لبنان بلاغ رقم واحد..!
لولا الإعلام ِ الميداني المباشر ، لما نَجحَتِ الثورة ولما إستَيقظَ لبنان..!!
لكن أَبرزَ عاهاتِ وأخطارِ البَثِّ التلفزيونيِّ المباشر , من أرضيّاتِ الحَراكِ الشعبي و مَيدانِيَّاتِ الإعتصاماتِ ، هو إعطاءُ الفُرَصِ و وتَجييرُ المَنَابر ِ والميكروفوناتِ والكاميرات ِ والشاشات ِ لِلمُنتَفِضينَ المُستَحقّينَ أنْ يتكَلَّموا ويَظهَروا ويصرخوا وغيرِ المُستَحَقيِّنَ ، وللقادرينَ على الكلام ِ وغيرِ القادرين ، وللعارفينَ لماذا يَثورُونَ والذينَ لا يعرفون ، ومَنحِهم فُرصَةَ أَنْ يقولوا أوْ يُستَصْرحوا أَوْ يُقَوَّلوا كَلاما ً، غالباً لا يَعرفونَ مَضْمونَه ومعانيه وأبعادَهُ ومَخاطرَه..إنَّهُ حَماسُ الجَماعَاتِ، الذي إِنْ حَسُنَ تَنظيمُهُ ، كَثُرَتْ فَضَائِلُهُ و فَاضَتْ نتائِجُهُ بالخَيْرِ الوَفيرِ.. !
- هنا في لبنان…صارَ كُلُّ ( ثائرٍ ) أوْ مُشاركٍ بالتَظاهُرِ ( ناطِقاً رسْمياً ) بإسمِ الوطن..و مُوَجِّها وقائِداً ومُلهِماً شعبِيَّاً وقَوَّالاً بالسياسة ِ و مُنَظِّراً بالدُستور ِ والإقتِصادِ و فَيلسوفَ ثورَةٍ ومُتَلَفِّظاً بكلام ٍ غَيرِ مُرُتَدٍّ وعَيَّاطاً شَتَّاماً، بما لا يليقُ لا بلبنان َ ولا بالانسانِ ولا بالاِعلامِ ولا بالثَوْرَة…!!!
** هنا في لبنان …صار َ كُلُّ ( نازلٍ إلى المهرجان ) ، مُذيعاً إنقلابِيّاً لِ { البلاغِ رقم واحِد }..!
*** هنا في لبنان…كَثيرونَ لهمُ أَصواتُهمُ وتليفزيوناتُهم المَوْسَمِيَّة ، التي تُغَطّي وتَشْهدُ على سيناريوهاتِ قَطْعِ الطُرق ، وطَلبِ الهويّةِ ، و( السماح للجيش والقوى الأمنية أن تَمْرَّ…الى ضِفَّةِ الوطن…!
**** هنا في لبنان…وَحدَهمُ المواطنون َ الصَحَّ يسألونَ صارخينَ :
أَينَ الدولة..؟ أينَ هَيبَةُ العسكر والقوى الأمنية..؟!؟
بلْ ، مَنْ يحمي قُطَّاعَ الطُرُق ِ وفارضي الخوَّات..؟!
هل عادَتِ الميليشيات ُ ؟
منْ إستَولدَها..؟ مَنْ إسْتَعادَها..؟ مَنْ يحميها..؟! مَنْ يَسْتثمرُ الفوضى..؟.
****، نحن ُ في لبنان…نَسأَلُ أينَ المرجعياتُ الروحيَّة لا ترفع ُ الصوت َ وتَضربُ عصاها على الأرض ، وتَمنعُ الإعتداء َ على الناسِ وتُدينُ قَطع َ الطُرُقِ ؟ أيْنَها المرجعيات ُ السياسيّةُ لا تقِف ُ إلى جانبِ الوطن..ولا تَنتَصرُ للناس؟
*****هنا في لبنان، تنتصِرُ الثوراتُ بقائدٍ أوْ بلا قائد ، إذا كانت مُشبعَةً بالعلمانيّة المعتدلة والمواطنةِ
الحقيقيًّة.
******هنا في لبنان يثورُ المُّثقّفُ والفقيرُ ويبكيانِ معاً، لأنهما إفتقدا الى لبنانَ معاً، وجاعا معاً، ويموتانِ معاً..!
تعالوا نَتَذَكَّرُ و نَتَحَسَّسُ رَمَادَ َالنارِ التي حَرَقَتِ لبنان.! وحَذارِ النّارَ الآتيَةَ…! لا تتركوا الفوضى تَتشَظّى..! كفانا رماداً…!!
أطفئوا الكاميراتِ في السَاحاتِ…عودوا بها إلى حيثُ يجب ُ أن تكون..! وَظِّفوها لِخدمَةِ الحَقِّ والكَلِمةِ الصَحَّ ولبناءِ الإنسانِ اللبنانيِّ الكُلِّيِّ الكرامة…وَجِّهوا كاميراتِكم ووَظِّفوا مهاراتٌكم وقُدُراتِكم لِخدمَةِ أهدَافِ الثورةِ و قَلبِها وعَقلِها ووِجدانِها النَقيِّ…كُونوا نَبَضَ الثَوْرةِ ، وإعْرَفوا أنَّ كُلَّ صورةٍ و كلمةٍ تقُولونَها أو تنقلونَها سَتَكونُ حُكْماً لكُم أوْ حُكْماً علَيْكُم…!
حِفظاً لرسالةِ الإعلام، وحتى تبقى لهُ هَيبَتُهُ ، كَسْلطةٍ مَعرفيَّةٍ وتَغييريَّةٍ ، فَكْفِكوا الكاميراتِ ، وعودوا إلى ( الإعلامِ الجالِسِ ) ، الأَشبَهِ ب(القضاءِ الجالس) ، الهادئ ِ والرصينِ والحامي للحقيقةِ والحق ِّ ، ولا تسمحوا لأَيِّ شخص ٍ أنْ يكونَ ( مُدَّعياً عامّاً ) ، يَتَّهِمُ و يُسيئُ إلى كرامات ِ الأشخاص ِ والمقامات..!!
ما يَقومُ بهِ بعضُ الإعلام ، ليسَ إعلاماً..! هو تغطياتٌ تَحريضِيَّةٌ ، تفتقرُ إلى خُلقِياتِ المهنة ِ، بمثلِ ما تَنعدِمُ فيها الإحترافيَّةُ المِهنِيَّة ، وتغيبُ عنها رُوحُ المُواطنَة..!