انطلق مؤتمر “النهضة الاغترابية الثانية – لإبداع من أجل الحضارة والإنسان” الذي ينظمه مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي-سيدني ، منتدى لقاء – لبنان، بستان الإبداع – سيدني. يصدر عن المؤتمر كتاب من جزءين او ثلاثة، يضم جميع الأوراق المشاركة، وترسل نسخ منه إلى المشاركين والمكتبات والكبرى. يعقد المؤتمر حضوريا في جلسة واحدة، فور انتهاء الأزمة الصحية، وتقرأ مختصرات الأوراق بالنيابة عن المشاركين المقيمين خارج أستراليا.
في القسم الأول من المؤتمر تم نشر عشرين ورقة لأدباء ومفكرين من لبنان وأنحاء العالم.
القسم الثاني يضم 12 ورقة، في ما يلي الورقة 27- مجلّة العالميّة – لبنان: “من لبنان إلى العالمية – أدب الرحّالة”.
عندما أقرأُ تاريخ الأديب الـمهجري الدكتور جَميل الدويهي، أتأكّدُ أنّ لِحلمي أخًا في هذا العالم، يؤمن إيـماني بأهَميّة الانتشار على مساحة الكوكب الأزرق، برّاً وبَحرًا وجوّاً، حتى أقاصي الأرض. تَجربتان متشابِهتان، واحدة أدبيّة وواحدة إعلاميّة وفنيّة، والاثنتان بنتا الفكر الواحد، زارع الـموهبة والـطموح.
إنطلقتْ مَجلّة العالـميّة التي أسّستُها في العام 2005، طفلةً صغيرةً تَحملُ رسالةً كبيرة، وتتحدّى ذاتَها لتجتازَ بِها الـمسافات البعيدة. ومن أجل ذلك اختارت في كتاب معموديّتِها اسمَ: «العالـميّة».
إسمٌ كبيرٌ قد يفوق قدرة الأحلام، ولكنّ الأحلام الصغيرة تتحقّق مع الجميع، والأحلام الكبيرة تَحتاجُ إلى قدرةٍ تفوق الـمألوف. وأنا اعتدتُ أن أحلمَ وأحقّق أحلامي التي أسعى إليها بكلّ قواي.
إخترتُ اسم العالـميّة، كي أجوبَ العالم، مفتّشًا عن الانتشار اللبناني الـمبدع، لأستضيفه على صفحاتِها، كي تكون العالـمية صلةَ وصلٍ بين لبنان والـمهجر. وحقّقتُ حوالي ثلاثين رحلةً إلى العالم، فضمّت مَجلّة العالـميّة روّادًا من لبنان ينتشرون في كلّ مكان. وآثرتُ فتحَ دفاترهم وسردَ قصصهم وحكايات هجرتِهم من لبنان على مَرّ الأجيال. فأضاءت العالـميّة على العديد من الـمبدعين اللبنانيين في العالم، واستنتجَتْ أنّ لإبداعهم سببين لا ثالث لَهما، وهُما:
-الأوّل: اللبناني الـمبدع يستطيع أن يتفوّق بكفاءته خارج لبنان، بينما في لبنان هو بِحاجة إلى وساطة الزعماء.
-الثاني: اللبناني الـمبدع في الخارج يَحترم القانون لأنّ القصاص موجع، أمّا في لبنان فيتلاعب بالقانون وتُدعى شطارة، وإلاّ لا يصل.
-وفي غياب الدولة اللبنانية، في كلّ الأزمنة، يُبدع اللبناني على الصعيد الفردي، فيقود سفينةً بِمفرده، ويُحلّق بطائرةٍ هو وحده قبطانُها، ويتّكل على نفسه، لأنّ يد الدولة لم تَمتدّ لإنقاذ أحلامه من الغرق، لا في الأزمنة الغابرة ولا في زماننا الحاضر.
