(النوع السادس – التفعيلة العامّيّة)
ما عاد بدهُن يرْجَعو
نسْيو الأسامي
وصار باب البيت يسأل:
وين راحو؟
وليش مش عم يِسْمعو؟…
والناس يلّلي خيّطو تياب الشجْر
تركو المدينه
وما بِقي غير الصوَر…
وسراجْنا المكسور مِطْفي
وغاب عن شبّاكنا ضَوّ القمر؟…
***
يا ريت مرّه بيتْعَبو من غْيابهُن
وبْيتركو عتم القبايل
والحْجار الساكْتين…
معقول ما بيتذكرّو
سْياج الحبق والياسمين؟
والمقعد المهجور بعْدو مَطْرحو
وقدّيش عنّا ذكريات تْجَرّحو!…
بيناتنا موج البحر البعيد
وعصافير هرْبو من السطوح العاليين…
ويا ريت مَرّه بْيُوقَفو
متل الصبي عالحيْط…
وبيِتْكتّفو
إيّامنا اللي رايحين!…
***
الغابات كبْرو متْلنا
والوقت مِن صَوبُن مرَق…
هلّق شِتي…
وشمسيّة الحور العتيقَه
تخزّقت بالريح
واصفرّ الوَرق…
***
والغايبين تأخّرو خلف الضبابْ
حاكيتهُن،
ناديتْ: وينُن؟
ما حدا ردّ الجوابْ…
ما ضلّ عنْدي حَيل
حتّى ضلّ ناطر عالطريقْ…
والبحر قدّامي غميقْ
والأرض من خلفي حريقْ…
والشمس دلقت جسْمها بجرْن الغياب…
***
زعلان كيف تغيّر عليّي المَكان…
وكيف البيوت مْغبّره
وما في أمان…
يبْست شْفاف المَحبَره
وْهَجّ الشعور…
والورد عم يخزق تيابو فوق سُور…
والسكتْ عرْبش عالقصايِد من زَمان.
***
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “افكار اغترابية” للأدب الراقي – سيدني 2022