وَعْدٌ وَنَذْر! 

 

 

وَإِذا كانَ الوَعْدُ جَلَلًا، كانَ النَّذْرُ صَلاة!

 

وَنَأَيْتِ! فَالماضِي بَدا حُلْمًا يَدِبُّ بِهِ الرَّدَى

والرَّبْعُ أَوشَكَ أَنْ يَصِيرَ، على التَّنائِي أَجرَدا

وصَمَمْتِ أُذْنَكِ عَن رَفِيفِ الرُّوْحِ ذابَ بِهِ الحُدا

وغَدَوتِ قِيثارًا تَخَلَّعَ في الرِّياحِ فَما شَدا

يا واحَةً في البالِ باتَتْ للتَّذَكُّرِ مَرْقَدا

كُنتِ هَوَى الخَفَّاقِ، رَيَّانَ البَراعِمِ في النَّدَى

يا ضَوْعَةَ النِّسرِينِ يَعبَقُ مِن تَنَفُّسِهِ المَدَى

لا تَترُكِينِي في مَهَبِّ الصَّدِّ رَجْعًا مِنْ صَدَى

أَو هَيكَلًا خَرِبًا، وكانَ غِوَى الفُتُونِ لَهُ رِدا

رُدِّي، دَعَوتُكِ بِالحَنِينِ، وذابَ قَلبِي في النِّدا

والعُمرُ قد يَهوِي… فَلا تَطوِي أَمانِينا سُدَى

لا تُكثِرِي مِنْ نُصحِكِ الواهِي، وتَزيِينِ الهُدَى

فَهُداكِ أَطفَأَ شُعْلَةَ القَلبَينِ، قَضَّ المَوقِدا

أَنا عن عُهُودٍ شِئتُها نَذْرِي، وكُنتِ المَعْبَدا

لا أَنثَنِي، حَتَّى ولو رُوحِي سَفَحْتُ لها فِدَى

وَأَعِيشُ وَعْدَكِ لو يَصِيْرُ الوَهْمُ بَعْدَكِ مَوْعِدا!

اترك رد