عمم اتحاد وكالات الانباء العربية (فانا) ضمن النشرة الثقافية الشهرية، تقريرا أعدته وكالة الأنباء القطرية (قنا)، وتضمن باقة من الموضوعات والأخبار الثقافية. وجاء فيه:
“يحظى الفنانون التشكيليون باهتمام ورعاية خاصة في دولة قطر، حيث تتعدد المؤسسات المعنية بالفنون ابتداء من المؤسسات الاكاديمية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية وغيرها، وذلك لإعداد جيل جديد من الفنانين التشكيليين القطريين ليكون لهم مكانتهم على الساحة المحلية والعالمية في مجال الفنون التشكيلية.
ولعل أهم مؤسسات الدولة التي تهتم برعاية الفنانين التشكيلين في قطر متاحف قطر ووزارة الثقافة والرياضة والمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا / والجمعية القطرية للفنون التشكيلية، فضلا عن عدد من المؤسسات الأكاديمية والخاصة، التي تتضافر جهودها جميعا ليترسخ حضور الفن التشكيلي القطري على الساحة الفنية عالميا.
الفن التشكيلي إرث عريق
وتعتبر متاحف قطر واحدة من أهم المؤسسات الحاضنة للإبداع التشكيلي، فمنذ نشأتها تسعى إلى خلق جيل جديد من المبدعين، واكتشاف المواهب القطرية، وتسعى لأن تكون محفزا ثقافيا لجيل جديد من المبدعين، وأن تصبح قطر منشأ ومصدر التجارب الفنية والثقافية والتراثية أيضا، وتعمل على دعم الجيل القادم من الجماهير الثقافية، وتسعى في ذات السياق إلى تعزيز روح المشاركة الوطنية ونكون مصدر إلهام للجماهير والمبدعين المستقبليين.
ولتحقيق هذه الأهداف حددت المتاحف ثلاث أولويات إستراتيجيّة أولها : نقل الفنون خارج جدران المتاحف والخروج بالتجربة الثقافيّة من الأماكن المغلقة كالمتاحف إلى العالم الخارجي، وذلك بهدف جذب وإشراك أكبر عدد ممكن من الجماهير، الثانية : رعاية ودعم المواهب الناشئة لخلق الأجواء الملائمة للإبداع، واكتشاف وتنشئة المواهب والمهارات الجديدة، وإلهام الأجيال القادمة من المنتجين والمبدعين، أما الاستراتيجية الثالثة فهي : خلق منصة يصل من خلالها صوت قطر بهدف خلق مكانة مميزة ضمن المناقشات العالمية حول الثقافة والإبداع وإيصال رسالة قطر الثقافية، مع تسليط الضوء على المبدعين والفنانين القطريين.
حسن الملا
ويرتكز الفن التشكيلي في قطر على إرث عريق، هذا ما أكده الفنان التشكيلي حسن الملا، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ قائلا : لقد بدأت الدولة منذ مطلع الستينيات في القرن الماضي، بابتعاث الطلبة الموهوبين من هواة الرسم ومختلف فروع الفن التشكيلي إلى الخارج للدراسة الأكاديمية لصقل مواهبهم وتطوير تجاربهم ،فكان أول طالب يبتعث الفنان الراحل جاسم زيني حيث درس في أكاديمية الفنون الجميلية في بغداد وبتخرجه في نهاية الستينيات استطاع إشعال أول شمعة أنارت الدرب أمام بقية الموهوبين، فتبعه كثيرون ممن ابتعثوا إلى الدول العربية والأجنبية، ليتابع كثير منهم الدراسات العليا في أوروبا والولايات المتحدة .
ويوضح الملا أن البيئة القطرية كانت مواكبة لحلم الفنان ومصدرا لتشكيله، ففي أحياء مدينة الدوحة القديمة، وبعض المدن والقرى والفرجان القريبة من البحر عاش الفنان القطري حياة البحر ولونه الأزرق بتدرجاته المختلفة من الأزرق الفاتح إلى الفيروزي إلى الأحمر القاني حين تشرق الشمس أو تغرب، فعاش حياة البحر وما فيها من صيد وبحث عن اللؤلؤ، وكذلك الصحراء برمالها الذهبية حيث تكثر أشجار النخيل والسدر وغيرها من عناصر ملهمة، بما يحدث نوعا من التشبع لدى أعين الفنانين بالقيم الجمالية وألوان الطبيعة.
