انطلق مؤتمر “النهضة الاغترابية الثانية – لإبداع من أجل الحضارة والإنسان” الذي ينظمه مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي-سيدني ، منتدى لقاء – لبنان، بستان الإبداع – سيدني. يصدر عن المؤتمر كتاب من جزءين او ثلاثة، يضم جميع الأوراق المشاركة، وترسل نسخ منه إلى المشاركين والمكتبات والكبرى. يعقد المؤتمر حضوريا في جلسة واحدة، فور انتهاء الأزمة الصحية، وتقرأ مختصرات الأوراق بالنيابة عن المشاركين المقيمين خارج أستراليا.
في القسم الأول من المؤتمر تم نشر عشرين ورقة لأدباء ومفكرين من لبنان وأنحاء العالم.
القسم الثاني يضم 12 ورقة، في ما يلي الورقة 26- الأستاذ سامي مظلوم – ملبورن: مشروع من أجل الإنسان.
أفكار اغترابية من اجل الإنسان، تأتي وفاء لإنسانية مهذبة، وتعبيراً لرسولية فكرنا المجتمعي والحضاري منذ أزلية هذا الوجود، وهكذا نكون ونبقى ونستمر…
شكراً لكم، ولكل المشاركات والمشاركين في هذه الورشة النهضوية، وهذا العمل الإبدعي الذي يؤكد شراكتنا كشعب واحد في الحياة والمصير… المعاناة واحدة، والمعمودية واحدة، والهدف واحد، في ترسيخ الأصالة، وبعث حركة أدبية تزرع الوطن بقيمه الجميلة ومثله الراقية، في مجتمعنا الأسترالي المتعدد الثقافات…
إنها دورة حضارية جديدة يطلقها المبدعون في دروب الوعي والتقدم…
البطل أيّها الجميل، بعطائه الأدبي لا يموت، أفكارك، جذورك في أرض إهدن التي أنبتتك… هناك رفعت رأسك، ومن هناك انطلقت إلى العالمية، من جبل البخور، جبل لبنان، مروراً بالعاصمة الأولى بيروت، وصولاً إلى مدينة سيدني في أستراليا العظيمة. وهنا ناضلت وما زلت تكافح بمرارة وبعرَق الكبار، قدوتك الأسطورة الحية لطائر الفينيق الذي احترق وعاد وامتشق نفسه وانتصب صوتاً وقامة، نغمة ورؤيا، ورسالة تمجّد الخالق، وتخلق لبناناً جديداً يعرف كيف يحبّ، وكيف يعطي، ملتزماً خطه الرسولي، صورة صحيحة عن تاريخ إنساننا الذي هو تاريخ اتصال وانفتاح على العالم…
جميل الدويهي لك الكثير من اسمك الجميل، الدويهي والإهدني واللبناني والإنساني، غزير العطاء، عاشق للكمة الكلمة. وبعد قراءتي لإرثك الأدبي الغني وأفكارك الاغترابية، هذا المشروع المجيد، وجدت أنه قد يكون نافذة أمل ورجاء، يشرّع للمستقبل باباً واسعاً يدخل عبره المؤمنون بالوطن وتراثه إلى رحاب الوطن. أفكار اغترابية مشروع وورشة، حبّذا لو اتخذناه فعل إيمان يكون رداً على محاولات تطييف المغتربين، وتضييع فرصتهم الذهبية في عملية الإنقاذ وعودة البناء…
إن مسؤولية الأديب والفنان وكل المبدعين والمنتجين، فكراً وصناعة وغلالاً، وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والعالم، هي مسؤولية وطنية وأخلاقية ووجدانية، أن يكون لنا موقف موحد من القضايا المصيرية التي عليها يُبنى الوطن، بدل أن تكون لنا مواقف متناحرة من القضايا التي على ركامها تُجتذب المعاول لهدم الوطنّ.
نعم أيها الأحباء المشاركون في ورشة أفكار اغترابية، كلكم تعرفون أن الوطن دخل مرحلة الخطر الأقصى، ولم يعد جائزاً ولا مسموحاً أن نمارس سياسة النعامة، ولم يعد مقبولاً أن نقف في الساعات الحاسمة أمام تكرار المآسي، وتعداد ضحايا… ونحن منها!
شعبنا على أرض الوطن يموت قهراً وجوعاً، ونحن كمغتربين، وما يسمى الامبراطورية اللبنانية في العالم، نعاني وجعاً روحياً رهيباً… فأيها الأعزاء الكرام، أقترح عليكم أن تكتبوا، أن تقاوموا التطييف، أن تواجهوا الطغاة وفسادهم، عبر الأدب والشعر وكل الفنون، وبالتعاون مع كل الفعاليات الاقتصادية والفكرية والسياسية المتواجدة في مجتمعنا الأسترالي… لنجدد روحية ميثاق الشرف الذي جمعنا في تعاقد روحي ومادي عظيم في ملبورن، العام 1992، وكانت أهم منطلقاته الثقة المتبادلة والحوار العقلاني، والرغبة الأكيدة في الالتزام به. ومن أهم مبادئ هذا الميثاق إعلان شرعة حقوق المغتربين في وطنهم لبنان، وهذه الشرعة تقوم أوّلاً على أن المغتربين مع وحدة الوطن أرضاً وشعباً مؤسسات…
أنتم اليوم يا دكتور جميل وهذه النخبة من قادة الرأي وعقلاء القوم، أنتم فعل نهضوي، في مسيرة الإبداع من أجل الإنسان الذي هو الثروة الحقيقية في المجتمع…
إن فينا قوة يا صديقي، ولقد برهن المغتربون ماضياً وحاضراً أنهم على قياس جبابرة، وأملنا ألا يتخلف أحد باستطاعته أن يكون سنداً في عملية الانقاذ والنهوض، ومدماكاً في هذه الورشة، ودافعاً في مسيرة أفكار اغترابية رائدة.
يا نساء ورجال الفكر والأدب والفن، نتمنى لكم النجاح. وتذكروا أن التاريخ يسجل الأفعال. فعلينا أن نعمل وبعقل مؤسساتي واع، علّ هذه المبادرة المباركة التي أطلقها ودعا إليها الدكتور الباحث والأديب جميل الدويهي تعيد الروح لأصيلة إلى جسدنا الاغترابي، وإلى دورنا الحضاري المنشود في بناء أستراليا الجميلة، والمشاركة الفعالة لخلق عالم أفضل يليق بسلامنا وفرحنا وإبداع ناسنا، مقيمين ومنتشرين… وشكراً لكم.
***
*غداً 10- 2- 2022 ورقة مجلة العالميّة- لبنان