رح ضلّ إمشي هيك وحْدي بالزمانْ
لا نار…
لا رعيان
لا في ورْد لابس أرجوان…
كلّ المرَق
متل المدينِه الما بقي منها صَدَى…
وما في حَدا
راحو اللي كانو يوشْوشوني عالهَدا…
وهيدا النهر تا تعرْفو…
وحْدي اخترعتو
وفكرْتي هيّي الأساس…
شو راح ناس
وشو بعد بيروح ناس…
يا هالدني
ما زعلتْ…
ما نرفزتْ…
ما شارعتْ…
عطّلت الحواس.
***
وبيسْألوني ولاد كانو عالطريق
عم يلْعبو:
مينَك إنتْ؟
قلت: الخطايا… والحريق…
ما بْتعْرفو قدّيش روحي مْكسّره
متل القلم يللي انسكر بالمحبَره
ومين اللي بدّو يشتْريني
بعد ما نعْسو الشجر عالقنطَره
وتْسكّر السوق العتيق؟
***
لا تخاف يا ناطور هالبرْج الحَزين
عندي المسافه
البَين روحي وبين جسمي كلّها…
وتياب عندي من عبير الياسمين…
وعندي القبايل
والرماح العاليين…
والناس يللّي ودّعوني
من قبل ما نلْتقي
تخيّلت إنّو بعد مده بيتركوني
وكل شي بيبقى صور
حد الرصيف مخزقين.
***
خبيت كلّ دفاتري
الفيها قصايد حُبّ…
وغْلقت البْواب…
ما بْريد إنّو إسمع
ولا شوف كذبه واقفه حدّي
متل حيْط الضباب…
كافر أنا بكلّ المشاعر صرت…
لازم تصْلبوني عالكتاب.
***
يا ريتني عصفور
تا ضيع طريقي بالسَّما
ومَع سنديان الجرْد
إحكي بالوَما
والكان واللي صار
وهْموم البشرْ
ما عود أتذكّر
وَلا إسمع خبر…
وكلما طلعتْ عا خيمتي
ينزل وحي من الليل
عا منجيرتي…
ويصير بدبُك متل أخْوت
هالقمر.
***
(*) جميل الدويهي: مشروع “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني 2021