جميل الدويهي: بقيت وحْدي

 

النوع الشعريّ الخامس (الزجل – القصيد)

في جيش عثماني مرَق بكّير

قلّي: إذا بتْضلّ حَدّ البِير

منعْطيك قمْح السهل والبيدَر

ومن بعد ساعه تْفرّقو العسكَر

وبقِيت وحْدي هَون اتصَوّر…

وصُوره إلي وقّعتْها بالبير.

***

عا طُول كنّا نقشع نواطير

كانون لولا كان قاسي كْتير

والنهْر أعلى من الجسْر مَرّه

والحَور كان وراق مِصْفرّه

مش عَيب إنّو هَيك يتْعرّى

وقَبّوعتو بالربح مِنّو تْطِير.

***

عم يسألو الجيران عن حالي…

ما نعستْ ليله… وما هِدي بالي

عْليّي القمر ما بيّن مْن سْنين…

عايش وحِيد بغابة الشربين

بكْتب إلو، وبْقول: مشْتاقين

بْلاقي العتْم عم يعْرُج قْبالي.

***

شَنطة سفَر ضبّيتها تا رُوح

واللي ورايي عالطَريق… جْروح

والناس قالو: وين عِنْوانو

والبيت هَجُّو لوَين سكّانو؟

ما ضلّ منّو غير أحْزانو

وشبّاك من كتر الزعل مبْحُوح.

***

لمّا عا غفلِه خسرتْ جَوز عْيون

صفّيت إكتب شعْر مش مَوزون

سألتْ البدو عن بيتها، قالو:

خَطْبتْ أمير الهنْد… نيّالو…

عمّر لها قصْرين مِن مالو

وناطر إنتْ تا تربحْ المَليون!

***

من بعد ما طالت مُعاناتي

والعشب فرّخ من مَساماتي

منشان ما يعرف حدا من وَين؟

ولوَين ماشي من سنِه… سنتين؟

وليش الخبْز عم إشتري بالدَّين؟

 عم قُول إنّي: فقَدتْ عقْلاتي.

***

*جميل الدويهي: “مشروع أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي  النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع

اترك رد