-زرتُ أوروبا وأميركا وكندا وآسيا، وكتبتُ عن حضارات الشعوب، من حضارة الـهنود الحمر في أميركا في Plaimouth Plantation والـهنود الحمر في نياغرا كندا، حتى رجالات التاريخ في أميركا وأوروبا، وحضارة الأنباط في الأردن، وغيرها من حضارات… إيـمانًا منّي بأنّ أدبَ الرحّالة الـمهجري هو الذي يعني الثقافة بأسلوبٍ سردي وصفي مصوَّر من أرض الواقع. وهنا يتلاقى أدب الرحالة الـمهجري الذي قامت به مَجلّة العالـمية، مع أدب جَميل الدويهي الفكري الذي قام به ضمن مشروعه الاغترابي في أستراليا.
-ويومَ قام جَميل الدويهي بزيارة لبنان لتكريـم مبدعيه، كانت العالـمية أوّل مَن واكبَ هذا الـمشروع الاغترابي، للإضاءة على إنْجازٍ تغفلُ الدولة القيام به، وهي تتخبّط لِحماية الفساد والـمفسدين من طاقمها الذي يُمعن في إغراق السفينة، وعلى متنها شعبٌ كامل من الرهائن.
-في 16 تشرين الثاني 2008 نالت العالـميّة جائزة «الـملكيّة الفكريّة للصحافة العربيّة» من الكويت، عن مسابقة شاركتُ بِها فحصدتُ النجاح، بين 22 دولة عربية شاركت في الـمسابقة.
-وفي 6 تَموز 2009 حصلتُ على تكريـم رئيس الجمهورية اللبنانية يومها العماد ميشال سليمان.
-كما حصلتُ والعالـمية على جائزة الأديب الدكتور جَميل الدويهي “أفكار اغترابية”، وكانت حافزًا لتشجيعي على متابعة النشاط الفكري الأدبي والإعلامي على السواء، في سبيل نشر الثقافة والإبداع على مساحة العالم.
إعتمدت مَجلّة العالـميّة، إنطلاقًا من اسـمِها، على التطواف في العالم، تَحت عنوان أدب الرحّالة الـمصوَّر، فزاد قرّاؤها في لبنان والعالـم.
وبِما أنّ الله خصّصني بالعديد من الـمواهب، استطعتُ أن أُطلَّ على العالم كأديبٍ وقصصيّ وشاعر ومسرحي في عدّة كتب نشرتُها:
1- جزءٌ من الله… أنا
2- أحبُّكِ في الزمن الـممنوع
3- ديـمقراطيّة نَحو السلام
4- داني وآيات الكِبَر
5- إبتسِم دائمًا
6- رغم الخطوات الثقيلة
7- معلّم الحقّ في زمن الباطل
8- النور الساطع
كذلك هناك كتب جاهزة للطباعة عندما تسمح الظروف.
وقمتُ بتأليف وإخراج وتقديـم العديد من الأعمال الـمسرحية والإذاعية والتلفزيونية.
واليوم، أعددتُ ألبومًا غنائيّاً من كلماتي وألحاني وغنائي، ومن إنتاج مَجلة العالـمية، لأجوبَ به بلدان الانتشار اللبناني، حاملاً مع كلّ أغنية قضيّة وطنيّة أو عاطفيّة أو اجتماعيّة هادفة. هي رسالتي من ضمن الرسالات الفكرية، وبِمواكبة مَجلة العالـميّة.
قصّة التواصل مع الانتشار اللبناني في الخارج قصّة واسعة ومتشعّبة.
دكتور جَميل الدويهي حَملَ الأدب في حقيبته، ونَحن نَحمل الصحافة والأدب والفن، لنلتقي مع لبناننا الـمنتشر في بقاع الأرض، فنعيد ثقة العالم بنا، بعد أن سرق السياسيّون أمانات الشعب وأعمار الناس ومستقبل الوطن.
الدكتور فوزي عساكر
رئيس تَحرير مَجلّة العالـميّة
***
*غداً 11 شباط 2022، ورقة الدكتورة سحر نبيه حيدر.