شَعبِي!     

    

(في 17 تِشرِين الأَوَّل 2019 انطَلَقَت انتِفاضَةٌ شَعبِيَّةٌ عارِمَةٌ عَمَّت كُلَّ المُدُنِ الرَّئِيسَةِ في لُبنانَ، استِنكارًا لِفَسادِ المَسؤُولِينَ، ومُطالَبَةً بِرَحِيلِهِم)

 

آنَ الأَوانُ وَلَم يَعُدْ مِنْ مَأْمَلِ          فَمَنِ اعتَلَى شَأنَ الرَّعِيَّةِ قَد بَلِي
والشَّعبُ بَعدَ عُهُودِ إِفسادٍ غَدا          مُتَوَجِّسًا، والشَّعبُ يَنفِرُ إِذْ بُلِي

فَانظُرْ فَفِي كُلِّ الزَّوايا ثَورَةٌ،          والكُلُّ يَهتِفُ: يا مَنِ انتَهَكَ ارْحَلِ
ما مِنْ بُكاءٍ، بَل تَشَكٍّ صارِمٌ،          وبَشائِرٌ تَبدُو لِمَجدٍ مُقبِلِ
فَهُنا تَرَى بَطَلًا يُرَجرِجُ قَبضَةً،         وهُناكَ مَن يَشدُو بِصَوتِ البُلبُلِ
هو مِهرَجانٌ لِلعَزائِمِ، لَيسَ مِن          واهٍ تَراجَعَ، أَو غَوٍ مُتَبَدِّلِ!

***

يا شَعبَنا، يا رُوحَنا مُتَناثِرًا          في السَّاحِ، في أَزكَى التُّرابِ المَوْئِلِ
لا تَنثَنِ فَالأَرضُ أَرضُكَ صُنتَها          حِينَ الدَّواهِي في الظَّلامِ الأَليَلِ
إِنْ يَرفَعُوا سَيفَ العُتُوِّ فَإِصْبَعٌ          لِلشَّعبِ أَمضَى مِن سِلاحِ الجَحفَلِ
باد العُتاةُ على الزَّمانِ وخَلَّدَت          بَعدَ العُتاةِ رُسُومُ شَعبٍ أَعزَلِ
لا يُرْهِبَنَّكَ سَوْطُهُم وَوَعِيدُهُمُ          هُم طارِئُونَ وأَنتَ رَبُّ المَنزِلِ
شَعبِي… أَلا اضْرِبْ، لا تُجَوِّزْ رَحمَةً          مع مَن تَمادَى في النِّهابِ المُثقِلِ
شَعبِي… سَيَختَرِقُ السَّماءَ هَدِيرُكَ       ـــــــــــــــ        الضَّافِي فَبَدِّدْ مَنْ دَهاكَ وزَلزِلِ
هُم راحِلُونَ على مَطِيِّ هَوانِهِم          والصُّبحُ آتٍ، والغُيُومُ سَتَنجَلِي
يَكفِيكَ أَنْ في ساحَةِ الشَّرَفِ الَّتِي          جَمَعَت شَتاتَكَ كُنتَ خَيْرَ المُجْزِلِ
أَعطَيتَ، لَم تَبخِلْ، وسِرْتَ مُجَلْجِلًا          فَالأَرضُ تَرقُصُ تَحتَ خَبْطِ الأَرجُلِ!

***

يا جَيشَ أَرضِي صُنْ حَراكَ شَبِيبَةٍ،         بِسُلُوكِ فُرسانٍ، وَكِبْرٍ أَمثَلِ
فَعَلَى الجِباهِ تَلَأْلَأَت قَطَراتُهُم          أَحلَى، بِعَينِ الشَّمسِ، مِنْ لَمْعالحُلِي
أَينَ الأُلَى سَرَقُوا حَصادَ لُهاثِهِم،         باتُوا الشَّجِيَّ، وباتَ مَن سَرَقَ الخَلِي
لا.. لَن يَظَلَّ الشَّعبُ، بَعْدُ، على الوَنَى،         لا.. لَن يُصَفِّقَ، خانِعًا، لِمُضَلِّلِ
لا.. لَن يُقالَ لَهُ تَعَقَّلْ بَعدَما          صَبَرَ الزَّمانَ، وغَيرُهُ لَم يَعْقِلِ
شَهَرَ الحُسامَ، فَيا مَرابِعَنا اشهَدِي،          يا حِلْمُ حِدْ، فَاليَومَ يَومُ الفَيصَلِ!

***

هِيَ ذِي الجُمُوعُ أَيا بِلادِي هَلِّلِي          عَجَّ النَّفِيرُ لِكَي تَفِيئِي لِلعَلِي
هو شاءَنا لِلخَيرِ رُسْلًا، لَم يُرِدْ          مِنَّا سِوَى المَأْتَى النَّصِيعِ الأَكمَلِ
لَو لَم يَكُنْ إِلَّا الوِئَامُ مُجِلِّلًا          هاماتِكُم فَكَفَى لِأَجيالٍ تَلِي
طَهَّرتُمُ السَّاحاتِ مِن أَدرانِهِم          وغَمَرتُمُ الدُّنيا بِطِيبِ الصَّنْدَلِ
وطَرَدتُمُ التُّجَّارَ مِن أَحرامِكُم          وأَعَدتُمُ التَّقوَى لِطُهْرِ الهَيكَلِ
فَإِذا المَسِيحُ بِكُلِّ مِحرابٍ يُرَى          يَتلُو الصَّلاةَ مع النَّبِيِّ المُرْسَلِ!

اترك رد