وأضاف: أن في العصر الحديث تعددت المؤسسات الراعية والداعمة للفنان، فإلى جانب المتاحف واهتمامها بنشر الإبداع القطري داخليا وخارجيا عبر معارض عالمية، نجد الجمعية القطرية للفنون التشكيلية قد قامت على امتداد العقود السابقة على جذب الجمهور، للتعريف بالفنانين القطريين حيث الارتقاء بالذائقة الفنية إلى مستوى متطور ، كما قدمت للفنانين المشاركين في معارض الجمعية فرصة لبيع أعمالهم وتحقيق الانتشار، ووفرت للناشئين والهواة فرصة للتفوق والتألق عبر اطلاق المسابقات والجوائز، ليأتي دور المؤسسة العامة للحي الثقافي/ كتارا / لتكون صرحا ثقافيا وفنيا على مستوى عالمي، بما تضم من قاعات للمعارض الفنية، مؤكدا أن كل هذه الجهود من مختلف المؤسسات تجعل مستقبلاً للحركة التشكيلية تتسارع خطواتها مع سرعة النهضة الشاملة لدولة قطر، التي تستعد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 في الدوحة، فالفن التشكيلي القطري يمضي جنبا الى جنب مع استعدادات الدولة، ببناء المنشآت الرياضية والمجسمات الفنية وإقامة المعارض الفنية والدعائية في الداخل والخارج بهمة ونشاط وعطاء الفنانين القطريين والمقيمين قبل بداية البطولة واثناء البطولة وبعدها.
الفنانة جميلة آل شريم
من جانبها أكدت الفنانة التشكيلة جميلة آل شريم في تصريح لـ /قنا/ اهتمام الدولة، بالمواهب المحلية في قطر وجعل قطر وجهة ثقافية عالمية، من خلال الاهتمام بجيل الطلائع من الرواد الى الاجيال القادمة، ورصد الأساليب والتجارب الفنية على مر السنين في مختلف المجالات الفنية، وصولا الى الدروب التي سلكها بعض الموهوبين الجدد والتي مازالت قيد التكوين والنمو، مؤكدة أن التجارب والمشروعات الفنية التي يطرحها فنانو الوطن قد تساهم وبشكل كبير في الكشف عن البناء والملامح المكونة للمشهد الفني القطري، ما يسهم في إيجاد صورة واضحة المعالم، في تكوين المشهد الفني القطري على خريطة الفن العالمي.
أضافت: أن هناك تطورا واهتماما مستمرين من قبل الدولة في مجال الفنون البصرية، أسهما في تكوين الذاكرة الجمالية في المشهد الفني للوصول الى الهدف المنشود، والذي يكون للفرد الفنان دور أساسي في نضج وقوة طرح التجربة الفنية، مشيرة إلى أن الحركة التشكيلية القطرية، قد حققت قفزات هائلة في الفن، داعية إلى عدم إغفال دور الفنانات القطريات، ودورهن في بناء الفن ودفع حركة التطور من خلال حضورهن التاريخي منذ الثمانينيات.
وقالت : إنه لا يمكن النظر الى حاضر الفن على أنه حادث وليد لحظته وظروفه، وأن نوصد الأبواب في وجه الماضي، بما يحوي من إنتاجات فنية تاريخية وإبداعية لا سيما التجربة النسوية في تاريخ الفن القطري، فبالرغم من غياب الفنانة في ذلك الوقت فقد حضرت لوحتها، وقد آن الأوان الاحتفاء بهذا الموروث الثقافي في متاحفنا، وبتواجد لوحات العشر الأوائل من رائدات الفن التشكيلي في قطر، داعية إلى وجود قاعدة كلاسيكية في الفنون البصرية من جيل الرواد والرائدات.
المتحف العربي للفن الحديث
أما الفنان محمد علي عبد الله فأشار إلى أن قطر لديها تطور هائل في الفن التشكيلي الذي يرتكز على رعاية مؤسسات الدولة، والتي لم تهتم بنهضة الفن التشكيلي في قطر فقط بل ساهمت في الارتقاء بالفن التشكيلي العربي من خلال تأسيس المتحف العربي للفن الحديث الذي يعد علامة فارقة في تطور الفن التشكيلي في قطر والعالم العربي.
