د. جميل الدويهي
كبيرة بفكرها، وغنيّة بالرفعة وصدق الضمير والتعاطي مع من يحبونها وتحبّهم. تفرحنا دائماً بالتزامها ووفائها لنا، وكثيراً ما تعبّر عن اعتزازها بمدرسة أفكار اغترابيّة للأدب الراقي، وهي بعيدة عنا، في المقلب الآخر من الأرض، لكنّها قريبة بمحبّتها لنا، ومحبّتنا لها أيضاً.
أميرة رسوليّة، من شاطئ عمشيت، حملت إلى الدنيا مشعل الحرف، والنقاء الروحي الذي يميّز كتاباتها. وعندما تقرأها، فكأنّك تدخل إلى معبد الروح، حيث الخشوع، وتخشى أن تقرا الكلمات مرّة واحدة فتضيع منك، بل تردّدها بشغف، كأنّك تصلّي. هذه هي أوجيني عبّود الحايك، التي رفعت أمام بلديّة عمشيت في صيف 2019، شعار أفكار اغترابيّة، وكانت في وفده الكبير العائد كعودة قدموس إلى وطن الأرز، وتباهت بنا، وحملتنا في قلبها وقلوب العماشتة، أهل الخير والبركة.
أوجيني، تعيدينني كل يوم إلى بلادي عندما تكتبين، فلا تتوقفي عن الكتابة، لكي تظل السفينة متجهة إلى الشرق، حيث أرواحنا وقلوبنا معلقة بالجذور والأغصان.
هنيئاً لك كتابك الجديد، وتأمّلاتك الروحيّة على ضفاف الغربة، مولودك المن فكر وقيَم… فرحنا لك لا يعادله فرح. إنه فرح الولادة الجديدة في الأرض البعيدة، وفرح اللقاء المتجدّد مع الأوفياء الذين يحفظون الجميل في قلوبهم.