“قصائد من غبار الطريق” للشاعر مؤمن أحمد… لحظات هاربة من عمر الانتفاضة المصرية

guilaf mouemenعن  دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ضمن سلسلة “كتاب الرافد” الذي يوزع مجانا مع مجلة “الرافد”، الشهرية الإماراتية ، صدر ديوان “قصائد من غبار الطريق” للشاعر المصري مؤمن أحمد (112 صفحة).

 في ديوانه الجديد يسعى مؤمن أحمد إلى جمع ما يتبقى من غبار لحظات هاربة، ليشكل منه معاني أقرب إلى تشييد بنيان من الصور التي تتجاوز حالة الاغتراب لتضعنا في قلب اللحظة المصرية.

وتتواتر ثنائية الليل والنهار والضوء والظلال في الديوان، من القصائد الأولى حتى القسم الذي يضم خمس قصائد يمكن اعتبارها تأريخا فنياً لتحولات الانتفاضة المصرية، بداية بالأمل مع انطلاقها في يناير 2011 وانتهاء بالارتباك وفقدان اليقين في نهاية 2013.

لكن القصائد التي واكب بعضها الحالة العامة تتجنب المباشرة وتوحي ولا تصرح… ففي قصيدة “على مرمى حجر” المكتوبة في 27 يناير 2011 “فجر الثورة المصرية”، إشارة إلى أول دم أريق في الاحتجاجات لمواطن في مدينة السويس وتنتهي القصيدة بما يشبه الدعوة للقيام بفعل يتجاوز العصيان المدني…

“لن يفهم اللص المدجج بالسياسة والنخاسة ما نقول وما نريد- إلا إذا ما حوصر القصر النحاسي المنيف- سيحاصر القصر المنيف- وسيسقط الجلاد في وضح النهار- حجر صغير سوف يهدم طوده- حجر صغير من عناد”.

وفي قصيدة “غادر” التي كتبت اليوم التالي لجمعة الغضب 28 يناير 2011 ، وهو يوم حاسم في تحديد مسار الثورة ومصير الرئيس الأسبق حسني مبارك، دعوة صريحة إذ تبدأ بما يشبه الأمر.. “غادر- واترك أصابعنا تعد جراحنا وتلم قتلانا… وغادر”.

وتأتي القصائد الثلاث التي كتبها الشاعر في سبتمبر 2013 تعبيراً عن حالة ضبابية يختلط فيها القتلة والقتلى ويزحف نحو الغنائم مماليك تؤذيهم شمس النهار حتى إن قصيدة “ميم.. صاد.. را” وهي ثلاثة حروف تمثل “مصر” تنتهي بما يشبه مناجاة البلاد..

“هل يمكن لجراحك أن تحضن كل عيالك؟ وتميط عن الروح تشرذم أطرافك؟ وتمد إلى النائي بصرا؟ هل يمكن لحديقة زيتونك أن تؤوي باسق عشب ملتاع يتطلع أن يصبح شجرا؟ يا بيت العائلة-وقصر السابلة-وباحة متناقض كل الأسئلة-أقم وجك للنور الصاعد من بين أصابع أطفال نصبوا للعتمة فجراً”.

وتحولات الزمن تشغل ديوان مؤمن أحمد الذي يبدأ ديوانه بقصيدة “لحظة” وينهيه بقصيدة “هكذا بلغ الأربعين” التي تشبه مرثية رجل فوجئ بأنه في منتصف العمر ولم ينجز ما كان يحلم به حين كان متمرداً “يهوى تسلق الأسوار الشائكة- يرسم الصبح ظهراً والمساء ضحى والرجال القساة عجينا”، وحين أصبح في الأربعين استعرض عمره وأدرك “أن تاريخه مليء بالندوب الحية العاثرة… تأكد تماماً من عدم صلاحيته للنبوة- ففضل أن يكون صديقاً للقديسين”.

ويكتمل هذا المعنى بقصائد أخرى منها “على حافة” وفيها نقلة بين زمنين للرجل نفسه… ففي زمن سابق كان يرصد “لمعات الأعين” ولكن “الوقت يجول كحطاب أعمى- يتقلب بين تلال الشوك… وقفنا عند نداء الفجر ولم نصبح- أمسينا والشمس تدق الأجراس بمفردها- ونهار جبلي ينمو من دون إرادتنا.”

الشاعر مؤمن أحمد من مواليد القاهرة 1964، له ديوانان: مسافة حلم (1990)، ملكوت الماء (1997)، عضو في اتحاد كتاب مصر ويعمل صحافياً في قسم الاقتصاد في صحيفة البيان.

اترك رد