الفنان سلمان مالك
بدوره أوضح الفنان سلمان المالك مدير مركز الفنون البصرية التابع لوزارة الثقافة والرياضة وهو مركز معني برفد الساحة الفنية بالمواهب الشابة وتدريب الموهوبين الصغار في مختلف المجالات الفنية، وأن الفن التشكيلي في قطر يعتبر من أهم وأنشط المجالات الثقافية، فلا يكاد يمر يوم في قطر دون نشاط وفعالية تخص الفن التشكيلي من معارض وورش ومحاضرات وغيرها، سواء كان ذلك على مستوى المؤسسات الأكاديمية أو المؤسسات الثقافية الحكومية أو الخاصة ، كما أن هناك تزايداً في أعداد الفنانين التشكيلين من الجنسين وارتقاء كذلك على المستوى الفني، فضلا عن ارتفاع الذائقة البصرية، نتيجة كثرة المعارض الفنية، لافتا إلى أن الفنانين التشكيليين في قطر ليس لديهم سقف للطموح بل يسعون إلى الارتقاء والبراعة والمشاركة بقوة في المعارض الدولية ،ولهم حضورهم المميز الذي يجعل من حضور الفن التشكيلي على الساحة العالمية أمرا محتوما.
وتمنى “أن يكون هناك دور من القطاع الخاص إلى جانب القطاع الحكومي لرعاية وتسويق الأعمال الفنية على المستوى المحلي والعربي والدولي”، لافتا إلى “أن الفن التشكيلي القطري في وهج وتألق ولكنه مازال نخبويا شأن سائر البلاد العربية، فما زلنا في حاجة إلى تمكين هذا الفن ليكون ثقافة عامة فنحن نتاج حضارات عريقة فنيا وثقافيا”.
جائزة كتارا للرواية أضاءت مختلف جوانب الإبداع العربي
بترقب وشوق يرنو أكثر من ألفي أديب ومبدع وناقد في العالم العربي إلى المؤسسة العامة للحي الثقافي / كتارا / مساء الثالث عشر من أكتوبر الجاري في انتظار اللحظة الحاسمة لإعلان نتائج الدورة السادسة لجائزة كتارا للرواية العربية، حيث يتم إعلان الفائزين بالتزامن مع اليوم العالمي للرواية العربية.
وقد استطاعت جائزة كتارا منذ نشأتها في عام 2014 ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربيا وعالميا، وعملت على تشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين للمضي قدما نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز، وزيادة الوعي الثقافي والمعرفي.
وحول الأثر الثقافي العربي الذي أحدثته الجائزة، قال السيد خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) إن أهم ما يميز هذه الجائزة أنها مشروع عربي متكامل لخدمة الرواية العربية، وقد تم الاعتراف به من قبل أصحاب السعادة وزراء الثقافة العرب في عام 2016، ومن بعد ذلك تم تبني مقترح كتارا بإقرار اليوم العالمي للرواية العربية، والذي تم التوافق العربي حوله في عام 2018، وذلك بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة / ألكسو/، مشيرا إلى أن جائزة كتارا قد سبقتها جوائز أخرى، ولكنها تفردت بأنها استطاعت أن تثري المشهد الثقافي العربي من جميع الجوانب، لتصبح بالفعل الرواية حاليا ديوان العرب وتنافس الشعر منافسة حقيقية.
وأضاف: أن جائزة كتارا أخذت على عاتقها ارتباط الرواية بالدراما وبالفن التشكيلي، فكانت منصة جديدة تزيد من ثراء السرد العربي، كما قدمت أكبر أرشيف متخصص للرواية العربية والروائيين العرب ،وأقامت مكتبة متخصصة في الرواية العربية، ومن هنا يظهر أثرها في المشهد الثقافي العربي بشكل عام.
