درب عكار تعد بدراسات وأبحاث تصنف المنطقة الأغنى على صعيد التنوع البيولوجي

 

تحقيق – ميشال حلاق

 

تعتبر عكار من أغنى المناطق بالتنوع البيولوجي للحشرات ليس فقط في لبنان بل في الشرق الأوسط، وفق المشرف على فريق “درب عكار” المهندس الزراعي والباحث عبد الهادي صعب، لاعداد دراسات شاملة ومعمقة عن انواع الحشرات وتواجدها في المنطقة.

وبرأيه فإن عكار تضم مساحات كبيرة من الغابات تتوزع على تضاريس وارتفاعات مختلفة حتى2300 م ارتفاعا عن سطح البحر، لتخلق بيئات متنوعة داخل منطقة جغرافية صغيرة تدعم وجود أنواع متعددة جدا من الحشرات، مع الاشارة إلى أنه في لبنان بعامة وعكار بخاصة لا توجد دراسات موسعة تتعلق بالحشرات الأمر الذي يدعم احتمال ظهور نتائج مهمة وغير مسبوقة في الابحاث العلمية التي كانت بدأتها مجموعة درب عكار البيئية التي تعمل أيضا وبالتوازي على أرشفة ودراسة النباتات البرية في محافظة عكار وحققت تقدما مميزا على هذا الصعيد.

ويشير المهندس صعب الى أنه “من أهم أهداف درب عكار دراسة الحشرات في المنطقة وتوثيقها، وإنشاء قاعدة بيانات عن الحشرات التي تم توثيقها، إضافة إلى ذلك تمتلك درب عكار إحدى أهم مجموعات الحشرات المحفوظة في لبنان، والتي تضم أكثر من ألف حشرة بعضها من الأنواع النادرة، وبعضها الاخر يعتبر توثيق جديد للبنان، وحتى بعضها من المرجح أن يكون نوعا جديدا كليا، ولكن التعمق في دراسة كل حشرة يحتم إرسالها إلى جهات مختصة خارج لبنان لعدم توافر الإمكانات العلمية للمضي قدما في هذا النوع من الأبحاث”.

ولفت الى أن “الهدف الأساسي من الدراسات هو حماية البيئة، فعبر هذه التوثيقات نعرف الناس على الحشرات وطرق حمايتها، إضافة إلى ذلك قد نحدد أماكن معينة تظهر تنوعا بارزا للحشرات أو تضم أنواعا نادرة الأمر الذي يسهم في حماية الموقع لأهميته على الصعيد البيئي”.

وبهذا المعنى تعتبر “درب عكار” السباقة في هذا السياق، رغم أن التقدم بطيء نوعا ما، بسبب ضعف الإمكانات، حيث أن الأبحاث كافة، تتم بمجهود شخصي من فريق عمل “درب عكار” والمهندس صعب المسؤول عن هذه الدراسات.

الأعمال تتضمن تجميع العينات من مواقع مختلفة، تقسيمها، تعريفها، وحفظها بأفضل المعايير العالمية لدراسات قد تتم لاحقا، ولذلك فهذه المشاريع العلمية تستلزم وقتا وجهدا ومعدات وتجهيزات حديثة لضمان استمراريتها وتطويرها، فهي تحمل قيمة علمية مهمة للبنان بين دول العالم على الصعيد البحثي والعلمي.

***

(*) الوكالة الوطنية للإعلام

اترك رد