يمنح الفنان “ويفريدو أوسكار دي لا كونسيبسيون لام” الشكل تقنيات ابتكرها من الدمج بين السريالية والتكعيبية مع مفهوم لحضارات سمحت له بتكوين فكرة تفصل زمنياً بين المعنى والمعنى،وبين القاعدة الفنية التي يتبعها للحصول على تأثيرات جمالية تتميز بالوعي الفني والعمق الجمالي الفلسفي.
سعى من خلال إيمانه الخاص بالفن، وبقدرته على تجسيد الثقافات التي يتحلى بها لخلق التوافق بين السيريالية والتكعيبية، وبين الافريقي والكاريبي، وبين المعتقدات التي تمثل ثقافة جمالية استثنائية تعتمد على الداخل المتلاحم مع الرؤية دون أن تتعارض الخطوط مع بعضها البعض. ليوقظ رغبة جمالية ذات انعكاسات بصرية مستوحاة من الخيال الكاريبي، وبتأصيل حركي ذي تعقيد شكلي تتقاطع معه الألوان والأحجام، والاتجاهات المختلفة التي تهدف الى خلق ازدواجية ذات تحولات تخضع إلى فكرة تجعل من المكونات التشكيلية في اللوحة تكوينات هندسية تعكس قيمة الرؤية، والبنية الفنية الخاصة بها، وبأسلوب ذي خصائص فيزيائية تسمح بإظهار الفضاءات المتخيلة ضمن ما يحيط بها من معتقدات تلعب دوراً رئيسياً في إبراز العمق الجمالي، وضمن مستويات مختلفة متجذرة في ثقافته الفنية . فهل دراسته في استديو ” فرناندو الفاريز دي سوتومايرو ” وهو مدير متحف ديل برادو (ومعلم سلفادور دالي) هي السبب في هذا الدمج المؤثر بصرياً وفيزيائياً بين رؤيتين مختلفتين في الفن؟
بصرف النظر عن التكعيبية والسريالية في تأملاته الغارقة بتفاصيل ثقافة بصرية شبيهة بالاعتقادات الدينية ذات الأثر المعقد في الفن. والتوازن الحقيقي بين الخطوط والألوان، ومفارقات الطول والعرض. بالاضافة إلى الإنفتاح الفعلي على الفراغات، والقيمة الحقيقية لها في الفن القادر على حبك الجمالية، بموضوعية تتكيف معها الصراعات التعبيرية برمزيات تنحرف عن مساراتها تاركة للجذور الفنية الراسخة في مفاهيم التكعيبية والسريالية مغزاها البصري مع الحفاظ على الانقسامات اللونية ضمن المضىء والمعتم، وذوقيتها في تخليد الحركة الداخلية التي يعتمد عليها، ضمن فضاءات جمالية تنفتح على الكثير من الخيال، وبانضباط كلي في التقسيمات الرياضية المؤثرة على فيزيائية الأشكال التي ساهمت في ظهور التأثيرات السريالية خاصة.
فهل تشجيع بيكاسو لاهتمامات “ويفريدو لام” بالفن الافريقي هي التي بصمت أعماله بهذه الرؤية المتعددة الرؤى؟
خلال الحرب العالمية الثانية أمضى” ويفريدو لام” معظم وقته في منطقة البحر الكاريبي جنباً إلى جنب مع أندريه ماسون، وأندريه بريتون، مما جعله يتأثر بالشاعرية الجمالية الملموسة في ألوانه وتطورها الفني باسطورية استثمرها في التكعيب، وستراتيجية التنمية الحركية من خلال المفارقات والأضداد، وببعد يجذب البصر إلى الأشكال واندماجها مع الألوان ، وبنسبية ذات معايير جمالية وزعها في فضاءات لوحاته ضمن التخيلات الحركية القادرة على منح البصر ايحاءات مختلفة لثقافات يؤمن بها ، بل ويجعل منها توازنات تشكيلية مكتسبة من ماهية الفن وقدرته على ترجمة الأحاسيس ورؤيتها في تكوين الأشكال المتناقضة على أسس جمالية، ومعالجات فنية متعلقة بقدرات ديناميكية تمثل المبدأ الأساس لتأثره بهنري ماتيس، وخواكين توريس، وبايمانه المطلق بالخيال والقدرة على الانسجام مع البيئة المحيطة بالفنان الذي يحيا مع الخطوط والألوان بعيداً عن الحقيقية الفعلية لكل شيء من حوله. فلوحات “ويفريدو لام” هي مزيج بصري لأشكال اختزلها، وتركها ضمن رموز لكل منها سرياليتها ، بتقارب تكعيبي لينفصل عن الجزء والكل ضمن فلسفات نفسية تحليلية تُظهر حميمية بين المفاهيم التي يؤمن بها، وبين الخطوط والألوان للاحتفاظ بمكونات هي فن اللاوعي ومؤثرات المعتقدات على الإنسان ضمن الوعي الفني والعمق الجمالي، وفيزيائية الرؤية التشكيلية.
فهل بصمة” ويفريدو لام” هي بصمة تساؤلات عن ماهية السريالية والتكعيبية ؟ أم أن الحداثة الفنية فرضت كل هذه الأساليب في أعماله؟