وعن المهرجان المصاحب لاحتفالية الجائزة هذا العام والذي يبدأ في 12 اكتوبر الجاري، أوضح المشرف العام على الجائزة أن المهرجان سوف يشهد هذا العام الكثير من الفعاليات، من أبرزها تدشين مجلة ” سرديات ” وهي أول مجلة دولية محكمة تصدرها كتارا ، كما سيتم تدشين 4 كتب دورية متخصصة في الرواية، فضلا عن إصدار 30 رواية ودراسة بالعربية والإنجليزية لمجمل الأعمال الفائزة في الدورة الخامسة، وإصدار كتاب عن الروائي العماني الراحل علي المعمري صاحب رواية بن سولع للكاتبة عائشة الدرمكي، في تأكيد على اهتمام الجائزة بالتعريف برواد الأدب في الخليج حيث دأبت سنويا لاختيار شخصية خليجية للتعريف بمنجزها الأدبي، هذا إلى جانب معارض فنية حول الرواية.
وقد اختارت جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها السادسة، الأديب العراقي غائب طعمة فرمان ليكون شخصية العام، في إطار تقليد سنوي درجت عليه لجنة الجائزة في الاحتفاء بشخصية أدبية عربية تركت بصمة واضحة في مسيرة الأدب العربي.
وتم إدراج شخصية العام ضمن الفعاليات المصاحبة لمهرجان كتارا لجائزة الرواية العربية اعتباراً من الدورة الثانية للجائزة 2016، والتي شهدت الاحتفاء بالأديب نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، وهو أول أديب عربي ينال هذه الجائزة الرفيعة، وفي الدورة الثالثة للجائزة 2017 اختير الأديب السوداني الطيب صالح شخصية العام، وفي الدورة الرابعة للجائزة 2018 تم اختيار الروائي الفلسطيني غسان كنفاني شخصية العام، وفي الدورة الخامسة للجائزة اختير الاديب والمفكر التونسي محمود المسعدي شخصية العام الأدبية ، ليكون فرمان شخصية هذا العام .
وتشتمل فعالية شخصية العام على معرض صور يوثق لأهم محطات الشخصية المختارة، وكذلك ندوة تتناول حياة هذه الشخصية وأعمالها الأدبية والفكرية، إلى جانب إصدار كتاب يشتمل على أهم المحطات في حياة شخصية العام، إلى جانب فيلم وثائقي يستعرض مسيرته الأدبية.
وتلقت جائزة /كتارا للرواية العربية/ في دورتها السادسة، 2220 مشاركة، مسجلة زيادة غير مسبوقة عن الدورات السابقة على مستوى الفئات والجغرافيا، تتنافس على فئات الجائزة.
ففي الفئة الأولى ـ الروايات العربية المنشورة: تقدم خمس جوائز للفائزين من خلال مشاركتهم أو ترشيحات دور النشر، ويحصل فيها كل نص روائي منشور فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، ويتنافس عليها 930 رواية.
وفي الفئة الثانية ـ الروايات غير المنشورة: وتقدم خمس جوائز قيمة كل منها 30 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أمريكي ويتنافس فيها 1005 روايات، أما الفئة الثالثة وهي الدراسات (البحث والنقد الروائي): وتقدم خمس جوائز قيمة كل منها 15 ألف دولار أمريكي، فيتنافس خلالها 75 دراسة نقدية ، وفي فئة روايات الفتيان غير المنشورة: وتقدم فيها خمس جوائز ، قيمة كل منها 10 آلاف دولار أمريكي، يتنافس 195 رواية ، أما الفئة الخامسة وهي الرواية القطرية المنشورة: وُقدم جائزة واحدة قيمتها 60 ألف دولار أمريكي ويتنافس خلالها 15 رواية قطرية.
وستقوم لجنة جائزة كتارا للرواية العربية بطباعة وتسويق الروايات الفائزة التي لم تنشر، وترجمة الروايات الفائزة إلى الإنجليزية وطباعتها وتسويقها، طباعة وتسويق الدراسات الفائزة، وطباعة وتسويق روايات الفتيان غير المنشورة الفائزة.
وتلتزم جائزة كتارا بالتمسك بقيم الاستقلالية، الشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشحين، كما تقوم بترجمة أعمال الفائزين إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، ونشر وتسويق الروايات غير المنشورة، وكذلك تفتح الجائزة باب المنافسة أمام دور النشر والروائيين على حد سواء.
