التأثيرات العقلانية في أعمال الفنانة الكندية أميلي كار

 

 

تتضح التأثيرات العقلانية التي تتغلب على العاطفية منها في أعمال الفنانة الكندية ” أميلي كار” ( Emily carr ) التي ولدت في فيكتوريا بكولومبيا البريطانية في جزيرة فانكوفر ما بين (1871) إلى (1945) وقضت الكثير من الوقت في طفولتها في استكشاف ضواحي فيكتوريا.

ومن المحتمل أن لوحة بويبلو التي شاهدتها لجولين أثرت على اهتمامها بالثقافة الهندية وحداثة أسلوبها الفني الذي حاولت تطويره في ظل اهتمامها بالوجوه والتراكيب أو الأحرى أشكال الوجوه المختلفة التي يتضح منها المعالم الإنسانية المكللة بالزخرفات التراثية أو تلك التي تضفي على الإنسان ثقافة حياتية مختلفة، تؤثر على تغيراته أو صفاته المولود بها من خلال فهم تعبيرات الوجوه ، وفك غوامضها مع الاحتفاظ بانعكاسات الألوان ومعانيها ، ضمن ثقافة معينة لأصول إنسانية تنتمي الى الهندية وتأثيراتها العميقة في النفس بعيداً عن التشابه، وإنما للاحتفاط بالتعبيرات الحسية من خلال الرسم ومعانيه ، كالغضب المكبوت أو ابتسامة متعجرفة أو الألم أو الفرح ، والتكيف ضمن البيئة الاجتماعية التي تهتم بتغيرات الوجوه في ثقافة تعتمد على تكبير السمات البشرية كالحواجب والشفاه .

فهل حاولت “أميلي كار” الكاتبة والفنانة التشكيلية ربط تعابير الوجه بسياق ثقافة الفرد مع الحفاظ على المشاعر مثل الاستغراب والحزن والفرح والتنوعات الغنية المرتبطة بذلك؟

من مجموعة متحف فرحات

 

يشتق مفهوم التناقضات في الوجوه تحديداً من قوة التعبيرات التي يلتقطها الفنان، فيعمد إلى إظهارها بأسلوب يميل إلى الاستكشاف أو إلى ابتكار وجوه غير موجودة، إنما تولد من خلال الاشكال المرتبطة بالانسان تحديداً، وبما يتوافق مع الثقافة الهندية ، لاكتشاف التناقض العاطفي بمعنى التوافق بين الشكل والمشاعر المرتبطة بوجه ما بعيداً عن وجه آخر، كالفروقات بين وجه رجل وامرأة او بين رجل زعيم قبيلة وآخر من العامة او الفقراء، لتقدم ذلك “أميلي كار” بريشة مغمسة بشكل فني يميل إلى المحاكاة لاكتشاف قوة التناقض في النفس. أي في الداخل، وكأنها تستنبش النفس وترصد الانفعالات وأقصد هنا الانفعالات العامة عند التقاط اشارات ذلك، والانفعالات الخاصة أو الذاتية أثناء الرسم، وربما ينشأ ذلك من التناقض العاطفي والواقعي معاً ، ومؤثراته الاجتماعية على تشكيل الوجوه أثناء الاحتفالات الفلكلورية أو حتى في الرسم المتكيف مع سلوكياتنا او المتكيف عاطفيا مع شخص ما نراه في عدة وجوه . فهل من اضطرابات نفسية تفاعلت معها الريشة من منظور الطبيعة الاجتماعية لعاطفة رصدتها “اميلي كار” من خلال الوجوه وتعبيراتها ، ومن ثم من خلال الألوان وتناقضاتها. ليؤدي كل ذلك الى خلق حركة تعبيرية ضمنية داخلية وخارجية تنتمي الى العاطفة الفنية وجمالياتها في تشكيل تعبيري حر من حيث الاستنباط والتجديد أو الأحرى ابتكار تعبيري خلاق من خلال ثقافة هندية ما هي إلا القناع الذي استخدمته “أميلي كار” لرؤية الوجوه المختلفة والقدرة على تصنيفها ما بين زعماء وأفراد وعاطفية أو عقلانية . فهل حاولت إظهار تفاصيل التناقضات الاجتماعية من خلال الرسم؟

تحتفظ “أميلي كار ” بالتفاعلات التشكيلية بين الأسس والبيئة، لتتشكل معها النظم الحسية المرتبطة بالمشاعر، والتي تتضمن أحاسيس الفرح والحزن والاستغراب المرتبطة بتصور المشاعر ورسمها حتى عند الحيوان وذهنيّته المشتركة مع الانساني البدائي ضمن الموقف المحاكي للحظة التي رسمت فيها أشكالها التحفيزية ، والتي تعيد إلى الإنسان تعبيرات وجه يتحكم بها فيكبتها. لتكون حرة مع الاقنعة او تلك التراثية منها او اللكلورية في مهرجانات تنكرية أو حتى تلك التي تحتفظ بها القبائل الهندية التي تعتمد الرسم على الوجوه كتصنيف شعبي ما بين زعيم وفرد عادي، وبهذا تضعنا” اميلي كار” أمام آفة اجتماعية ما بين عبد ومملوك او بين فئات اجتماعية صنفتها من خلال الرسم . فهل من تنافر بين الأشكال والألوان لإظهار خاصية الفرد في رسوماتها ؟

 

اترك رد