لا تعدْ

لا تعدْ

هنالك حرب قاب قوسين أو أدنى من فمك

الوضع محتقنٌ شبقٌ كامرأةٍ محبوسة في زجاجة مقفلة

الجميع مستنفرون، يضعون أصابعهم في نهايات أصواتهم

ليصرخوا في الجسد

لا تعدْ

قد تبدأ سيارات الإسعاف المزدانة بالورد والكوميديا

بنقل الأصدقاء المتقاتلين المقتولين إلى ساحات الرقص

وقد يقفلون البحر وأبواب السماء

وتحاصرك الكلاب قبل احتساء فودكا الصباح

وتنهش نشوتك

لا تعدْ

قد لا تجد الوقت للنجاة

قد تنطلق الرصاصة الأولى نحوك من بندقية أخيك

فتستلقي عارياً على بطنك ضاحكاً من عبث الأرحام

قد لا تجد الوقت لتشرح للمقاتلين معنى الحب في زمن الموت

لا وقت لديهم لشرح البديهيات

لا تعدْ

أنت فاشل في تفسير العودة إلى وطنٍ يكرهك

قد تعود بعد أن يقفلوا الحدود

وتصبح لاجئا ثرياً

تكتب في اليوم عشر قصائد للقبعات الزرق

وتقنع ساقيك لتقديم تأشيرة لدخول “أرض” عدوّك

لا تعدْ

هنالك حرب أهلية منذ قرن ونصف في فمك

وأنت أنت، تعاقر ذاتك في مخدعك

فالجأ إلى أي خمّارة في منزلك

واحتسها كلها

واخرج شاهراً ردّتك

ما أجملك

ما أقبحك

عدْ .. لا تعدْ….

اترك رد