ويبلغ مجموع جوائز الدورة الخامسة 635,000 دولار أمريكي، تتم ترجمة كل من الروايات الخمس المنشورة الفائزة والرواية القطرية المنشورة الفائزة إلى اللغة الإنجليزية، كما تتم طباعة ونشر وتسويق الروايات غير المنشورة والدراسات غير المنشورة وروايات الفتيان غير المنشورة الفائزة.
الإبداع الموسيقى والحفاظ على الهوية القطرية
تحرص وزارة الثقافة والرياضة على الإبداع الموسيقي حيث أنشأت مركز شؤون الموسيقى ليكون منصة تهتم بهذا الفن بدءا بالكلمات والألحان وحتى الأداء الغنائي.
وقد جاءت نشأة المركز عام 2007 لتقديم كل ما من شأنه أن يسهم في تطوير شؤون الموسيقى، وخاصة نشر الثقافة الموسيقية لخلق جيل من المبدعين الموسيقيين في الدولة، وتبني المشاريع الموسيقية التي ترتقي بذوق المجتمع وتحافظ على هويته الثقافية والحفاظ على تراث الحركة الموسيقية القطرية الثري.
وفي إطار تحقيق هدف المركز في الحفاظ على خصوصية الموسيقى القطرية، كان تخصيص احتفالية سنويا تقام تحت عنوان ليلة الأغنية القطرية حيث تتمازج فيها الإبداعات الفنية التي تخرج قالبا فنيا متكاملا يظهر جماليات الأغنية القطرية.
وتحت شعار ” محتار يا بلادي شهديلج ” تقيم وزارة الثقافة والرياضة، ممثلة في مركز شؤون الموسيقى مساء يوم الجمعة المقبل الموافق 11 أكتوبر الجاري، على مسرح المياسة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات احتفالية ليلة الأغنية القطرية، والتي تقام للعام الثاني، ويشارك فيها نخبة من مطربي قطر، بالتعاون مع رواد وصناع الأغنية القطرية شعرا ولحنا، حيث تمثل الأغنية جزءا من الموروث الشعبي القطري، الذي يتم التغني به في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الاجتماعية وذلك لارتباطها بالهوية الوطنية.
ففي كلمة سابقة لسعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، أكد فيها أن الغناء القطري كان معبرا عن الوجدان الأصيل للقطريين ولا يزال إلى اليوم ترجمانا صادقا لأحوالهم وآمالهم ولحمتهم الوطنية، فالقطريون غنوا منذ قديم الزمان غناءً يليق بإرثهم وواقع حاضرهم واستشراف مستقبلهم، فغنوا على ظهور السفن بكلمات تذكرهم بالتوكل على الله وتحفزهم لبذل الجهد بحثا عن لقمة العيش، وغنوا على ظهور الإبل وهم يقطعون الصحاري الطويلة، فكان الغناء رفيق رحلاتهم، بينما كانت الإبل تحث مسيرها بسماع الحداء، كما غنوا في أفراحهم، وغنوا استعدادا للدفاع عن وطنهم.
وتعتبر البيئة القطرية منبع إلهام متجدد للموسيقيين والمطربين القطريين، حيث تنوعت التعبيرات الموسيقية، بحسب ألوان الطبيعة التي عاش القطريون فيها فوهبتهم خيراتها مثلما تغنوا بها، كما عكس التراث الموسيقي والغناء القطري ثراء العاطفة وعمق المعاني التي نبعت من صلة الفنان بتاريخيه ومجتمعه، لافتا إلى أن الأغنية القطرية الحديثة شهدت تطورا استفاد من ألوان الغناء التراث والموسيقى المعاصرة فظهرت أصوات غنائية جديدة أعطت للأغنية القطرية مدى جديدا وأكسبتها حضورا على الساحة الفنية العربية.
وفي رحلة تجمع بين ألحان عابرة للزمن وأصالة راسخة في الحاضر وقيم ترسم المستقبل، يشارك في الاحتفالية الثانية من ليلة الأغنية القطرية نخبة من المطربين والموسيقيين القطريين حيث يصدون بأعذب الألحان واجمل الكلمات عرفانا لوطنهم واحتفاء بتراثه وابتهاجا بحاضره.
