نشاط صناعي متقدم في البقاع الشمالي رغم الجمود في الأسواق

تحقيق جمال الساحلي

 

ينحصر النشاط الصناعي في البقاع الشمالي في بعض المؤسسات الصغيرة التي تتناسب مع الطبيعة الإنتاجية للمنطقة، والتي يمثل الإنتاج الزراعي وتربية الدواجن وبعض المؤسسات السياحية عصب الحياة فيها.

وقد تميزت القاع منذ عشرات الأعوام بوفرة إنتاجها الزراعي من خضروات وأشجار مثمرة مما دفع بالعديد إلى ستحداث مؤسسات صناعية تهتم بتوضيب المنتوجات وأخرى لتصنيع بعض الإنتاج الزراعي الذي تميزت به البلدة.

هذا ما أكده عضو المجلس البلدي وأحد أصحاب معامل الصناعات الغذائية في القاع طوني نعوس الذي لفت إلى أن “هذه الصناعات تطورت مع الأيام لتصل إلى مرتبة متقدمة، يغطي إنتاجها المنطقة والأسواق اللبنانية، فيما أصيب بعضها بالتعثر وفشل البعض الآخر، لأسباب مختلفة، فيما نجحت تجربة الصناعات المنزلية وتواصلت بالتعاون مع العديد من الجمعيات التعاونية والجمعيات المحلية، بالإضافة إلى بعض الصناعات الحرفية”.

وكان رجل الأعمال يحيى شمص من الذين بادروا لتشجيع الصناعة في المنطقة حيث عمل على زراعة مساحات واسعة من القطن وشجع العديد من المزارعين على هذه الزراعة واستحدث مصنع للغزل ولكن التجربة لم يكتب لها النجاح ولكن شمص وانطلاقا من إصراره على النهوض بالقطاع الصناعي استحدث المصنع الأول من نوعه لتعبئة المياه، بالإضافة إلى نشاطات أخرى.

وتنتشر في منطقة الهرمل معاصر الزيتون سعيا وراء عصر منتوج ضخم من الزيتون الذي تحول إليه أهالي المنطقة بعد أن تحولوا إلى زراعته. وأقيمت لذلك جمعيات تعاونية بتشجيع من هيئات دولية ورسمية حققت معها الهرمل درجات متقدمة ومميزة في هذا المجال. مع التقدم العمراني استحدثت العديد من الورش التى تعنى بصناعة احجار الباطون وقص الأحجار والصخور كما أقيمت ورش عدة لصناعة الباطون الجاهز والبلاط وقص الأحجار والصخور.

وأقيمت في الهرمل ومحيطها عدد من مصانع الالبان والاجبان سعيا لاستثمار إنتاج المنطقة الوافر من الحليب الطازج والذي يصنع وفق أحدث الشروط الصحية للحصول على منتوجات وفق المواصفات العالية الجودة يتم توزيعها في المنطقة والجوار والأسواق اللبنانية ولتصريف الإنتاج المميز للزيتون الذي اشتهرت به سهول الهرمل بعد أن تحول إليها مزارعو المنطقة، وسجل جودة عالية حسب المختبرات الايطالية وأقيمت لذلك جمعيات تعاونية اهتمت بالعصر والتوضيب والتصنيع والاستفادة من المخلفات للتدفئة وازدهرت صناعة الصابون، هذا ما أكده خضر جعفر من الاتحاد التعاوني في البقاع.

ولاقت الصناعات الغذائية اهتماما خاصا من الجمعيات التعاونية في الهرمل والجوار لتصنيع المونة على أنواعها وأقيمت لذلك معارض التصريف سعيا لتأمين التسويق وفق أسعار تراعي الظروف الصعبة بحسب الناشطة صفاء الهق من تعاونية “السنديان”، والتي تضم العشرات من نساء المنطقة، في الوقت الذي استحدث حسين قانصوه مشغلا لتصنيع الزيوت العطرية والأدوية والأعشاب الطبية، معتمدا على الإنتاج المحلي والخبرات المتراكمة وتجارب الأقدمين.

الشاب محمد علي العميري ورث عن الأجداد الاهتمام بالثروة السمكية واستحدث على ضفاف العاصي معملا لتوضيب الأسماك والتدخين وكان الجد محمد علي العميري قد استحدث في الثلاثينات اول طاحونة على نهر العاصي وابناؤه اهتموا باستقدام سمكة الترويت وأقاموا لذلك مزارع في حوش السيد علي المهندس جلال محفوظ، وبالتعاون مع جمعيات دولية أسس بجوار رأس بعلبك مصنعا متخصصا بالصناعات الغذائية سعيا للاستفادة من أسماك الترويت ولتامين تسويق حضاري في الأسواق اللبنانية لمنتج تميز به حوض العاصي.

وانتشرت في جوار رأس بعلبك مشاغل الباطنون والزفت، فيما ساهمت الأزمة الحالية في نزوح عشرات الورش الصغيرة إلى القصر وجوارها بحثا عن توفير التزامات مادية تعتبر اقل كلفة في المنطقة، فيما يهدد جمود الأسواق كل الورش والصناعات كبيرها وصغيرها. وتدور عجلة الايام ويبقى الرهان على همة أبناء البقاع الشمالي ومبادرتهم للنهوض بالمنطقة زراعة وصناعة وسياحة واستغلال ما وهب الله من ثروات وطبيعة.

***

(*) الوكالة الوطنية للإعلام

اترك رد