لا تكْذبوا،
فإنّنا جميعَنا مقيّدونَ
في أفكارنا…
فلا الغيوم أمطرت
ولا رأينا النهر جارياً
ولا اكتشفنا العطْر في الحقولْ…
ولا الرجالُ يعرفونَ أين ينتهي الطريقُ
أو متى يكونُ موعدُ الوصولْ…
وسيفُ تيمورلنكَ في ظهورِنا
وخلفَنا وحولَنا
وفوقَنا وتحتنا
جحافلُ المَغولْ…
يفتِّش الإنسانُ عن إنسانِه
في أعمقِ الغابات والسهول…
يفتّش الهواءُ عن مدينةٍ
لكنّها تساقطت عن جسْرها
ونحنُ لم نزل نبكي على الطلولْ…
في الشرقِ كلّ فتنةٍ بغيضةٍ
وبعضُنا يبخّر الأصنامَ
والعُجول…
وبعضُنا من أجل صاحبِ الزمانِ
ينحني لكي يلامسَ الوحُولْ…
ولا يسيرُ غاضباً في شارعٍ
أو صارخاً من جوعه الذي يطُول…
فكيف يرجع الفرسان من غيابهم؟
وكيف نسْرُج الخيولْ؟
وكيف نلحقُ الضياءَ
والظلامُ في أرواحنا
ولا يزولْ؟
وكيف نستعيد الأرض من أعدائِنا
ونحن بعدُ لم نُحرّرِ العُقولْ؟
***
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابية” للأدب الراقي – سيدني 2022