وكانت الاحتفالية الأولى أقيمت العام الماضي تحت شعار (أصل الوفا منج) وهي جملة موسيقية مأخوذة من الأغنية القطرية الوطنية الشهيرة (عيني قطر) للراحل فرج عبد الكريم، إشارة إلى الوطن الغالي قطر، وفاء وحبا وولاء له، وتعتبر احتفالية الأغنية القطرية وقفة مع الأصالة الفنية وتقديرا للفن الراقي، لأنها كانت دائما معبرة عن وجدان أبناء الوطن الأوفياء في انتصاراتهم وإنجازاتهم وتطلعاتهم وكل التحديات التي واجهوها.
الولايات المتحدة شريك رسمي لدولة قطر في العام الثقافي 2021
أعلنت متاحف قطر أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الشريك الرسمي لدولة قطر في العام الثقافي 2021، وقد تم توقيع اتفاقية التعاون بين الدولتين، على هامش الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي لعام 2020، الذي عقد مؤخرا في العاصمة الأمريكية واشنطن.
ويهدف العام الثقافي قطر – الولايات المتحدة الأمريكية 2021 إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني، ويجسد الالتزام المتجدد لدعم التفاهم المتبادل بين البلدين، وتعميق الحوار بين الثقافات، وسيشمل العام الثقافي 2021، الذي صُمم بعناية، برنامجًا واسع النطاق من المعارض، والمهرجانات، والتبادلات الثقافية الثنائية، والفعاليات المشوقة التي ستقام في كلا البلدين.
وفي تصريح سابق لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، قالت :” لقد دشنا برنامج العام الثقافي احتفاءً بفوز دولة قطر بشرف استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، وقد بدأنا برنامج العام الثقافي في عام 2012 بالاحتفال بمرور 40 عاما على العلاقات الثنائية بين قطر واليابان”.
وأضافت: ” لقد واصلنا الاحتفاء بالمدن التي استضافت كأس العالم، مع البرازيل في 2014، وروسيا في 2018، ويحتفل البرنامج، الممتد على مدار عامٍ، بالبلدين وبتنوع شعبيهما وثقافتيهما، ويُسعدني اليوم أن أعلن أن عام 2021 سيكون العام الثقافي قطر – الولايات المتحدة الأمريكية”.
واستطردت قائلة “ستستضيف قطر بطولة كأس العالم المقبلة في عام 2022 وستقدم الولايات المتحدة بالمشاركة مع كندا والمكسيك النسخة التالية من البطولة في عام 2026، ولأن الثقافة تتجاوز نطاق الفنون، باعتبارها مقياس لأسلوب الحياة بكافة نواحيها، نحتفل بالثقافة والرياضة والأعمال والتعليم والموسيقى وغيرها، أتطلع إلى العمل على مواصلة تطوير العلاقة القوية القائمة بين بلدينا، واستكشاف فرص جديدة معا”.
ويرتكز العام الثقافي قطر – الولايات المتحدة الأمريكية 2021 على العلاقات الدبلوماسية العريقة التي تأسست بين البلدين في عام 1972. ومنذ ذلك الوقت، تطورت العلاقات القطرية الأمريكية باستمرار على عدة مستويات: سياسية وعسكرية واقتصادية وصحية وثقافية وتعليمية. وتخدم العلاقات القطرية الأمريكية، المبنية على الثقة، مصالح الدولتين، وكذلك الصالح العام في تحقيق السلام العالمي والإقليمي.
وتعد مبادرة “الأعوام الثقافية” تبادلا ثقافيا دوليا تقام بشكل سنوي وتهدف إلى تعميق التفاهم بين الدول وشعوبها. وعلى الرغم من أن البرامج الرسمية لا تستغرق سوى عام واحد فإن المبادرة غالبًا ما تنشئ تعاونًا على الأمد الطويل. وشملت الأعوام الثقافية السابقة: قطر – اليابان 2012، وقطر – المملكة المتحدة 2013، وقطر – البرازيل 2014، وقطر – تركيا 2015، وقطر – الصين 2016، وقطر – ألمانيا 2017، وقطر – روسيا 2018، وقطر – الهند 2019، وقطر – فرنسا 2020″.