القنابل العنقودية الإسرائيلية… احتلال مدفون وخطر على الأهالي والمزارعين

تحقيق علي داود

 

 

تعاني بلدات وقرى جنوبية عدة خطر القنابل العنقودية الإسرائيلية، وخصوصا المزارعون ورعاة المواشي، بعدما طمرت العوامل الطبيعية من رياح وامطار وعواصف تلك القنابل في الأرض، ما عقد عملية نزعها وباتت احتلالا مدفونا في الأرض على الرغم من مرور 14 عاما على انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006، حين القت الطائرات الحربية الإسرائيلية اكثر من 5 ملايين قنبلة أدت حتى اليوم إلى استشهاد نحو 58 مواطنا وجرح نحو 400 مواطن آخر أصيب العديد منهم بإعاقات وعمليات بتر لاقدامهم، وغالبيتهم فقدوا عيونهم وهم من المزارعين والرعاة.

ويتولى المركز اللبناني للالغام التابع للجيش اللبناني، ومقره في ثكنة الشهيد النقيب شمعون في النبطية، الاشراف على عملية إزالة تلك القنابل، بالتعاون مع “اليونيفل” وعدد من الجمعيات الدولية والمحلية التي تقلص عددها عما كانت عليه إثر انتهاء العدوان بسبب قلة التمويل المخصص لعملية نزع القنابل وإزالتها من الجنوب والبقاع الغربي.

فقيه

واعتبر نائب رئيس الاتحاد العمالي العام المهندس حسن فقيه في حديث إلى “الوكالة الوطنية للاعلام” أن “إلقاء إسرائيل خلال حرب 2006 القنابل العنقودية على لبنان تعتبر جريمة حرب متمادية وهي عدوان مستمر ودائم منذ العام 2006 وما بعده، وحتى الان ما زال هناك قنابل عنقودية تنفجر بالناس والمزارعين والرعاة، ومشكلة القنابل العنقودية هي اكبر مشكلة واجهت الفلاحين ومزارعي التبغ والزيتون والحمضيات، هذا الكم الضخم الذي تجاوز الـ 4 ملايين قنبلة عنقودية القيت على جنوب لبنان، هو عدوان على مسار الحياة الطبيعية، وهذه القنابل كانت بأشكال مختلفة ومنها على شكل طابة سقطت على الأشجار وكانت تنفجر بأي كائن، وهناك 500 إصابة نتيجة تلك القنابل بين شهيد وجريح. ولعل الجرحى اصعب من الشهداء لانهم تبتر اطرافهم او يفقدون عيونهم ويتعرضون للتشويه، إنه عمل اجرامي”.

أضاف: “في الفترة الأولى التي أعقبت العدوان الإسرائيلي كان هناك العديد من الجمعيات التي تعنى بعملية نزع القنابل ولديها برامج للحد من هذه الكارثة، لكنها تقلصت بسبب قلة التمويل والعدو الصهيوني لم يسلم لبنان عبر الأمم المتحدة سوى القليل من الخرائط التي تعود للالغام او لتلك القنابل فلم يسلم العدو أي من الخرائط التي تبين أمكنة إلقائها. ونشكر للجيش جهوده الجبارة في عملية نزع تلك القنابل والتنسيق مع المعنيين في ازالتها لتصبح ارضنا خالية منها، والجيش قدم في هذا المجال العديد من الشهداء”.

وتابع: “إن انجراف التربة تسبب بطمر تلك القنابل والسيول الجارفة غمرتها ما صعب عملية نزعها من الأرض واصبح خطرها اكبر. نناشد زيادة التمويل للتخلص من هذه الآفة وهذا الاحتلال الإسرائيلي المدفون في الأرض ، وهذا العدوان المستمر وهذه الجريمة غير المسبوقة التي تهدد كل مقومات الحياة في المجتمع، لكي ننتهي من هذه الآفة والوباء الإسرائيلي القاتل والفتاك”.

مختار يحمر

وقال مختار يحمر سمير قاسم: “على الرغم من إزالة الجيش والفرق الدولية والمحلية لتلك القنابل فان حقولنا ما تزال تعاني خطرها، وهي أدت لاستشهاد مواطن كان يقطف الزيتون فانفجرت به قنبلة كانت عالقة بالشجرة كما استشهد في بلدتنا احد المنقبين وأصيب 9 آخرين، أن تلك القنابل خطر دائم على حياة الأهالي والمزارعين وإزالتها بالكامل تحتاج سنوات أخرى، وجهودا مضاعفة وتمويلا اكبر ليرتفع الخطر ويزول نهائيا”.

***

(*)  الوكالة الوطنية للاعلام 

اترك رد