تحقيق جمال الساحلي
يعتبر الرمان من أجود المنتوجات الزراعية وأكثرها فائدة، من حيث ثماره وبذوره وعصائره وأزهاره وقشور ثمره وحتى أغصانا شجره وأوراقها.
ابو احمد، مزارع قديم في الهرمل يقول: “عرفت هذه الزراعة على نطاق واسع في سهول البقاع الشمالي والهرمل..في البدايات، كانت هذه الزراعة تنتشر في محيط الأراضي المجاورة للمنازل قرب “التصوينة” التي تفصل بين الملكيات وقرب الجدران وفي الأماكن الصعبة، وفي بعض منها تنتشر على “عرائش” البلدية فتتعانق عناقيد العنب وأوراقه مع اكواز الرمان”.
مهندس زراعي ويدعى مشهور، نجح في تحويل مساحات واسعة من أشجار الرمان إلى انواع جديدة من اشجار الرمان ليصل إلى أجود الاصناف والأحجام.
علي من سهول حوش السيد علي، اشار الى “ان زراعة الرمان تعود إلى سنوات طويلة وهي تتم اما من البذور مباشرة أو من خلال شتول تمت زراعتها بعد الحصول عليها من أغصان معروفة من حيث النوعية. وعن حجم وطعم الرمان اوضح ان “منها الحلو المعروف بطعمه اللذيذ ومنها ما يسمى اللفاني وهو بطعمه يخلط بين الحلاوة والحموضة. وهذه الاصناف تصلح للاكل والعصر بعد النضوج. اما الاصناف الأخرى فهي على درجة عالية من الحموضة ويصار للاستفادة من عصائرها للحصول على أجود أنواع الحامض اللازم كمونة لا غنى عنها لمعظم الأسر في ريف المنطقة وسائر المناطق. وأضحت تستعمل في تحضير أطباق وأصناف عديدة من الطعام. كما ان هناك صنفا آخر من الرمان الحلو التي تحلل بذوره مباشرة ويشار إليه بالاجوجي”.
المختار عدنان، أكد أن “للرمان فوائد صحية جمة حسبما توصلت إليه التجارب والدراسات. يخفف من الكرش، وتحوي عصائره العديد من الفوائد، وتستعمل ازهاره في تحضير العديد من الأدوية العربية.
الدكتور قيس أوضح أن الرمان يفيد مرضى القلب والسكري فهو يحمل أنواعا كثيرة من الفيتامينات إضافة الى الالياف ومضادات الأكسدة ويستعمل لمرضى السرطان ويخفف من أعراض الزهايمر.
خبيرة التغذية خديجة، لفتت الى ان تصنيع دبس الرمان في المنطقة له أصول خاصة، فبعد ان تجمع الثمار الناضجة تجتمع النسوة للعمل على فرط الحبوب وتجميع القشور ليصار بعدها إلى العصر، وكان ذلك يتم يدويا بواسطة الجاروشة قبل أن تدخل الطرق الحديثة. بعدها يغلى على نار قوية في أوعية نحاسية للحصول على أجود أنواع الحامض للمونة”.
وعن مصير القشور والبذور الناتجة من العصر، أوضح ابو محمد أن للقشور استعمالات عدة، يمكن الاستفادة منها للحريق بعد التجفيف، كما يتم الاستفادة منها في استعمالات علاجية في الطب العربي والعطارين.
ام حسين اكدت أن البذور التى تنتج عن العصر لها استعمالات منزلية.
وشدد المهندس الزراعي حسين على الرعاية اللازمة لشجرة الرمان، من حيث التقليم والتشحيل للمحافظة على هذه الشجرة الحيوية والاستفادة من المنتوج الخشبي في الأعمال المنزلية والتدفئة. وقال: “في زمن التحول إلى مواجهة التحديات الصعبة أصبح لزاما تشجيع هذه الزراعات النوعية لما تمثله من منتوج يمكن أن يؤمن دخلا محترما يساعد على مواجهة التحديات”.
***
(*) الوكالة الوطنية للاعلام