دُعاء! 

رَبَّاه! ما شَكْوًى، ولكِنْ رَجاءْ،          ناءَ بِنا الحِمْلُ، فَهَل مِنْ عَزاءْ؟!

قد جاءَنا الخَطْبُ مِكَرًّا وما            عَفَّ ذَوُو الخَطْبِ، فَما مِ اكتِفاءْ

إِنَّا دَهانا ساسَةٌ عَفَّرُوا                 وَجهَ بِلادِي بِخَسِيسِ الجُفاءْ

فَنَهَبُوا خَيراتِها، ما ارْعَوَوْا،             ولا ثَناهُم، عن أَثامٍ، حَياءْ

ونابَنا(1)، يَعضُدُ أَوزارَنا،                في لَيلِنا المُطْبِقِ، شَرُّ الوَباءْ

«كُورُونُ»(2) قَد كَوَّرَ(3) أَكبادَنا،        فَفِي الكِواراتِ(4) كُوًى وانتِهاءْ

وزادَ في العَسْفِ، على أُمَّةٍ             مَغلُوبَةٍ بِالقَهْرِ، غُوْلُ الغَلاءْ

يا دَهْرُ… هَل بَعْدُ لَنا مِنْ ضَنًى،      وهَل لَنا جُرْمٌ بِقَدْرِ الجَزاءْ؟!

 ***

رَبَّاهُ! إِنَّا، في أَسانا، لَنا،              في حِضْنِكَ الدَّافِئِ خَيْرُ الثَّواءْ

فَيا إِلهِي، إِنَّنا هَهُنا،                  فَرائِسٌ بَينَ نُيُوبِ البَلاءْ

لا الأَرضُ رَقَّت لِفَنانا ولا             حَصْحَصَ نُوْرٌ مِنْ ثَنايا السَّماءْ

فَلا تُمِلْ وَجهَكَ عَنَّا، ولا              تَأْخُذْ عَلَينا عَثَراتٍ هَباءْ

رَبَّاهُ إِنَّا قد أَسَأْنا – وقد               كانَ لَنا الأَمْرُ – بِيَومِ اصطِفاءْ(5)

كُنَّا ضَحايا لِغَباءٍ بِنا،                وكانَ مَنْ غَرَّنا رَأْسَ الرِّياءْ

رَبَّاهُ! لُبنانُ، بِلادُ النُّهَى،              ومَوطِئُ التَّارِيخِ والأَنبِياءْ

يَدعُوكَ، لا تَكسِفْ دُعاءً جَرَى        مِنَ الحَنايا قَد عَراها العَياءْ

ولا تَصُمَّ الأُذْنَ عَن صَرخَةٍ           مِنْ فاغِرِ الجُرْحِ، وعُمْقِ الشَّقاءْ

أَلَمْ يَئْنْ، رَبَّاهُ، فَجْرٌ لَنا،               يَكْشَحُ لَيلًا، ويَعُمُّ الضِّياءْ

أَما لِهذا الضَّيْمِ أَن يَنتَهِي        رَبَّاهُ! مِنْ عِندِكَ بَعضَ الرَّجاءْ!

***

 (1): نابَهُ أَمْرٌ: أَصابَهُ، نَزَلَ بِهِ / نَقُول: نابَهُ مَكرُوهٌ

(2): الكُورُونا (Corona, Covid 19): وَباءٌ اجتاحَ العالَمَ في العام 2020

(3): كَوَّرَ فُلانًا: صَرَعَهُ أَو طَعَنَهُ فَأَلقاه

(4): الكِوارات: جَمْعُ كِوَارَة وهي بَيتُ النَّحْلِ، تُعَسِّلُ فيه

(5): هو يَومُ انتِخابِ مُمَثِّلِي الشَّعْبِ في البَرلَمان

اترك رد