تقفلي باب الحظيرة، وتوكّلي أحداً بالحراسة عليها، قبل أن تذهبي للبحث عن الخروف، فأنتِ لا تعلمين متى يأتي الذئب… والذئاب لا تعفو عن خروف مسكين، ولو كانت الذئبة قد أرضعته، وأعطته ملامح الوحوش.
***
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي ” أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع سيدني ٢٠٢٢.