صدور طبعات جديدة من رواية «عصفور من الشرق» ومسرحية «محمد» لتوفيق الحكيم

أصدرت دار الشروق، طبعات جديدة من رواية “عصفور من الشرق” ومسرحية “محمد” لتوفيق الحكيم.

وصدرت الطبعة 11 من رواية “عصفور من الشرق” التي نشرت للمرة الأولى عام 1938، وفيها أضاف توفيق الحكيم إلى مجالات ريادته ريادة جديدة، بعد أن رسَّخ دورہ بوصفه أحد آباء الرواية العربية؛ بأسلوبه السهل، وقدرته المذهلة على الوصف والتصوير، فضلًا عن الحوارات التأملية البارعة.

كالعصفور، يتنقل «محسن» بطل الرواية – القناع السردي الموازي لشخصية توفيق الحكيم- من مكان إلى مكان في أنحاء باريس؛ عاصمة النور والجمال و«فاترينة الدنيا»، بقبعته السوداء ومعطفه الأسود ورباط عنقه الأسود وحذائه الأسود! ذلك الفتى الشرقي الذي يعيش في باريس، يطوف بشوارعها ومقاهيها ومكاتبها ينقر كالعصفور بحثًا عن فلسفة.

يتطلع «محسن» إلى السمو فوق الواقع الخشن والحياة المادية الغليظة بحثًا عن الروح التي تسمو فوق الجسد، والقلب الذي هو أسمى من العقل، والتغلب على ثنائية «شرق/ غرب» التي رأى أنها يمكن أن تنقذ البشرية من حسابات الربح والخسارة وكوارث الصراعات التي لا ترحم والحروب المدمرة.

تبعث «عصفور من الشرق» برسالة فنية تقول: يوم يلتقي الشرق والغرب سيكون ذلك النور الذي يضيء العالم، وتصبح الحضارة في مسارها الصحيح.

كما صدرت الطبعة الخامسة من مسرحية “محمد (ص)” التي نُشرت للمرة الأولى عام 1936.

ويقول توفيق الحكيم عن كتابه: “المألوف في كتب السيرة أن يكتبها الكاتب، ساردًا باسطًا، محللًا معقبًا، مدافعًا مفندًا.

غير أني يوم فكرت في وضع هذا الكتاب قبل نشرە ألقيت على نفسي هذا السؤال: إلى أى مدى تستطيع تلك الطريقة المألوفة أن تبرز لنا صورة بعيدة ـ إلى حد ما ـ عن تدخل الكاتب؟ صورة ما حدث بالفعل، وما قيل بالفعل دون زيادة أو إضافة، توحي إلينا بما يقصدە الكاتب أو بما يرمي إليه؟

عندئذ خطر لي أن أضع السيرة على هذا النحو الغريب. فعكفت على الكتب المعتمدة والأحاديث الموثوق بها، واستخلصت منها ما حدث بالفعل وما قيل بالفعل. وحاولت ـ على قدر الطاقة ـ أن أضع كل ذلك في موضعه كما وقع في الأصل، وأن أجعل القارئ يتمثل كل ذلك؛ كأنه واقع أمامه في الحاضر، غير مبيح لأي فاصل ـ حتى الفاصل الزمني ـ أن يقف حائلا بين القارئ وبين الحوادث، وغير مجيز لنفسي التدخل بأي تعقيب أو تعليق، تاركا الوقائع التاريخية، والأقوال الحقيقية ترسم بنفسها الصورة».

***

(*)  صحيفة الشروق 

اترك رد