تحقيق جمال الساحلي
أضفت رياضة الرافتنغ النهرية إلى العاصي طابعا خاصا بحيث يكاد يكون النهر الوحيد في لبنان الذي يتميز بهذه الرياضة الممتعة التي أضحت مقصد الزائرين للمنطقة وأضفت نشاطا مميزا حافلا بالمتعة والمغامرة. رياضة، استقدمها الشاب المغامر علي عواضةالقادم من فرنسا إلى العاصي في التسعينات والذي وجد هذا النهر الخالد ضالته المنشودة لما يتميز به العاصي من غزارة وعمق وانسياب لمسافات طويلة، وما يحفل به محيطه من مناظر طبيعية ولشلالاته التي تضفي على الرحلة رونقا خاصا.
درب الشاب عواضة شبانا من ابناءالبلدة للمساهمة في رياضة وضعت العاصي في مراتب متقدمة، بحسب مهدي، أحد الناشطين، الذي يقوم بتحضير الرافت بضغطه بالهواء في الوقت الذي يقوم به المشاركون بلبس السترات والخوذ الواقية واستلام العدة اللازمة للتجديف وللمشاركة بالرحلة والخضوع لتدريب لدقائق للتعاون مع الكابتن والذي تقع على عاتقه المسؤولية الكاملة في قيادة الرحلة بكافة المراحل.
ابراهيم، ناشط آخر في قيادة الرحلات تحدث عن متعة المشاركين بحيث لا يكاد يخلو يوما من رحلات عدة يشارك فيها الجميع من الأطفال وحتى الأعمار المتقدمة لأنها تتيح للجميع الاستمتاع بهذه الجولة وقضاء وقت ممتع في أحضان المياه والمناظر الخلابة في محيط النهر.
الناشط علي أوضح أن رحلة العاصي تبقى ناقصة إن لم تكتمل مع هذا النشاط الممتع، ونحن حريصون على سلامة المشاركين وبخاصة أن معظم الشبان أضحوا على مستوى متقدم من حسن الأداء منذ انطلاقة الرحلة وحتى العودة بواسطة فان خاص يكون دائما في الانتظار.
محمد، أحد أصحاب النوادي، لفت إلى أهمية توثيق هذه الرحلة منذ لحظات الانطلاق وحتى العودة في أبرز اللقطات التى يقوم بها هواة. يعبر حسين وبالاشارة كونه عاجزا عن الكلامـ عن سعادته بالتقاط اجمل اللحظات لذكرى لن تمحى من ذاكرة المشاركين الذين لم يبخلوا يوما في إعطائه المكافأة المناسبة رغم انه لا يطلب، ويتقبل العطاء بابتسامة ويردد تعابير يعبر فيها عن سروره وامتنانه.
لا تكتمل رحلة استكشاف معالم العاصي إذا لم تقترن بزيارة ناد آخر مميز أقيم عند مدخل النبع على التلال المجاورة حيث الناشط المختص محمد والالعاب الهوائية من جسور وحبال فوق صخور الوادي إلى مياه النهر برفقة أشخاص مدربين، لكن المغامرة تتطلب شيئا من الاقدام مع توفر الأمان والمسؤولية وإن رغب الزوار قضاء ليل ممتع في ربوع الهرمل وجوار النهر يمكن الإقامة مع توفر عدد من الأماكن اللائقة حيث سهرة النار حتى ساعات الصباح وسط أجواء الفرح وحسن الضيافة وممارسة النشاطات المتنوعة.
ولمتابعة المغامرة، يمكن وحسب الناشط حسين الانتقال بنصف ساعة إلى مناطق جبلية بكر في السلسلة الغربية حيث المغامرة من نوع آخر، إذ تتضمن مناظر طبيعية خلابة وسط أودية وجبال ورياضة المشي والإقامة لمن يرغب في أحضان الطبيعة وتناول وجبات طبيعية من إنتاج المنطقة والتمتع بطقس رائع تقترن معه روعة المنطقة من النهر إلى الجبل وسط المعاملة الجيدة وحسن الضيافة وأشجار اللزاب المعمرة. ويمكن للزائر أن يطلع خلال جولته على آثار منها لوحة حفر فيها نبوخذ نصر اسمه بالبابلية على صخور تشهد لتلك المرحلة تناثرت معها الصخور التى لم تلق أي رعاية حسب ابو زين وعلى ما تركه جبران من ذكريات على ضفاف بركة مرجحين، حسب ما أورده ابو ابراهيم وفق ما سمعه من الأجداد عن تلك الحقبة المشرقة من أطلال منزل وتجارة وأشجار شاهدة على تلك الحقبة وصولا إلى وادي الرطل واطلال الكنيسة القديمة والبناء الجديد الذي يمثل دائما وحدة العيش الواحد.
أما اذا تابعت الطريق غربا فأنت على مشارف واد سحيق بصخوره، مياه متدفقة وسط وادي جهنم الذي يمتد بعيدا نحو عكار والشمال مؤكدا لحمة التاريخ والجغرافيا. اما شمالا فتطالعك غابات أرز عملاقة ومحميات طبيعية حافلة بأنواع الطيور والزهور والطبيعة، الغناء والطقس الرائع. إنها الهرمل العاصي والجبل وما بينها من جمال ومحبة وحسن ضيافة وكرم الاستقبال.