الكاتب صفاء محمد
(عضو اتحاد الكتّاب –مصر)
ما انفكّت المرأة تطالبُ بالمساواة، وتشتكي الاضطهاد عبر التاريخ! بيد أنها هي من وضعت نفسها في مربّع الأشياء، فباتت تغيّر من هيئتها وتكوينها وشكلها بكل وسيلة متاحة! وهي من عكفت على تربية أولادها على أن الرجل متميز؛ فدائمًا كانت معتقدةً بأن سبيل الحياة الرغدة يكون عبر الرّجل!
ربّما يكون سبيل الرجل للنجاح عبر امرأة، وكذلك ينبغي أن يكون عند المرأة. لكن الرجال الحقيقين لا يغيروا من صورهم، هم يُعرفون بسيماهم، تختارهم النساء لقاء فاعليتهم وتميزهم، وبالمقابل، على المرأة أن تعلم أن من يختارها لبهرجتها الظاهرة سيستبدلها بمن هي أكثر منها إبهارًا.
قيمة المرأة في أنها إنسان، نصف البشرية، وهي على صورتها التي وهبها الله، تركّز في العطاء والتأثير في محيطها، تتعاون وتشارك وتعطي وتأخذ كإنسان، تجعل مكامن حسنها في تفكيرها وثقافتها وروحها وفاعليتها في محيطها، في يقينها بأنها صاحبة قرارٍ ومصدر فعل وليست فقط لردّ الفعل، في تخلّيها عن التأثير الفيزيائي اللحظي الذي هو لا بدّ حاصل معها ومع غيرها!
لقد خلق الله الرجال والنساء على السواء، كل له شكل وهيئة ودور (كما الكائنات الأخرى لم نر فيها من يريد أن يقوم بدور غيره) فلا داعي لتغيير ذلك، ولا ضرورة لأن تجعل النساء أشياءها مكمن تهديدها واستهدافها وتعيش القصّة الوهمية.
اخرجي للنور وافرضي المساواة.
والمساواة أبدا لا تعني بأن يقوم الرجال والنساء بنفس الأدوار، بل أن يقوم كل منهم بالأعمال التي يستطيعها، دونما فضلٍ لأحدهما على الآخر ولا تميُّز.